مبادرات نوعية أغنت الحضـور الثقافي الإماراتي

دبي.. رؤية ثقافية جديدة وعاصمة للإعلام العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرؤية دبي الثقافية الجديدة، نقلة نوعية في المشهد الثقافي المحلي، حيث مثل الإعلان خلال أكتوبر الماضي عن هذه الرؤية، إيذاناً بتدشّين حراكاً ثقافياً هو الأشمل والأكثر تنوعاً على مستوى دبي بمختلف مؤسساتها الثقافية والمعرفية والمجتمعية، لتكون دبي مركزاً للثقافة وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب ومنارة للأدباء والكُتَّاب والمفكّرين والباحثين والفنانين الإماراتيين والعرب، ومن مختلف أنحاء العالم، وفي شتى مجالات الإبداع.

وشملت الرؤية الجديدة، التي ستتابع ترجمة مضامينها وتجسيد محاورها بدقة، سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أكثر من 15 مبادرة متنوعة، تغطي مختلف القطاعات الثقافية والفنية، من بينها اعتماد منظومة جديدة لمنح أول فيزا ثقافية في العالم، طويلة الأمد في العالم، حيث ستتصدر الإمارات المشهد الثقافي العالمي بهذه المبادرة، مع استقطاب الأدباء والفنانين والمبدعين لترسخ نفسها حاضنة لأهم المواهب والإبداعات العربية والعالمية، وإطلاق موسم دبي العالمي للآداب، وهو أكبر موسم للمحتوى الأدبي والكلمة المقروءة في المنطقة، يهدف إلى ترسيخ مكانة دبي عاصمة للمحتوى الثقافي والمعرفي.

كما تضمنت الرؤية الجديدة أيضاً إطلاق منطقة حرة في العالم للمواهب الإبداعية، ومقرها في القوز، وتُعنى بالمواهب الإبداعية في قطاع الثقافة، من أدباء وفنانين تشكيليين، إلى جانب تنظيم مهرجان المرموم السينمائي، وإطلاق هوية معمارية وثقافية لإمارة دبي، كما تضمنت الرؤية إطلاق مبادرة «مدارس الحياة»، والهادفة إلى تحويل المكتبات العامة الرئيسية في دبي، إلى مراكز ثقافية متكاملة تحت شعار «مدرسة الحياة»، كما تضمنت أيضاً إطلاق كرنفال حتا الثقافي، بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي الإماراتي وتحفيز الحركة السياحية والاقتصادية في المنطقة المعروفة بثراء بيئتها الطبيعية.

وقبيل الكشف عن رؤية دبي الثقافية الجديدة، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد وجه بتعيين سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة لهيئة الثقافة والفنون في دبي، تمهيداً لمرحلة جديدة في مسيرة عمل الهيئة نحو تحقيق رؤية سموه الرامية لتعزيز مكانة دبي مركزاً ثقافياً عالمياً، وقد تولت سموها الإشراف على كامل تفاصيل رؤية دبي الثقافية الجديدة، الهادفة إلى خلق حراك ثقافي في الإمارة هو الأكبر والأشمل من نوعه.

وفي السياق ذاته، مثل اختيار مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام اجتماعات دورته الخمسين في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، دبي عاصمة للإعلام العربي لعام 2020، حدثاً فارقاً خلال 2019، لما فيه من تأكيد على الدور المهم، الذي تلعبه الإمارات حاضنة للإعلام العربي والدولي، وتقديراً للمكانة الإعلامية المتميزة لدبي، وقد حظي هذا الإعلان بإشادة أصحاب السمو حكام الإمارات وعدد كبير من المسؤولين على امتداد المنطقة العربية، من المحيط إلى الخليج، فيما بدا تنصيب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، حدثاً لافتاً، استعدت له الإمارة ببرنامج فعاليات ثري، قاسمه المشترك تعزيز القراءة بين أفراد المجتمع، كما حصلت الإمارات على مقعد دائم في مجلس منظمة المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم».

من جهة أخرى، كانت معارض الكتب، واحدة من أبرز الأحداث التي أثرت الساحة المحلية، وفي أكتوبر استضافت دبي دورة معرض «بيغ باد وولف» الثانية، التي أقيمت في مدينة دبي للاستوديوهات، وعرض المعرض 3.5 ملايين كتاب، من بينها نصف مليون كتاب عربي، فيما بلغ عدد زوار النسخة الثانية، أكثر من 90 ألف زائر. وتم خلال الشهر ذاته، الإعلان عن اختيار ألمانيا ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته 31، والتي تعقد في 2021.

في حين، سجل معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 38، التي عقدت في نوفمبر، رقماً قياسياً، بعد نجاحه في تنظيم أكبر حفل توقيع للكتاب في العالم، شارك فيه 1502 كاتب في حفل توقيع جماعي واحد.

دورة المعرض استقبلت 2.52 مليون زائر على امتداد 11 يوماً، بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر من 81 دولة عربية وأجنبية. كما شهدت الساحة المحلية خلال مايو، إطلاق النسخة الأولى من «معرض الكتاب الإماراتي»، والذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

 

 

Email