حسن معاملة الخادمات يعكس صورة مشرقة للإسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تخلو بيوتنا اليوم من الخادمات، وأحياناً نجد أكثر من خادمة داخل البيت الصغير، ونكون أكثر حاجة لهذه الفئات المساعدة في شهر رمضان، نظراً لمشقات الطبخ والأعباء المنزلية الأخرى، في ظل ارتفاع درجات الحرارة. كما تمكن بعض الأسر من صياغة علاقة استثنائية مع الخادمات، باعتبارهن صورة أساسية من حياة الأسرة والمشهد الرمضاني.

لذلك نجد بعض الأسر تصطحب الخادمات معها لصلاة التراويح أو القيام وأكثر، إذ استطاع البعض أن يعكس صورة مشرقة للإسلام، بحسن التعامل والأخلاق مع الخدم، ما دفع بالكثير من الخادمات إلى اعتناق الإسلام.

مشاركة الأسرة

المشهد يبدو إيجابياً بشهادة الكثير من أرباب الأسر، إذ قال الموظف أحمد السعدي، إن العلاقة بين أفراد الأسرة والخادمة، تبدو أكثر قوة وإيجابية في رمضان، نظراً لأجواء رمضان الروحانية، ومشاركة الجميع حيناً للخادمة في المطبخ، إلى جانب اصطحابها إلى صلاة التراويح، مما يقلص الفجوة بين الطرفين، ويعكس صورة أكثر إشراقاً عن مجتمعنا أمام هذه الفئات، مشيراً إلى أنه في الثلث الأخير من الشهر، يصطحب أبناءه لصلاة القيام ليلاً، وترافقهم الخادمة منذ بضع سنوات بطلب منها.

وذكر السعدي أن الكثير من الخادمات غير المسلمات، اعتنقن الإسلام بعد معايشة الأجواء الرمضانية لسنوات عدة، وقد أشهرت خادمة شقيقه مؤخراً إسلامها بعد مشاهدة الطقوس الرائعة التي يتضمنها رمضان، لاسيما خلال وجبة الإفطار، إذ عبرت قائلة لهم بأنها أرادت مشاركة المسلمين هذه الأجواء الإيمانية بعد مشاهدة المصلين عبر التلفاز يصلون التراويح، فضلاً عن اجتماع أفراد الأسرة على أطباق السحور، مما يعطي الحياة رونقاً مختلفاً يمد الإنسان بطاقة إيجابية للعيش بسعادة وراحة واطمئنان في الحياة.

الدور الكبير

شاطره الرأي محمد سعيد (موظف)، وأضاف أنه لا يمكن إنكار الدور الكبير الذي تقوم به الخادمة خلال شهر رمضان، فهناك أسر تتعاطف وترحم الخدم باعتبارهم جزءاً من مجتمعنا المسلم، لكن للأسف لا يراعي البعض صوم الخادمات المسلمات، ما يزرع الحقد والكراهية في قلوبهن، مؤكداً أن الأسر الناجحة في صياغة العلاقات المثالية مع الخدم، حتماً ستجني ثمار هذا السلوك في الدنيا والآخرة، وتحصل على مناعة كافية ضد شر الخدم ومشكلاتهن التي نسمع بها.

وأشار إلى أن الخادمة في بيته مسلمة، وأبدت إعجابها باحتفالنا وترحيبنا بعيد الفطر المبارك، نظراً لعدم اهتمام المجتمع في بلادها بصورة كافية بشهر رمضان أو عيد الفطر المبارك، كما عبرت عن سعادتها البالغة بعد أن ظفرت برحلة مع العائلة لأداء مناسك العمرة قبل بضع سنوات، في حين كانت تجد صعوبة بالغة عندما كانت في بلادها كي تشاهد الكعبة المشرفة.

موضحاً أن بعض الخادمات التزمن بالعمل لسنوات طويلة مع عائلات مخدوميهم نظراً لمعاملتها بصورة جيدة، من حيث مشاركتهن إعداد الطعام أو تنظيف البيت أحياناً، ما يمنع مشاهدة الصور السلبية للخادمات المتمثلة في هروبهن أو إعراضهن عن العمل حسب ما نشاهد اليوم لدى بعض الأسر.

أول مرة

 ذكرت إحدى السيدات قصة الخادمة لديها التي لم تدخل قط إلى مسجد للصلاة في جماعة، إذ كان كفيلها السابق يبقيها في البيت عند صلاة التراويح وصلاتي العيد مع الأطفال، لكنها عندما عملت مؤخراً في بيت كفيلها الجديد، شاركت لأول مرة أفراد العائلة بعض الطقوس والسلوكيات الدينية، مثل اصطحابها لصلاة التراويح وصلاتي العيد، إلى جانب إعطائها العيدية، مما خلق لديها شعوراً يوحي بمدى سعادتها وارتياحها إزاء انتقالها للعمل مع العائلة الجديدة.

Email