استدامة التراث.. «القراقير» رفيقة الصيادين وذكريات الزمن الجميل

محمد اليماحي خلال صناعة أحد القراقير | تصوير: زيشان أحمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت «القراقير» واحدة من أبرز طرائق صيد الأسماك التي عرفها الأجداد ولا تزال حاضرة حتى الآن، فهي رفيقة الصيادين وبقية من ذكريات الزمن الجميل، وطرائق صناعتها تحافظ على طبيعتها الوراثية على الرغم من دخول طرائق حديثة في هذا المجال.

ويعد محمد سالم محمد اليماحي واحداً ممن توارثوا حرفة تصنيع أقفاص الصيد التي تسمى «قراقير» أو «دوابي»، ولديه مصنع لإنتاجها وبيعها، ولم يواجه كساداً ذات يوم في تسويقها، نظراً للطلب عليها.

ويؤكد اليماحي أنه ما دام في البحر رزق وغذاء فإن هذه المهنة ستبقى دائمة، وتبقى «الدوباية» صديقة الصياد والبحارة، وتتنقل هذه الطريقة إلى المستقبل على الرغم من كل التطور في أساليب الصيد، وكما هو معروف فإن هذه الأقفاص كانت عضوية تماماً في الماضي، لأنها تصنع من مخلفات النخلة وبالذات من جريد النخل، ويخاط أو يتم وصل القطع الثلاث لكل قفص بخيوط من الحبال أيضاً من النخلة وكان السمك عند البيع للمتسوقين يربط بشريط من خوص النخيل.

وتعد «الدوابي» المصنوعة من الأسلاك المعدنية قصيرة العمر عند مقارنتها بالقديمة المصنوعة من سعف النخيل، لأنها لا تثبت في البحر إلا فترة محدودة تتراوح بين ستة أشهر وثمانية أشهر. اليماحي يؤكد أن هذا الوسيلة تنافس الوسائل الأخرى على الرغم من صعوبتها، وستستمر بسبب تخصيص كل نوع من القراقير أو الدوابي لأنواع من الأسماك ولأنواع من الأعماق، ومن المهم والضرورة ألا يتجاوب البحارة أو الأهالي، مع الدعوات التي تميل للحداثة والتطوير من دون أن يكون للتراث مكان في البناء والتطوير، حتى في زمان الذكاء الاصطناعي يجد المواطن الدولة تضع ضمن خطتها العمل على استدامة التراث.

وتكون القراقير بيضاوية الشكل وتبدو قاعدتها مسطحة من الأسفل، وفيها فتحة خرطومية تسمح بدخول الأسماك إلى الداخل بطريقة ذكية تمنع خروجها من القفص، كما يثبت فيها ثقل أو حجر كي تغطس إلى القاع، وتربط بعلاقة من الأعلى كي يستدل إليها الصياد عند العودة لاستخراج الأسماك منها.

ولا تزال «القراقير» و«الدوابي» تستخدم حتى يومنا هذا في صيد الأسماك على الرغم من تطور أساليب الصيد عموماً.

 

 

Email