خلال منتدى نظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي

تعزيز تواصل الحكومات والمجتمعات العربية

Ⅶ منى المرّي متحدثة خلال الجلسة | تصوير: محمد هشام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقش «منتدى مستقبل الاتصال الحكومي» الذي نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي، أمس، ضمن أعمال الدورة السابعة للقمة العالمية للحكومات في دبي، جملة من الموضوعات المهمة المتعلقة بواقع وآفاق تطوير الاتصال الحكومي في المنطقة العربية، على رأسها تعزيز التواصل بين الحكومات والمجتمعات العربية، وأهم المؤثرات التي ساهمت في تشكيل المشهد الإعلامي الرسمي في المنطقة، والعوامل التي تركت بصمتها على صفحة هذا الإعلام في ضوء المتغيرات السياسية والاجتماعية والتقنية التي تشهدها المنطقة والعالم، وذلك بمشاركة عدد من وزراء ومسؤولي الإعلام العرب.

وتحدث في الجلسة علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام في مملكة البحرين، وجمانة غنيمات وزيرة شؤون الإعلام بالمملكة الأردنية الهاشمية، وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بجمهورية مصر العربية، وأدارت الحوار الإعلامية منتهى الرمحي، التي طرحت على المشاركين مجموعة من التساؤلات المهمة في محاولة للوقوف على أبعاد المشهد الخاص بالاتصال الحكومي العربي، ومتطلبات تطويره للقيام بالدور المنتظر منه كشريك له تأثيره في دفع جهود التطوير والتغلب على التحديات التي قد تعترضها وصولاً إلى تحقيق الأهداف التنموية المنشودة لمجتمعاتنا العربية.

وفي مستهل الجلسة، رحبت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة منتدى مستقبل الاتصال الحكومي، بضيوف المنتدى ضمن أولى جلساته، وقالت: «إن العالم اليوم يشهد تحولات كبيرة في العديد من المجالات، بما في ذلك قطاع الاتصال الحكومي والإعلام الذي يشكل أحد القطاعات الرئيسة المؤثرة في مجتمعاتنا العربية، حيث يعكس انعقاد المنتدى ضمن تجمع عالمي ضخم مثل القمة العالمية للحكومات، مكانة هذا القطاع وقدرته على التأثير وأهمية طرح مستقبله لحوار يهدف إلى رصد أهم التحديات التي تواجهه وسبل تعظيم الفرص التي يمكن من خلالها تأكيد مشاركته الإيجابية في مجال التطوير والبناء على امتداد المنطقة».

وأوضحت أن الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للحكومات أبرزت تراجع دور بعض الحكومات في مجالات عدة، مثل البحث والتطوير والخدمات والتنقل وتقنية المعلومات، مفسحة المجال بصورة أكبر للقطاع الخاص للعب أدوار أكثر تأثيراً متجاوزةً في ذلك تأثير الإسهام الحكومي، مشيرة إلى أن الجلسة تسعى إلى إجابة عن تساؤلات مهمة من بينها، هل تراجع دور الإعلام الحكومي مقابل الإعلام الخاص؟ وهل الاتصال الحكومي يمتلك اليوم القدرات والأدوات التي تمكنه من التعاطي مع المعطيات التقنية الحديثة التي ساهمت بصورة كبيرة في تغيير المعايير الحاكمة للعمل الإعلامي والقدرة على التأثير برسالة إعلامية تتماشى مع طموحات الناس وتطلعاتها.

تواصل مباشر

في بداية الجلسة التي جاءت تحت عنوان«منتدى مستقبل الاتصال الحكومي» أشاد المتحدثون بنمط التواصل المباشر الذي ينتهجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أكد وزير شؤون الإعلام البحريني أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قدم نموذجاً فريداً في التواصل وفي التأثير الإيجابي شجّع من خلاله المسؤولين الحكوميين على اتباع ذات الأسلوب في التواصل المباشر مع الناس.

وبسؤاله عن حالة التنافس الموجودة بين المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، أقر الرميحي بعدم وجود منافسة بل اختلاف في الرسالة والرؤية تدفع أجهزة الإعلام الرسمية إلى التريث في نشر الخبر للتحقق من المعلومة، بينما تعنى المنصات الإعلامية الخاصة بسرعة النشر بغية تحقيق السبق.

وشدد على أن المشهد الإعلامي العربي حالياً يشهد فوضى تحتاج إلى مزيد من التشريعات وأن الإعلام الغربي ليس بمنأى عن هذه الفوضى، مستشهداً بصدور حكم قضائي يغرم إحدى المؤسسات الإعلامية الغربية ملايين الدولارات نتيجة لتداول أخبار مغلوطة.

فكر متطور

من جانبها أكدت جمانة غنيمات أن الدور المنوط بالكيانات الإعلامية أهم من التسمية التي تطلق عليها، وتأسيساً على ذلك لا توجد حاجة إلى وزير إعلام بقدر ما يحتاج عالمنا العربي إلى تطوير أداء المنظومات الإعلامية بفكر متطور يجابه التحديات الراهنة ويستطيع نشر رسالة الدولة بشكل فعال وإيجابي.

