طعام الإفطار.. أطباق عالمية على مائدة واحدة

مائدة الإفطار اليوم تتميز بتنوع مكوناتها وتعدد أشكالها

ت + ت - الحجم الطبيعي

التطور لا يشمل الإنسان والعمران وحسب، إنما أيضاً مائدة الطعام، التي تبدو اليوم، أكثر تنوعاً وإسرافاً من السابق، لاسيما في شهر رمضان المبارك، إذ تزدحم المائدة بأطباق كثيرة، تكاد تسعها طاولة الطعام أو البساط على الأرض، بصفتها تتضمن أطباقاً عالمية متشعبة، تسللت إلى مائدتنا الصغيرة المتواضعة، مثل «الباستا»، و«الكب كيك»، وبعض المقبلات الآسيوية منها «السمبوسة»، و«الباكورة»، التي تعد ضرورية لدى بعض الأسر في ساعات الإفطار.

سلوك خطأ

مي البوفلاسة، مسؤولة علاقات المجتمع في إحدى المؤسسات، ترى أن مائدة الطعام اليوم، تتصف بالسلبية، نتيجة الإسراف في إعداد الطعام، وإعداد وجبات غير صحية من ناحية أخرى، وهذا يعتبر سلوكاً خطأ، ترتكبه الكثير من العائلات والأسر في مجتمعنا.

كذلك فإن البنات لهن يد وتأثير قوي في تطور شكل مائدة الطعام، لأن بعض الفتيات يتنافسن على إعداد أشهى الأنواع، لالتقاط صورة بعد الانتهاء من إعداد المائدة ونشرها عبر «الانستغرام»، أو وضعها خلفية في برامج أخرى، مثل برنامج بلاك بيري ماسنجر أو غيرها، إذ صنع «الانستغرام» مؤخراً طفرة غير مسبوقة في البيوت.

وأضافت، إن اهتمام شريحة عريضة من البنات انصب بالدرجة الأولى على إعداد «الكب كيك»، وهو عبارة عن قطع صغيرة من الكيك، ذي أشكال وألوان مختلفة، إضافة إلى نوع آخر من الطعام «الباستا»، وهي عبارة عن معكرونة إيطالية، تضاف إليها الصلصة والتوابل. وتوفر هذا الصنف من الطعام على المائدة الرمضانية، يدل على مدى تطور ثقافة صنع الطعام في بيوتنا، المستوحاة من الغرب ضمن أطباق كثيرة.

وجبات رئيسة

ولفتت البوفلاسة، إلى أن الوجبات الرئيسة مثل الأرز وسواه من أصناف مثل «المجبوس»، و«البرياني»، أو الأكلات التقليدية مثل «الهريس»، أو «الفريد»، لا تحظى باهتمام من قبل البنات في البيت، بينما تعد هذه الوجبات مهمة وضرورية للشباب، عازية السبب إلى اتباع الكثير من البنات الحمية الغذائية أو تأثرهم بالآخرين عبر الإعلام، خصوصاً الفتيات ما دون سن العشرين باعتبارهن الأكثر إعراضاً عن تناول الوجبات والأطعمة التقليدية.

شاطرتها الرأي مريم محمد موظفة، التي لاحظت أن طعام الإفطار اليوم رغم تنوعه، فإنه يتسم بارتفاع نسبة الدهون، فضلاً عن إعداده بكميات كبيرة، ويبدو أن أكثر أنواع الطعام التي طالها التطور الآن، هي الحلويات، إذ تمتلئ طاولة الطعام بعد صلاة المغرب أو بعد صلاة التراويح بأطباق ممتدة على طول المكان.

علاوة على ذلك، أكدت أن توفر الأطباق العالمية على المائدة، أدى إلى حدوث مشكلة أخرى، تتمثل في رمي الطعام الزائد ليلاً، وهذا السلوك يبدو أكثر انتشاراً في رمضان لدى بعض الأسر، في حين تتعامل بعض البيوت مع المشكلة بطريقة ذكية من خلال حفظ النعمة، وتوزيع الطعام على الفئات العاملة أو الناس المحتاجين، لذلك لا حرج من إعداد الطعام «العصري»، لكن من الضروري مراعاة إعداد الكمية، التي تتناسب مع حاجة الضيوف أو الأفراد في البيت.

البوفيه

اعتمد بعض العائلات والأسر، نمط «البوفيه» في تناول طعام الإفطار عند دعوة الضيوف، فضلاً عن دعوة الأصدقاء حيناً على تناول الإفطار في أحد المطاعم، التي تمتلك خدمة تناول الطعام بنظام البوفيه.

كذلك، فإن طريقة تناول طعام الإفطار تطورت نسبياً وفق آراء البعض، إذ كان الجميع في السابق يتحلقون حول مائدة الطعام، ويتناولونه من طبق واحد، بينما أصبح الناس اليوم يتناولون الطعام فرادى في أطباق خاصة، لتناوله بأريحية مطلقة بلا زحام على الطبق الكبير، إلا أن بعض الأسر والعائلات خاصة في القرى والمدن الصغيرة، لا تزال تحافظ على تلك العادات القديمة.

Email