إفطار الأمس.. »ماي و تمر وجامي«

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

بإمكانيات متواضعة، وأدوات بسيطة، تعد أمهاتنا طعام الإفطار في الماضي الذي يتكون من عناصر أساسية مثل التمر والماء واللبن، إضافة إلى اللحوم إن توفرت، نظراً لشح الطعام في السابق.

وباختلاف البيئة، يتنوع طعام الإفطار عند توفره، وفي البيئة الساحلية على سبيل المثال، يتناول أهل البحر الأسماك عند إفطارهم في رمضان، ذلك إن توفرت، لكن يبقى القاسم المشترك بين الجميع هو تناول الرطب والماء واللبن المستخرج من الأبقار، أو الجمال في ما يتعلق بأهل البادية.

طعام متواضع

هذا المشهد السابق، عاشت بعض فصوله الأخيرة الوالدة موزة علي الشحي، التي قالت: إن الطعام في الماضي يعد متواضعاً للغاية بالمقارنة مع اليوم، فمائدة الإفطار لا تتضمن سوى التمر والماء واللبن، وبعض الأنواع التقليدية من الطعام مثل «الجامي» الذي يعد من الحليب واللبن، مشيرة إلى أن أهل الساحل هم الأوفر حظاً من حيث تناول الطعام، نظراً لاصطيادهم الأسماك بكثرة من البحر، بينما تتقلص هذه الفرصة لسكان المناطق الجبلية وأهل البادية.

ونتيجة قلة موارد الطعام وعدم توفر الأدوات الحالية المساعدة في حفظ الطعام وتبريده مثل الثلاجة، فإن أهل البادية كانوا يضعون الملح على الأسماك ويحفظونها بطريقة ذكية كي لا يصيبها العفن.

ومن المعروف أن أهل البادية كثيرو التنقل في الصحراء بحثاً عن الماء والطعام، وتعد الجمال وسيلة النقل الرئيسية لهم إلى جانب مصدرهم الاحتياطي لتناول الطعام، وإذا تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف، فإن سكان أهل البادية وسواهم يتوجهون إلى أماكن «المقيظ»، التي تعتبر ملاذهم الآمن للهروب من حرارة الصيف، حيث تتوفر الفواكه الصيفية مثل الرطب والمانجو.

عناصر مكملة

وذكرت الشحي أن خبز الرقاق والسمن والبيض والدجاج البلدي، تعد من العناصر المكملة لوجبة الطعام سواء في رمضان أو سواه، أما الهريس فيعتبر من الوجبات التي يكثر إعدادها في رمضان أو خلال المناسبات مثل الأعياد، كما كان الطعام في الماضي، على حد تعبيرها، يكاد يسد جوع المتحلقين حول مائدة الطعام، على خلاف الواقع الآن، الذي تطفح فيه الموائد من الطعام.

الكثير من أصناف الطعام التي نتناولها اليوم، لم تكن موجودة بالأمس، حسب ما أكدت الشحي، مثل «الجلي» و«الكراميل» وأنواع الكيك المختلفة، وإنما كانت هناك بعض الأطباق الشعبية مثل «الساقو» و«الخبيصة» و«العصيدة» و«البثيثة»، وجميع هذه الأصناف كانت ضمن الحلويات أو «الفوالة» في الماضي، كذلك إن بعض البيوت كانت ولاتزال تضع ضمن مائدة ما بعد الإفطار الحلوى العمانية، وكذلك يحرص البعض على شرائها من السوق الشعبي الذي عادةً ما يوجد فيه أحد باعة الحلوى القادمين من أماكن صنع الحلوى.

طعام السفر

»الجامي« من الأطعمة الدارج استخدامها بكثرة في الماضي أثناء تناول الإفطار حسب ما أوضحت موزة الشحي، الذي يتكون من الحليب واللبن، كما يعد طعاماً مناسباً أثناء السفر، خصوصاً وأنه يمكن تجفيفه وتحويله إلى »يقط«، وهو عبارة عن »جامي« مجفف، يحضّر من البقايا الزائدة عن الحاجة، إذ كانت النساء في السابق يضعن »الجامي« في إناء كبير، وتنثر عليه قليلاً من الملح، ثم تضع غطاءً شفافاً يحميه من الحشرات والغبار وتتركه تحت أشعة الشمس لمدة تصل إلى أيام، حتى يجف.

بعد ذلك يمكن حمله وحفظه لفترات طويلة تصل إلى عام، وعند الرغبة في تناوله، لا يتطلب الأمر سوى نقعه في الماء لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، ليأخذ بعد ذلك الشكل الطبيعي لـ »الجامي«.

Email