الصلاة خلف إمام في التلفاز "قدوة غير صحيحة"

ت + ت - الحجم الطبيعي

لكل رمضان شكل ولون، كما لكل دولة أو منطقة على وجه الأرض نكهة رمضانية مختلفة. في الماضي كان رمضان التقليدي أجمل ببساطته، هكذا يرى كثيرون، وحاضراً أخذ رمضان منحى اجتماعياً وروحياً وسلوكياً مغايراً، البعض يجده رغم كل زخمه، منقوصاً من بهجة ظلت عامرة في قلوب القدامى لسنوات. في عصر السرعة اختلف كل شيء، حين اجتاحت حياتنا أمواج التطبيقات الذكية، وسلوكيات منبعها التقنية، وطقوس حداثة لا يخلو بعضها من نظرة سلبية. «سمارت رمضان» إطلالة مغايرة على يوم رمضاني، أو بالأحرى وجه عملة آخر لـ«رمضان الأمس»، نجمل فيها ممارسات كانت، وأخرى حضرت، يوماً بعد يوم.

أول وجوه «سمارت رمضان»، الصلاة خلف إمام الحرم أو سواه، والاقتداء به عبر جهاز التلفاز؛ في صلاة التراويح أو سواها من النوافل والفروض، وذلك نهج رمضاني يرتضيه البعض في رمضان، لاسيما «الحريم» في بيوتهن اللواتي يجدن في هذه الصلاة متسعاً لكسب الوقت في ختم القرآن الكريم مع إمام الحرم في صلاة التراويح، وربما ظناً منهن أن الصلاة على هذه الهيئة قد تغني عن صلاة القيام أو التراويح في رمضان.

توقفنا في واحدة من محطات رمضان الإلكترونية، لنسلط الضوء على حكم الصلاة من البيت خلف إمام في التلفاز، ومدى جواز مثل هذا السلوك الذي يظل واحداً من مخرجات الحداثة، ووليد التطور الذي نحياه هذه الأيام، مع الإشارة إلى النظرة الدينية إلى سلوك تلاوة القرآن خلف قارئ عبر التلفاز أو الإذاعة أو أية وسيلة تقنية، والبحث عن القول الفصل في هذا الإطار، لتلافي الوقوع في الخطأ.

الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، رأى أن هذه القدوة غير صحيحة باتفاق أهل العلم لفقدها شرط القدوة، وهي اتحاد مكان الإمام والمأموم والعلم بانتقالاته طبيعياً، ومثل هذه الشاشات تنقل الذبذبات الصوتية والصورية، ولا تحقق معنى الاجتماع الحسي ولا المعنوي الذي هو شرط الاقتداء.

وقال إن العبادات كلها ولاسيما الصلاة، توقيفية عن الشارع الحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، القائل: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، فلا تدخلها الصناعات ولا العلم ولا التطور التقني، إلا ما يكون من نفعها المباشر كالمكبرات والأجهزة المساعدة لتبليغ الصوت، مع تحقق الاجتماع في المكان الواحد الذي هو معنى ومسمى الجماعة.

وأضاف: لا مانع من متابعة الصلاة في التلفاز لسماع القرآن والتأثر بمظهر المسلمين وهم يؤدون واجب العبادة بهذه الكيفية المهيبة، فذلك مما يزيد القلب ثباتاً على الإيمان، وتأسياً بهم في طاعة الرحمن، أما الاقتداء به فلا لما تقدم.

Email