لؤي دهمش رئيس «أوتودسك في الشرق الأوسط» لـ«البيان الاقتصادي»:

نهدف لتعزيز إنتاجية المشاريع الذكية في الإمارات

التحكم بذراع ذكية بواسطة حلول «أوتودسك» | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال لؤي دهمش رئيس شركة أوتودسك في الشرق الأوسط وتركيا إن الشركة تخطط العام المقبل لتوسيع أنشطتها في الإمارات من خلال تعزيز شراكاتها مع جهات في القطاعين الحكومي والخاص بهدف دعم إنتاجية المشاريع الذكية في الدولة.

وذلك من خلال نشر المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، مؤكداً أن الأهداف الرئيسية للشركة الأميركية المتخصصة ببرمجيات التصميم المتقدمة تواكب رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية دبي الصناعية 2030 وخطة أبوظبي 2030.

وتوقّع دهمش في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» أن تغيّر التقنيات الجديدة المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي أساليب التصميم والابتكار، مؤكداً أن التعليم سيكون المفتاح الأساسي لإعداد الجيل المقبل للنجاح والتطور في مستقبل يتطلب المزيد من البناء والابتكار بأقل تأثير سلبي على العالم.

وذكرت دراسة حديثة صادرة عن «ماكينزي» أن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على توليد قيمة سنوية تتراوح بين 3.5 تريليونات دولار و5.8 تريليونات دولار في تسعة أنواع من الأعمال تمارس في تسعة عشر قطاعاً تجارياً وصناعياً في العالم.

وتوضيحاً للفرق بين تعّلم الآلة والذكاء الاصطناعي، أفاد دهمش: «يستخدم البعض هذين المصطلحين بدلاً من بعضهما البعض، لكن الحقيقة أنهما لا يعنيان الشيء ذاته.

فالذكاء الاصطناعي مصطلح يضم تحته مجموعة من التقنيات المتقدمة التي تقع في مقدمة أعمال تقنية المعلومات. ويسعى الذكاء الاصطناعي إلى تطوير آلات قادرة على العمل والتفاعل مثل البشر في مجالات متنوعة مثل اكتساب المعرفة وإنتاجها والقدرة على التخطيط والإدراك ومعالجة اللغات الطبيعية وغير ذلك.

وهكذا فإن نظم الذكاء الاصطناعي المستخدمة اليوم تمثل برمجيات متطورة للتعلم الآلي تعمل تدريجياً على تحسين المهارات والمنافع بناء على مجموعات البيانات الضخمة. أما تعلم الآلة، فهو يمثل تقنية فرعية من الذكاء الاصطناعي أو وسيلة لتحقيق الذكاء الاصطناعي فعلًا.

وتتيح تطبيقات برامج تعلم الآلة للحواسيب بالتعلم من الأمثلة المقدمة لها، واستخدام الخبرة التي تكتسبها في حل مشكلات مشابه دون حاجة إلى برمجتها لذلك بصورة خاصة. يرتكز تعلم الآلة على تعرف الخوارزميات على الأنماط الكامنة في البيانات الضخمة لتتمكن من إنتاج التوقعات المستقبلية، وتستجيب بصورة صحيحة للتحديات الجديدة، وتصبح أدق بمرور الوقت.

رؤية

وحول رؤية أوتودسك في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، قال دهمش:»إذا نظرنا إلى التحديات العالمية التي تواجهنا اليوم، وآفاق الفرص التي تلوح أمامنا، مثل زيادة عدد الناس التي تسكن المناطق الحضرية وتناقص الموارد الطبيعية المتوفرة، نرى أننا لن نتمكن من التعامل معها والتخطيط المستقبلي للأدوات اللازمة وطريقة التنفيذ دون أن نعتمد على تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي.

وتتزايد حاجة عملائنا اليوم إلى أساليب عمل أفضل وأسرع وأذكى للتعامل مع التحديات العديدة التي يواجهونها، ويتيح لهم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة الوصول إلى حلول مرنة تواكب نمو أعمالهم واتساعها أو تغير ظروفها، ولهذا فإن لتلك التقنيات دور رئيس حالياً في التخطيط الاستراتيجي لشركة أوتودسك.

منافع

وحول المنافع التي يمكن أن تعود على الشركات من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، قال دهمش: «يمتد نطاق تأثير الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة إلى مساحات واسعة في مجال التصميم والإنشاءات، فهما يؤديان إلى تحسين الإنتاجية بصورة مضطردة بالاعتماد على أتمتة المهام المتكررة أو الشاقة.

ويثمر أيضاً عن ابتكار نماذج جديدة للتصميم والهندسة والبناء. أما العامل المشترك بين الأنواع المختلفة من الأدوات الجديدة المعتمدة على تلك التقنيات فهو أنها ترتكز إلى البيانات المتوفرة.

وأنها تأخذ في الحسبان نوع المهمة المطلوبة والسياق الذي تجري فيه، وتستطيع استنباط معلومات إحصائية قيمة من البيانات الخام. وهكذا تتمكن الشركات بالاعتماد على الذكاء الصناعي وتعلم الآلة من تنفيذ المهمات بكفاءة أعلى واستهلاك أقل للموارد والأموال المتوفرة.

حجر الزاوية

ولفت دهمش إلى أن تحقيق الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي يكمن في الاهتمام بالتعليم الذي وصفه بـ»حجر الزاوية«، مشيراً إلى أن أوتودسك ترى أن مصممي الغد هم من سيجدون حلولاً للتحديات المطروحة اليوم، وأضاف:»لهذا فإننا نمنح الطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية إمكانية الاستخدام المجاني لبرنامج التصميم لدينا .

والتي يستخدمها الملايين من المهنيين المحترفين يومياً. ونعمل أيضاً على دعم المبادرات الحكومية من خلال التعاون مع جهات معنية مختلفة - مثل مؤسسة دبي المستقبل - في مشاريع تعليمية مثل أول مخيم صيفي للذكاء الاصطناعي في المنطقة.

والذي ركزنا فيه على تمكين جيل المستقبل من التعرف على الذكاء الاصطناعي وقيادة ثورته وتحويله إلى قوة استراتيجية قادرة على دعم الاقتصاد وتعزيز مكانة الإمارات على مستوى العالم في جميع المجالات.

فعلى امتداد أكثر من أسبوعين التقينا بمجموعة من الطلاب الشباب الذين يتوقون إلى اكتساب المعرفة عن الذكاء الاصطناعي والتقدم نحو آخر ما وصلت إليه التقنية، فعندما تملك البلاد مثل هذه المواهب ستمضي في طريق الازدهار بلا ريب.

تنوع القطاعات

أشار دهمش إلى أن الملمح الواضح لتأثير الذكاء الاصطناعي هو تنوع القطاعات التي يستخدم فيها يومياً. وأضاف: «استخدمنا التصميم التوليدي في مشروع لصالح إيرباص يهدف إلى إعادة تصميم جدار فاصل جديد عن مقصورة الطائرة أقوى من الجدار الفاصل المستخدم حالياً وله نصف وزنه.

ويعرف التصميم التوليدي بأنه عملية تؤدي إلى إيجاد النموذج المناسب بعد أن يعطي المصمم القيود المحددة لخوارزمية التصميم الحاسوبية مثل الوزن والطول المطلوبين، فتبدأ باستكشاف الحلول والخروج بنماذج مبتكرة لم يكن يستطع المصممون الوصول إليها ».

 

 

Email