زيارة لورشة تزويد سيارات تقود صاحبها إلى السجن

ت + ت - الحجم الطبيعي

قيل قديماً «الرفيق قبل الطريق» و«من عاشر قوماً أربعين يوماً صار منهم».. عبارات قيلت في مواقف وأحداث تبين مدى تأثر الأشخاص بأصدقائهم وانعكاسات هذا التأثر على سلوكياتهم وحياتهم الاجتماعية.

بطل قصتنا اليوم هو محمد، شاب يدرس بإحدى الجامعات المحلية في الدولة، ارتبط منذ دخول سن المراهقة بعشق متابعة السيارات الرياضية وقيادتها.

وبعد وصوله إلى السن القانونية شرع في تنفيذ كافة الإجراءات والدروس المطلوبة للحصول على رخصة تخوله قيادة السيارات، وفور نجاحه في ذلك أصبح يقضي معظم نهاره في تعديل سيارته والتنقل بين ورش السيارات، باحثاً عن أحدث ما تمتلكه من تجهيزات.

وفي أحد الأيام وبينما كان محمد جالساً في إحدى الورش لصيانة وتزويد السيارات الرياضية، تعرّف على صاحب تلك الورشة، ويدعى خالد، لتنشأ بين المتيمين بحب قيادة السيارات الرياضية صداقة تطورت مع مرور الوقت إلى أن أصبحا يخرجان معاً ويتجولان بالسيارة في معظم أوقات فراغهما.

ونظراً لقربهما من بعضهما، ذهب محمد لزيارة خالد في مزرعته وهنالك أخبره بأن تحصيله العلمي وصل إلى أدنى مستوياته، مرجعاً السبب في ذلك إلى انشغاله مع أصدقائه في هواية قيادة السيارات، الأمر الذي أدى إلى أنه لا يجد الوقت الكافي لمتابعة دروسه ولا حتى للنوم، طالباً من خالد مساعدته في هذا الموضوع.

وعندئذ قدم خالد لمحمد بضع حبوب، وقال له إن هذه الحبوب تعطيه طاقة وتجعله نشيطاً ولا يحتاج للنوم كثيراً، مؤكدا له أنها ستساعده على التركيز في الدراسة.

وهنا لم يتردد محمد في أخذ الحبوب التي قدمها له صديقه خالد، مرة تلو الأخرى دون السؤال عن ماهية تلك الحبوب.

وبعد أكثر من شهر اعتاد محمد الحبوب وطلب من خالد تزويده بكميات أكبر، إلا أن خالد اشترط من محمد تسليمه مبالغ مالية مقابل الحبوب، ولم يتردد محمد، وقام بطلب المبالغ المالية من والده لأجل إشباع رغبته بالحبوب التي اعتاد عليها.

وفي أحد الأيام، وبعد أن تناول محمد تلك الحبوب وخرج من مزرعة خالد، تسببت الحالة الذهنية التي كان فيها جراء تناوله الحبوب في وقوع حادث مروري أسفر عن تعرضه لإصابات متنوعة.

وعند حضور الشرطة تبين أنه بحالة غير طبيعية، ليتم نقله إلى المستشفى المختص، وبإجراء الفحوص تبين أن محمد متعاطٍ للمؤثرات العقلية، فتم تحويله إلى النيابة العامة، وتم استدعاء المدعو خالد للتحقيقات، الذي بسؤاله أنكر معرفته بمحمد، مشيراً إلى أنه لم يزوده بأي مؤثر عقلي.

وقالت النيابة العامة الاتحادية إن الصداقة تعد من الصفات الجميلة والمميزة في العلاقات الإنسانية، التي تستوجب اختيار الصديق الحسن مع الحذر وتجنب رفقاء السوء، موضحة أن العديد من قضايا تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية توضح خطورة أصدقاء السوء على أقرانه نظراً لكونهم يأتون ضمن الأسباب الرئيسية للوقوع في براث المخدرات.

وناشدت الأسر وأولياء الأمور تعزيز جهود التواصل والحوار مع أبنائهم، ومتابعة ومعرفة أصدقاء أبنائهم ومراقبتهم وتوجيههم.

كلمات دالة:
  • زيارة،
  • ورشة ،
  • تزويد سيارات،
  • السجن
Email