وعن شفافية الإعلام الحكومي في التعامل مع مختلف القضايا لاسيما الأمور التي تمسّ حياة المواطن، عبّرت غنيمات عن إيمانها الشديد بمبدأ الشفافية في تناول المعلومة، إلا أنها طرحت تساؤلاً عن مدى تأثير على «أزمة الثقة» المتأصلة بين الإعلام الحكومي والمواطن، وأضافت أن أزمة الثقة يمكن معالجتها عبر اتباع «سياسة الإفصاح» وتبني مبادئ الشفافية والمباشرة.

مرحلة الأفعال

بدوره، أكد حسين زين أن مسميات الكيانات الإعلامية في البلدان العربية ما زالت تعكس فكراً قديماً يدور في مدارات المركزية والبيروقراطية، إذ إن وزارة الإعلام على سبيل المثال لن تكون قادرة على إدارة كافة الشؤون الإعلامية على عكس الهيئات التي غالباً ما تختص بمحور معين ما يعينها ويزيد من قدرتها على تقديم أداء سريع وفعّال، مشدداً على أن المعنيين بالشأن الإعلامي العربي باتوا مطالبين بالانتقال إلى مرحلة الأفعال بغضّ النظر عن المسميات للتخلص من ثقل الأفكار التقليدية البالية والانتقال من مرحلة الكلام إلى مرحلة الفعل، إذ إن القادر على العطاء سيكون القادر على استقطاب انتباه الجمهور.

التحلي بالسرعة

ومن جانبه يرى حسين زين أن منصات الإعلام الحكومي تلتزم بقدر كبير من الشفافية على عكس الكثير من الحسابات المزيفة والوهمية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تقوم ببث أخبار وشائعات مغرضة، وقدم مقاربة تُمكن الإعلام الحكومي من التحلي بالسرعة التي باتت مطلباً أساسياً وحاجة ملحة لدى المتابعين، وقال إنه بإمكان أجهزة الإعلام الحكومي الاكتفاء بالتنويه عن الخبر حتى يتم التحقق من باقي التفاصيل ونشرها تباعاً وبذلك لا تفقد السبق مع الحفاظ على الدقة.

وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في جمهورية مصر العربية أن الأجهزة الإعلامية الحكومية ترغب بشدة في اكتساب ثقة المواطن، لا سيما في ظل ما تواجهه من عمليات تشكيك ممنهجة ممن سمّاه «العدو الخارجي»، مؤكداً أن الحروب الحديثة أصحبت صراعاً فكرياً كونها أكثر فاعلية وقليلة التكلفة مقارنة بالصراعات العسكرية، مشدداً على ضرورة تكوين وعي إعلامي حقيقي للخروج من الوضع الحالي.

معلومة صحيحة

وعن دور الإطار التشريعي في ضبط إيقاع منصات الإعلام الجديد ضمن المنظومة الإعلامية، قالت جمانة غنيمات، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، إن الوسيلة المثلى لمحاربة المعلومات الكاذبة هي نشر المعلومات الصحيحة، لافتةً إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية أطلقت مشروع التربية الإعلامية لتدريس منهاج تعليمي بالتعاون مع وزارة الشباب بهدف تعريف الأجيال الجديدة بأخلاقيات التواصل الاجتماعي.

وكشفت غنيمات عن وجود مسوّدة تشريع أمام مجلس النواب الأردني في ذلك الخصوص، مشددةً في ذات الوقت على ضرورة صياغة قوانين هدفها الأسمى ضبط العمل الإعلامي وليس تكميم الأفواه، حيث إن الفارق شاسع بين حرية التعبير واستباحة الآخر واتهامه بالباطل فيما يعرف باسم «اغتيال الشخصيات» على منصات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن العديد من الممارسات السلبية والتعدي على الثوابت المجتمعية.

الحفاظ على المكتسبات

وفي ذات السياق أكد الرميحي أن أجهزة الإعلام الحكومي تهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على مكتسبات المجتمع المدني، والدفاع عن الثوابت التي يقف عليها، لا سيما في ظل حالة الترصد الحالية لافتاً إلى أن الكثيرين اعتبروا الربيع العربي «مرحلة مخاض» يتبعها ازدهار إلا أن بعض القوى المغرضة استغلت هذه المرحلة لاختراق المجتمعات العربية.

وفي ختام الجلسة، شدد حسين زين على ضرورة البدء في عملية تكوين الوعي الإعلامي من البيت لا سيما في ظل المعطيات الراهنة التي باتت الإشاعة فيها أقوى وأسرع من الخبر الصحيح.

Ⅶ منى المرّي: تأكيد المشاركة الإيجابية للاتصال الحكومي في تطوير وبناء المنطقة

Ⅶ علي الرميحي: محمد بن راشد قدم نموذجاً فريداً في التواصل والتأثير الإيجابي

Ⅶ جمانة غنيمات: الدور المنوط بالكيانات الإعلامية أهم من التسمية التي تطلق عليها

Ⅶ حسين زين: الأجهزة الإعلامية الحكومية تواجه عمليات تشكيك ممنهجة

Email