الجيل الخامس

الإمارات تتحضّر رقمياً للعقد المقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصل قطاع تقنية المعلومات والبرمجيات في الإمارات تحقيق نمو قوي استعداداً للانطلاق رقمياً نحو العقد المقبل، وذلك بفضل الخطط التي تقودها الحكومة للتحول الرقمي في القطاعات الرئيسية في الدولة، سيما قطاعات النفط والغاز والمرافق والقطاع العام والحكومي والتجزئة والسفر والترفيه والبنوك والخدمات المالية والتأمين، ليؤذن بحقبة نمو جديدة ستغير حياتنا نحو الأفضل ويشّكل الركيزة الأساسية لازدهار العديد من الصناعات في الإمارات خلال الفترة المقبلة.

وبلغ إنفاق الإمارات على تقنية المعلومات والاتصالات هذا العام نحو 8 مليار دولار (29 مليار درهم) بحسب شركة الأبحاث «آي دي سي».

كما شهد العام 2019 توجه العديد من الحكومات المحلية في الإمارات نحو الاهتمام بشكل أكبر بمشاريع التحول الذكي على غرار رؤية المدينة الذكية في دبي.

كما شهد العام أيضاً تحولات عديدة ليس على مستوى الابتكارات والحلول التقنية الجديدة التي تم طرحها في السوق فحسب، وإنما أيضاً على مستوى الاستثمارات التي تم ضخها لتعزيز البنية التحتية للشبكات استعداداً لعصر الجيل الخامس.

وشكّل الإعلان عن تدشين عصر الجيل الخامس في الإمارات علامة فارقة في تاريخ قطاعات الاتصالات في الدولة في 2019، حيث اعتبر الخبراء توفير هذه الخدمة تجارياً من قبل «اتصالات» و«دو» نقلة نوعية في مسارات تعزيز التحول الذكي لدولة الإمارات في إطار مسيرة تحقيق مئوية الإمارات 2071.

وفي ديسمبر الجاري اعتمد مجلس الإمارات للثورة الصناعية الرابعة تنفيذ 14 مبادرة هادفة لتعزيز استخدام وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في العمل الحكومي خلال العام المقبل، في إطار جهود حكومة دولة الإمارات لتطوير الحلول المبتكرة المعتمدة على أدوات الثورة الصناعية الرابعة.

اتصالات

وواصلت «اتصالات» خلال 2019 استثمارها في تقنية الجيل الخامس ونجحت في تحقيق العديد من الإنجازات في هذا الصدد، فكانت الأولى على مستوى المنطقة في إتاحة الهواتف المتحركة الداعمة لتقنية الجيل الخامس للعملاء، إضافةً إلى أنها المشغل الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في توفير شبكة الجيل الخامس داخل مطار دولي، حيث أصبح مبنى مطار أبوظبي الجديد أول مطار دولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مُغطى بشبكة الجيل الخامس علاوةً على تغطية برج خليفة البرج الأعلى في العالم ـ بشبكة الجيل الخامس.

وبات بإمكان العملاء الاستمتاع بالسرعات الفائقة التي توفرها شبكة 5G من خلال أنواع مختلفة من الهواتف الذكية المتوافقة تقنياً مع هذه الشبكة المتطورة، والتي تصل سرعتها إلى 1 جيجابت في الثانية، وبزمن استجابة أسرع يصل إلى 1 مللي ثانية، وذلك للتمتع بتجارب استثنائية عبر هذه التقنية المتطورة، مثل مشاهدة مقاطع فيديو عالية الوضوح والدقة، وتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي بالإضافة إلى الألعاب السحابية التفاعلية عبر الإنترنت.

«دو»

وقال عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة دو» في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»: على الرغم من الضغوطات التي يشهدها قطاع الاتصالات حول العالم، واصل قطاع الاتصالات في دولة الإمارات تحقيق معدلات نمو طفيفة خلال العام 2019، لا سيما مع التوجهات المتزايدة نحو مواكبة مشاريع التحول الذكي، التي باتت السمة الأبرز لجميع المدن العالمية الكبرى.

وتتمتع دولة الإمارات، في الوقت الراهن، بوضع يؤهلها تماماً لقيادة التحول الرقمي على مستوى الشرق الأوسط بفضل ما تمتلكه اليوم من بنية تحتية رقمية متطورة.

وقد أظهر «مؤشر المعرفة العالمي 2019» حفاظ دولة الإمارات خلال العام 2019 على موقعها في مقدمة الدول في العالم ضمن مؤشرات التنافسية العالمية المتعلقة بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، مما يشكل دليلاً على قوة القطاع ومواكبته لأحدث التطورات العالمية.

الأمن السيبراني

ومع تقدم الإمارات سريعاً في مسارات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والثورة الصناعية الرابعة، ارتأت الدولة ضرورة وجود استراتيجية وطنية للأمن السيبراني لتكون عنصراً مركزياً في درء المخاطر والاستعداد للتحديات الأمنية في الفضاء السيبراني، فقامت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات وفي يونيو بإطلاق «الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني» بهدف خلق بيئة سيبرانية آمنة ومرنة في الدولة تساعد على تمكين المواطنين من تحقيق طموحاتهم وتمكين الشركات من التطور والنمو.

وتعمل الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني الجديدة من خلال تنفيذ 60 مبادرة ضمن 5 محاور رئيسية ومن المقرر أن يتم تنفيذ تلك المبادرات خلال مدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات.

الذكاء الاصطناعي

واستمرت الإمارات خلال 2019 في ارتياد آفاق الذكاء الاصطناعي، وحجز مكانة رائدة على مستوى العالم في القطاع الذي بات بمثابة مفتاح قوة الدول في المستقبل، لتوفير حلول ابتكارية، والمساهمة في خلق فرص تسويقية جديدة ذات قيمة اقتصادية عالية في جميع القطاعات الاقتصادية.

وأعلنت وزارة الذكاء الاصطناعي مؤخراً أنها تعمل حالياً على تنفيذ 100 مبادرة ومشروع محلي وعالمي خلال الأعوام الثلاثة القادمة مع فريق العمل في مجلس الوزراء والقطاع العام والخاص، وتأسيس المرحلة المقبلة لتطوير منظومة الذكاء الاصطناعي.

السحابة

وبرز موضوع الانتقال إلى السحابة - التي تشكل أحد أهم ركائز نجاح عملية التحول الرقمي ـ كأحد أبرز المواضيع هذا العام.

وتوقّع تقرير لشركة «آي دي سي» للأبحاث تضاعف الإنفاق على البيئات السحابية العامة في الإمارات أربع مرات ليصل إلى 1.5 مليار درهم بحلول 2022، علاوة على خلق 55,000 وظيفة، ما يُظهر الفرصة السحابية القوية التي تنطوي عليها السوق المحلية.

وفي يونيو الماضي، دشنت مايكروسوفت من دبي رسمياً مركزين من مراكز بياناتها الضخمة Hyper Cloud في الشرق الأوسط في دبي وأبوظبي وذلك بهدف دعم مبادرات التحول الرقمي في الإمارات والمنطقة والعالم.

 

 

Email