الله يُحب.. ولا يُحبّ

مديرة مركز التنمية الاجتماعية بدبي تحتفل بيم المسن العالمي اكتوبر 03 2011 تصوير خالد نوفل

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أعجب الأشـياء أن تعرف اللّـه ولا تحـبّه، وأن تعرف الربـح في معـاملته ثمّ تعامـل غيـره، فالخوف من المخلوق هـربٌ منه، والخوف من الخالق هـربٌ إليه، وهذه الآيات التي وردت في القـرآن الكريم، والتي ذكـرت الأصـناف من الناس الذين يحبّهـم الله، والأصـناف الـذين لا يحـبّهـم:

اللـه يـحـبّ:

المحـسـنين: (إنّ اللّـه يـحـبّ الـمـحـسـنين) [ البقرة 195 ][ المائدة 13 ]، (واللّـه يـحـبّ الـمـحـسـنين) [ المائدة 93 ][ آل عمران 134 ]، وصفات المحسـنين توضحهـا الآيات التالـية: (إنّهـم كـانوا قبل ذلـك مـحـسـنين كـانوا قـلـيلاً مـن اللّـيل مـا يهـجـعـون وبالأسـحـار هـم يسـتغـفـرون وفـي أمـوالـهـم حـقٌّ للـسـائـل والـمـحـروم) [ الذاريات 16 / 19 ]، ومن صفات المحسنين أيضاً: (الـذين ينفقون فـي الـسـرّاء والـضـرّاء والـكـاظـمـين الـغـيظ والـعـافين عـن الـناس واللّـه يحـبّ الـمـحـسـنين) [ آل عمران 134 ]، وثوابهم في الآخـرة توضحه الآية التاليـة: (إنّ الـمـتّقين فـي ظـلالٍ وعـيونٍ وفـواكـه مـمّـا يشـتهـون كـلـوا واشـربوا هـنيئـاً بمـا كـنتم تعـمـلـون إنّا كـذلـك نجـزي الـمـحـسـنين) [ المرسلات 41 ].

الـمـقـسـطـون: (إنّ اللّـه يحـبّ الـمـقـسـطـين) [ المائدة 42 ][ الحجرات 9 ][ الممتحنة 8 ]، والمقـسـطون يختلفون عن القاسـطين: إنّ [ القاسـط ] هو الذي يأخذ قسطه وقسط غيره، أي يأخذ حصص الآخرين من الماء والغذاء وغيرها من مقوّمات الحيـاة مسـبباً الأزمـات، فالذي يتجـاوز الإشـارة الحمـراء، ويأخذ قسط غيره في المـرور هو [ قاسـطٌ ]، والذي يصرف من المـاء والكهرباء فوق حاجته ويأخذ قسط غيره منهما هو [ قاسـطٌ ]، والذي يأخذ من السوق فوق حاجته ويرفع الأسعار ويخلق الأزمات هو [ قاسـطٌ ].

والذي يسلب الناس حرّياتهم في رفع أصوات مكبّرات الصوت في الأفراح والأتراح هو [ قاسـطٌ ]، والذي يلقي الأوساخ في الشارع هو [ قاسـطٌ ] بحقّ الآخرين، والذي يسهم في تلوّث البيئة بأيّ شكلٍ كان هو [ قاسطٌ ]، والموظّف الذي يعرقل مصالح الوطن والمواطنين هو [ قاسطٌ ]، ونتيجة [ القاسـط ] نتيجـةٌ وخيمـةٌ في الدنيـا والآخرة، ولو كانوا صائمين مصلّين.. ( وأمّـا الـقاسـطـون فـكـانوا لـجـهـنّم حـطـباً )[ الجن 5 ]،

وأمّا [ المقسـط ] فهو الذي يأخذ قسطه وحاجته فقط، تاركاً للآخرين أقساطهم وحاجاتهم، فالذي يضع النسب الصحيحة في الموادّ قبل تصنيعها، ثمّ يقدّمها للآخرين بالوزن الصحيح والسعر العـادل هو [ مقسـطٌ ] يحبّه اللّه، والذي لا يتعدّى الإشارة الحمراء، ويلتزم بقواعد المرور طوعاً دون الحاجة لوجود شرطيّ يراقب هو [ مقسطٌ ]، وكذلك الموظّف الذي يؤدّي واجبه بصدقٍ وأمانةٍ هو [ مقسـطٌ ] يحبّه اللّه والناس، والذي لا يهدر الماء والكهرباء، ويكتفي بحاجته من السوق، ولا يسهم في تلوّث البيئة بالأوساخ أو التلوّث الصوتيّ هو [ مقسـطٌ ] يحبّـه الله والنـاس أجمعين.

فعلينا جميعـاً التمسّك ب [ القسـط ]، من أجل حيـاةٍ كريمةٍ في هذا الوطن العزيز الطيّب، وهذه وصيّة الله لنـا: ( كـونوا قوّامـين بالـقسـط )[ النساء135 ]، والشكر كلّ الشكر للمقسـطين في هذا الشـعب الطيّب، أمّا [ القاسـطون ] فنرجو لهم أن يكونوا [ مقسـطين ].

المـتـطـهّـرون والمـطّـهّـرون:

إنّ الـمـتطـهّـرين بوجود حرف التاء أي: المتطهّرين بدنيّـاً فقط، أمّـا الـمـطّهّرين من دون وجود حرف التاء أي: المـطهّرين بدنيّـاً ونفسيّاً وماليّاً وأخلاقيّـاً، وهـذا هـو الأهـمّ في حياة الفـرد والأمّـة، يقول تعالى: (إنّ اللّـه يحـبّ الـتوّابين ويحـبّ الـمـتطـهّـرين)[ البقرة 222 ]، (واللّـه يـحـبّ الـمـطّـهّـرين )[ التوبة 108 ].

