وسائل التواصل الحديثة.. جمعيات خيرية افتراضية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 الزكاة من أركان الإسلام، وإخراجها واجب وضرورة على كل مسلم، أما الصدقة مستحبة تأتي تطوعاً من العبد إلى ربه، ويبدو أن تطور التكنولوجيا، فرض التغيير في أساليب وطرق ممارسة بعض العبادات والواجبات الدينية، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال إخراج البعض زكاة مالهم والتصدق عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.

إذ أصبحت هذه الوسائل عبارة عن جمعيات خيرية افتراضية، نظراً لانتشار الكثير من الرسائل التي تتناول مساعدة المحتاجين عبر دفع المال، أو جمع الصدقات لبناء منزل عبر إرسال المال لشخص ما، وغيرها من الخيارات الأخرى التي أمسى الفرد منا يتلقاها عبر هاتفه الذكي، ما يؤكد أن تقنين الزكاة والصدقة بدا حقيقة لا مفر منها في ظل التطور المعاش واجتياح ثورة التكنولوجيا.

عدم الثقة

بالرغم من توفر الكثير من الخيارات لإخراج الصدقة أو دفع زكاة المال عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، إلا أن محمد الحمادي موظف، يرفض اللجوء إلى اتباع هذه الطريقة، كونها لا تتسم بالمصداقية إلى حد ما في بعض الأحيان، لكن في المقابل تبدو هذه الطريقة جيدة من منظوره لتسليط الضوء على بعض الحالات الحرجة، مثل الحالات المرضية الشديدة التي تحتاج إلى عمليات جراحية خطيرة ومكلفة أو إطلاق سراح سجين، أو غيرها من المساهمات التي يمكن للفرد المشاركة فيها بعمل الخير، شرط أن تكون الرسالة مصحوبة بأسماء مصادر أو جهات موثوقة لإرسال المال عن طريقها، مثل الجمعيات أو الجهات الخيرية في الدولة.

أما خالد أحمد موظف، لاحظ أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت الكثير من الأسر المتعففة والحالات المعوزة في هذا الصدد، فقد ساهمت الرسائل المتداولة عبر أجهزة «بلاك بيري» و«وات ساب» و«تويتر» وغيرها من وسائل التواصل الحديثة، في إغاثة المحتاجين ومساعدتهم، لاسيما بعض الأسر والعائلات في داخل الدولة، خاصة وأن مساعدة المحتاجين عبر وسائل التواصل الاجتماعي تبدو خياراً أكثر سرعة من المؤسسات الخيرية حسب ما يرى البعض.

كذلك تنتشر هذه الرسائل على نطاق أوسع خلال شهر رمضان، نظراً لرغبة الجميع في عمل الخير، كما أن الرسائل المتداولة عبر الوسائل الذكية، تضمنت مبادرات بعض الفرق والجماعات التطوعية، التي مهدت العملية أمام الناس من خلال جمع المال ومساعدة الفقراء والمحتاجين وغيرها من الحالات الأخرى، بصورة تنظيمية تضمن للراغبين في التبرع أو إخراج الزكاة أن مالهم يصل إلى المكان المناسب.

"كوبونات"

وجد بعض أفراد المجتمع، أن الطريق الأمثل لإخراج زكاة المال والصدقات، هو التوجه إلى الجمعيات الخيرية لشراء «الكوبونات» الخاصة بالتبرع، لاسيما وأن المؤسسات الخيرية وفرت في مراكز التسوق وغيرها من الأماكن العامة، مندوبين لجمع الزكاة والصدقات من الناس، إلى جانب التبرعات الخاصة بأعمال خيرية أخرى مثل بناء مسجد أو حفر آبار أو طباعة مصاحف من القرآن، ويبدو أن العملية تبدو أكثر سهولة عن طريق دفع مبلغ من المال مقابل شراء «كوبون» أو ورقة تتضمن مكان المسجد، إلى جانب كفالة الأيتام وحفر الآبار ودفع الزكاة والصدقة، عوضاً عن البحث أو اختيار الناس عبر رسائل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.

Email