" بوطبيلة" . يسير نحو الإنقراض بالبحرين

 المسحر بوطبيلة ومعه الأطفال يجوبون الفرجان

ت + ت - الحجم الطبيعي

المسحر أو كما يطلق عليه أهل البحرين «بوطبيلة» نظراً لأنه يحمل طبلاً على كتفه لإيقاظ الناس قبل موعد الإمساك بساعتين لتناول طعام السحور خلال رمضان، مهنة تتخذ شكل العادة اذ يعود تاريخها إلى مئات السنين، باتت اليوم شبه منقرضة بسبب التطور التكنولوجي الذي حدث في المجتمعات كافة ومنها المملكة.

ومهمة «بوطبيلة» إيقاظ الصائمين كل ليلة منادياً وهو يجوب في الظلام الدامس وبين البيوت العتيقة والمتلاصقة، وعندما يمر ببيت أحد معارفه يقف عند الباب ويناديه باسمه مردداً عبارة «قعدوا تسحروا يرحمكم الله»، وعادة ما يردد المسحر «لا إله إلا الله محمد يا رسول الله قوم تسحر يا صايم لا إله إلا الله سحور يا عباد الله»، ويخرج له الأطفال فرحين يرددون معه الآيات القرآنية والأهازيج وهم يسيرون خلفه.

وفي الماضي كان المسحراتي يجوب أزقة الأحياء «دواعيس الفرجان» ليوقظ الناس، حيث كانت الكهرباء لم تصل ولم تركب سماعات المآذن للمساجد آنذاك، وكان لا يتلقى أجراً على مهنته، بل يترك الأمر لأهل «الفريج» كل حسب مقدوره، ففي النصف من رمضان يطوف حول البيوت بعد صلاة التراويح وهو يطبل مصطحبا حماره واضعاً على ظهره سلتين كبيرتين، فالبعض يقدم له الأرز أو حب الهريس وآخرون يمنحونه مالاً، وهذه المهنة متوارثة فليس لمسحر من منطقة أخرى الحق في ايقاظ سكان منطقة لا تخصه فلكل مسحر حدود لا يتعداها.

وفي السابع والعشرين من الشهر الكريم يحين وداع رمضان، وعندها يجتمع الصبية بمشاركة المسحر منتصف الليل كل منهم يحمل طبلاً «طاراتهم» وينشدون أغنية الوداع ويطبلون وهم يسيرون في خطى بطيئة ويرددون الأنشودة الجميلة. وكان المسحر يتعرض لمشاكسات الأطفال كثيراً، خاصة في جولته المسائية لجمع الأطعمة، اذ يلتفون حوله أو يلحقون به، وقد يتقبل تلك المشاكسات بصدر رحب أو يصيح فيهم ويطردهم، واستغنى بعض المسحراتية عن الجولة للتخلص من تلك المشاكسات.

Email