600 مقهى العام الحالي في بريطانيا

»شيشة ديليفري«.. خدمة للصائمين العرب في لندن

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت بداية شهر رمضان المبارك في بريطانيا هذا العام انتشار ظاهرة جديدة تسمى «شيشة ديليفري» ولا تكاد مقاهي لندن وبيرمنغهام تخلو من إعلانات شيشة ديليفري....اتصل لتصلك، وتهدف لإيصال الشيشة لدور المدخنين وبيوتهم بعد الفطور. وبالطبع لا بد من اختيار الزمان المناسب والتوقيت الأفضل لممارسة المهنة على أصولها وتحقيق العائدات المادية الأكبر والأرباح الأكثر. وليس هناك أنسب من رمضان زمانا لاختيار عشاقها، ولأبعد ساعات طوال من الصيام غير موعد الإفطار الأفضل توقيتا لمدمنيها.

وتقدم عدد من مقاهي إدجوار رود، شارع العرب في لندن، 700 شيشة دليفري «توصيل الطلبات» على الأقل يوميا لعملائها وزبائنها المنتشرين في مناطق وأحياء لندن المختلفة، لاسيما في أيام نهاية الأسبوع، ما يعني ذلك أن الربح لن يقل بأي حال من الأحوال عن ستة آلاف جنيه استرليني،أي نحو تسعة آلاف دولار أميركي يوميا لكل مقهى. وارتفع عدد المقاهي في انجلترا هذا العام إلى 600 مقهى وهو تصاعد مخيف، ومؤشر خطير.

ويقول السوري أحمد الحلبي: إننا نقدم الخدمة لإدراكنا أن الصيام هنا يزيد على 19 ساعة، ما يجعل الأمر صعبا على الصائم بعد الفطور، أن يصل بنفسه إلى المقهى، ونظرا لكثرة الازدحام والعدد الكبير من الزبائن بالمقهى، فإن ذلك يجعل الكثيرين يقفون ساعات طوال تمتد حتى وقت السحور.

وعند سؤالنا لأحمد عن مخاطر المهنة والخدمات التي تقدم عبرها قال «إننا نقدم الخدمة محذرين من التدخين ومطالبين بالابتعاد عن الأطفال عند التدخين، إلا أننا لا يمكن أن نتدخل بخصوصيات الآخرين والقوانين البريطانية تضمن حق البائع والمشتري والمتضرر.

كثرة الطلب

ويقول أنس م صاحب خدمة شيشه دليفري في مدينة برمنغهام وهي ثاني أكبر مدن المملكة المتحدة سكانا ومكانة، وتقع غرب إنجلترا، »نحن لا نقدم الشيشة لمدمنين، بل نقدمها لأشخاص من الزبائن الذين يتصلون لأجلها وهي ثقافة بعد الفطور تعوّد عليها عدد كبير من العرب و الآسيويين".

ويدفع الزبون مبلغا يتراوح بين 15 و20 جنيها استرلينيا، لخدمة شيشة ديليفري لتدخين رأس واحد من الأرجيلة بعد الفطور بما يعدل مزاجه، ويقول أبو مريم وهو عراقي يقيم في لندن، إنه يتصل قبل الفطور بساعة، للحصول عليها بعد الفطور بنحو 30 دقيقة وذلك الأمر يحصل لكثرة الطلب، وتعدد الطلبات.

ضرر بالغ

وتعبر أم مريم عن غضبها وبالغ أسفها من زوجها لطلبه الخدمة وتدخين الأرجيلة داخل الشقة، بل واستيائها الشديد من تنامي الظاهرة الجديدة، وتقول إن تقديم خدمة الشيشة ديليفري، على غرار طلب الوجبات من المطاعم، أمر في غاية الخطورة وينذر بزيادة عدد المدخنين وتسهيل الأمر لمن يرغبون في التدخين داخل بيوتهم دون عناء التوجه إلى المقاهي. وللأسف فإن البعض ينسى وجود النساء والأطفال في البيوت، وما يلحق بهم من أضرار صحية.

وفي السياق نفسه علق الطبيب البريطاني دكتور ميري جونسين قائلا إن الشيشة ديليفري تعتبر من أخطر أنواع الخدمات وتشجع العائلات وفي مقدمتهم المراهقين والمراهقات على التدخين. وللأسف فإن غير المدخنين في العائلة يصيبهم الضرر، والظاهرة لخطورتها قد تجرف في طريقها الأطفال.

مؤشر خطير

حسب آخر التقارير الصادرة عن إحدى الجمعيات البريطانية الناشطة في مجال مكافحة التدخين أن واحداً من بين كل عشرة أشخاص في بريطانيا يقوم بتدخين الشيشة وأشار التقرير إلى أن المقاهي التي تقدم الشيشة في بريطانيا أرتفع عددها من 179 مقهى في عام 2007 إلى أكثر من 600 مقهى في العام الحالي 2015 وهو تصاعد مخيف، ومؤشر خطير.

وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي التبغ يعد ثاني أسباب الوفاة على الصعيد الدولي،إذ إن ضغط الدم يأتي في المرتبة الأولى.

Email