مفرقعات وضجيج تحيل مساءات الأردن رعباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

«شيء من الخجل مطلوب يا عالم ويا زعران، لم نعد نستطع ان نجلس بهدوء، كل ذلك الضجيج وحرق الأموال لماذا». بتلك الكلمات خرج ابو رياض العجوز الذي يقترب عمره من السبعين، عاما من باب بيته غاضبا وهو يصرخ على اطفال اشعلوا الحارة ضجيجا بأصوات المفرقعات والألعاب النارية. ففي الاردن لا يحلو للاطفال وحتى الشباب ممارسة فرقعة أموالهم في الهواء سوى في رمضان. ولم تمض ليلة على خير بالنسبة للمصلين في أحد المساجد.

كان يفترض أداء التراويح بهدوء وخشوع مع ترتيل الإمام العذب. بينما أطفال الحي لهم رأي آخر. يقول ابو رياض «ما ان قال الإمام الله اكبر حتى بدأت المعركة.. فالاطفال يعلمون انهم باتوا في امان ولن يستطيع أحد ملاحقتهم». لكن شابا كان يهم بدخول المسجد، فوجئ بصوت انفجار ضخم في حرم المسجد افزعه، وهو ما اضحك الصغار فما كان منه إلا وبدأ بمطاردتهم، ولما امسك بطفل وضربه وبدأ بالبكاء بدأت مشاجرة بعد دقائق بانتصار اهل الطفل لابنهم. ورغم انتهاء المشاجرة على خير، الا ان قصة المفرقعات من شتى الانواع ومنها الضخمة والمفزعة لم تنته.

ويسرد المواطن سعيد عربيات ما هو أكثر فزعا: كنا نشاهد التلفار بعد منتصف الليلة، وفجأة دخل من النافذة شيء ما وانفجر وسط الغرفة التي نجلس فيها، صحيح اننا بعد ساعات ضحكنا على الحادثة طويلا، رغم انها كانت مفزعة، وبحثنا عن الفاعلين بينما الاطفال هربوا.

قرار وزاري

رغم صدور قرار من وزارة الداخلية بمنع استيراد المفرقعات والألعاب النارية الخطيرة، إلا أن ذلك تسبب في ازدياد أعدادها وانتشارها بكثرة، ولم تتحقق الغاية المرجوة من قرار المنع؛ جراء كثرة عمليات التهريب. وعلى حد قول مدير دائرة العلاقات العامة والتعاون الدولي في دائرة الجمارك العامة العقيد جهاد الحجي، فإن التهريب لن يتوقف ولن ينتهي، فهذا أمر صعب ضبطه ومنعه. ولا تكف مديرية الأمن العام ببث نشرات توعية المواطنين حول مخاطر استخدام المفرقعات والألعاب النارية؛ لإمكانية تسببها بفقدان الأطفال أبصارهم، أو إصابتهم بحروق، أو تشوهات خلقية.

دار الإفتاء تدخلت فأصدرت فتوى شرعية بتحريم بيع وشراء الألعاب النارية واستخدامها في المناسبات والأفراح؛ لما فيها من إزعاج للمرضى وللدارسين والنائمين صغارا وكبارا وللآخرين. والمفرقعات والألعاب النارية وفق ماترى الدائرة، تعمل على اهدار المال من غير فائدة، وذلك يدخل في باب التبذير والإسراف المنهي عنه، والمواد المستعملة تحمل ضررا على الصحة العامة، وقد تؤدي إلى جراحات ونشوب حرائق.

Email