بيوتنا في الماضي.. اعتماد على النفس

الإمارات-العادات والتقاليد مجلس النساء أحاديث ودردشات

ت + ت - الحجم الطبيعي

 كان المجتمع في الماضي أكثر اعتماداً على النفس، وأكثر قدرة على تحمل المسؤولية، نتيجة عيش الآباء والأجداد ببساطة تتناسب مع ظروفهم التي تحيط بهم، في ظل عدم توفر الإمكانيات وسبل الراحة التي نستخدمها اليوم، فضلاً عن تميز البيوت في الماضي بأنها صغيرة الحجم، لا تحتاج إلى هذا القدر من المشقة خلال عملية التنظيف أو غيرها من الأعباء المنزلية.

وكان الابن هو السند لوالده، يساعده في المزرعة، ويحرص على الوقوف معه عند إطعام الماشية، وسكب القهوة للضيوف في المجلس، إلى جانب تقديم الفواكه لهم ووجبة الطعام، أما البنت فتعتبر الحلقة المكملة للأم، تقف بجانبها في البيت، وتحرص على تدبر أمور المنزل، دون الحاجة إلى الخدم أو المساعدة من الخارج.

الذراع الأيمن

شعرت الوالدة مريم سالم، أن الحياة في الماضي، مختلفة تماماً عن اليوم، ولعل أهم أوجه الاختلاف التي أشارت إليها، دور الفتاة في البيت، بصفتها الذراع الأيمن لوالدتها، فمنذ النهوض صباحاً، تقف الفتاة بجانب والدتها في المطبخ لإعداد طعام الإفطار، ولا تنتظر التوجيه لتنظيف البيت، بل تبادر من تلقاء نفسها بتنظيف البيت، كي تتمكن من إدارة شؤونها في بيت زوجها مستقبلاً، إذ كان في الماضي يطلق على الفتاة النشيطة القائمة بأداء واجبتها حيال زوجها وبيتها على أكمل وجه بأنها «حرمة بيت».

وعزت أسباب ضعف دور الفتاة في البيت اليوم، إلى اتكاليتها على الخادمة، والاعتماد عليها في كل صغيرة وكبيرة، إلى جانب الدلال المفرط من قبل بعض أولياء الآباء والأمهات، فضلاً عن ازدحام الحياة بالمشاغل المتشعبة والكثيرة، على خلاف الحياة في الماضي، المحدودة والبسيطة.

كما أن التربية، لها دور كبير في تأهيل البنت وإعدادها لتكون قادرة على الطبخ، إلى جانب تعليمها الكثير من المهام المطالبة بها في بيت زوجها مستقبلاً، فالمرأة في السابق، دورها أكثر تأثيراً في حياة الرجل من الآن، إلا أن الخادمة اليوم تسلمت الكثير من المهام الواجب على الزوجة تأديتها.

العائلات الممتدة

في المقابل، ذكر أحمد بن دلموك موظف، أنه منذ عقدين وأكثر، كانت أسر وعائلات محدودة لديها خادمة في البيت، أو العائلات الممتدة والكبيرة التي تتضمن أبناء كثيرين، خصوصاً وأن نمط الحياة أكثر بساطة، وعلى سبيل المثال كانت مائدة الطعام بسيطة لا تتوفر فيها الأصناف الكثيرة من الطعام، وإنما مجرد التمر والأرز مع القليل من السلطة، ما جعل المجتمع يبتعد عن الاستعانة بالخادمة في البيت.

وقد تستعين حسب ما أكد بن دلموك، بعض العائلات بالخادمة للمساعدة في عملية الاهتمام بالأطفال الصغار، وقد تتفاقم المشكلة حيناً بأخذ الخادمة دور الأم في التربية وأكثر حيناً، لكن هذا المشهد يبدو غائب تماماً عن المجتمع في الماضي، إذ تتحمل الأم مشقة تربية الأبناء حيناً بعد خروجها من ظرف الولادة بأيام قليلة، وتتحمل مسؤولية التربية والاهتمام بشؤون البيت وممارسة بعض النشاطات قديماً مثل الخياطة دون تقاعس أو كلل، أما اليوم فتستعين الكثير من السيدات بالخادمات لحمل أطفالهن في السوق أو الأماكن الأخرى، فضلاً عن اتكالية بعض السيدات المفرطة والمتمثلة في تنويم الأطفال وإطعامهم.

Email