الصــابرون:

(واللّـه يـحــبّ الـصـابرين)[ آل عمران 146 ]، والصبر شرطٌ أساسي لدخول الجنّة: (ومـا يلـقّـاهـا إلاّ الـذين صـبروا ومـا يلـقّـاهـا إلاّ ذو حـظٍّ عـظـيمٍ) [ فصلت 35 ]، (أم حـسـبتم أن تدخـلـوا الـجـنّـة ولـمّـا يعـلـم اللّـه الـذين جـاهـدوا مـنكـم ويعـلـم الـصـابرين)[ آل عمران 142 ]، (ومـا يلـقّـاهـا إلاّ الـصـابرون )[ القصص 80 ].

الـمـتّـقـون:

(إنّ اللّـه يحـبّ الـمـتّقـين)[ التوبة 4 / 7 ]، ( فإنّ اللّـه يحـبّ الـمـتّقـين )[ آل عمران 76 ]، وصفاتهـم: (مـن آمـن باللّـه والـيـوم الآخـر والـمـلائـكـة والـكــتـاب والـنبيّيـن وآتـى الـمـال عـلـى حـبّـه ذوي الـقـربى والـيـتامـى والـمـسـاكـين وابن الـسـبيل والـسـائلـين وفي الـرقاب وأقام الـصـلاة وآتـى الـزكـاة والـمـوفـون بـعـهـدهـم إذا عـاهـدوا والـصـابـرين فـي الـبأســاء والـضـرّاء وحـين الـبأس، أولـئـك الـذين صـدقـوا وأولـئـك هـم الـمـتّـقون)[ البقرة 177 ]، وثوابهـم في الآخـرة:

(إنّ الـمـتّقـين فـي جـنّـاتٍ ونعـيـمٍ فاكـهـين بمـا أتاهـم ربّـهـم ووقاهـم ربّـهـم عـذاب الـجـحـيم كـلـوا واشـربوا هـنيئـاً بـمـا كـنتم تعـمـلـون مـتّكـئـين عـلـى فرشٍ مـصـفـوفـةٍ وزوّجـنـاهـم بـحـورٍ عـينٍ.. وأمـددناهـم بفـاكـهـةٍ ولـحـمٍ مـمّـا يـشـتهـون يتنازعـون فيهـا كـأسـاً لا لـغـوٌ فيهـا ولا تأثيمٍ ويطـوف عـلـيهـم غـلـمـانٌ لــهـم كـأنّهـم لـؤلـؤٌ مـكــنونٌ) [ الطور 17 /24 ]، (مـثل الـجـنّـة الـتي وعـد الـمـتّـقون فـيهـا أنهـارٌ مـن مـاءٍ غـير آسـنٍ وأنهـارٌ مـن لـبنٍ لـم يتغـيّر طـعـمـه وأنهـارٌ مـن خـمـرٍ لـذّةٍ للـشـاربين وأنهـارٌ مـن عـسـلٍ مـصـفّـىً ولـهـم فيهـا مـن كـلّ الـثمـرات) [ محمد 15 ].

أتبــاع الرسـول صلى الله عليه وسـلّم

( فاتّبعوني يحـببكـم اللـّه) [ آل عمران 31 ]، فاتّبـاع النبيّ الكريم أهـمّ الأسـباب لنيل رضى ومحبة الله سبحانه، فعلى الإنسـان أن يسعى لتحقيق، ولو إحدى هذه الصفات ليفوز بحبّ اللّه له.

اللـه لا يحـبّ:

الأصـناف من الناس الذين لا يحـبّهـم الله، هـم:

(إنّ اللّـه لا يحـبّ الـمـعـتدين) [ البقرة 190 ][ المائدة 87 ]، (إنّه لا يحـبّ الـمـعـتدين) [ الأعراف 55 ]، (واللّـه لا يـحـبّ الـفسـاد) [ البقرة 205 ]، (إنّ اللّـه لا يحـبّ مـن كـان خـوّاناً أثيمـاً)[ النساء 107 ]، (إنّ اللّـه لا يحـبّ الـخـائـنين)[ الأنفال 58 ]، (فإنّ اللّـه لا يحـبّ الـكـافرين)[ آل عمران 32 ]، (إنّه لا يحــبّ الـكـافرين) [ الروم 45 ]، (واللّـه لا يـحـبّ كـلّ كـفّارٍ أثيمٍ)[ البقرة 267 ].

(واللّـه لا يحـبّ الـظـالـمـين)[ آل عمران 57 ]، (إنّه لا يحـبّ الـظـالـمـين)[ الشورى 40 ]، (إنّه لا يـحـبّ الـمـسـتـكـبرين)[ النحل 23 ]، (إنّ اللّـه لا يحـبّ الـمـفسـدين)[ القصص 77 ](إنّ اللّـه لا يحـبّ الـفرحـين )[ القصص 76 ]، (إنّه لا يحـبّ الـمـسـرفين)[ الأنعام 141 ]، (إنّ اللّـه لا يحـبّ كـلّ خـوّانٍ كـفورٍ )[ الحج 38 ]، (إنّ اللّـه لا يحـبّ مـن كـان مـخـتالاً فخـوراً)[ النساء 36 ]، (واللّـه لا يـحـبّ كـلّ مـخـتالٍ فـخـورٍ )[ الحديد 23 ]، (لا يحـبّ اللّه الـجـهـر بالـسـوء مـن الـقـول إلاّ مـن ظـلـم)[ النساء 148 ].

فعلى الإنسـان أن يبتعد عن كلّ هذه الصفات، ليتجنّب غضب الله عليه.

Email