الموبايل في رمضان.. تطبيقات عامرة بذكر الله

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع انتشار التقنية وسيطرة عصر الذكاء على معظم أوقاتنا، وفي مختلف أحوالنا، لم يعد للكثيرين قدرة على التغريد خارج سرب الموبايلات والتطبيقات الذكية، بعد أن أمست هذه الوسائل حاجة ملحة في العمل والإنجاز والتواصل والاتصال، وصولاً إلى أداء أدوار تعليمية وتثقيفية واقتصادية واجتماعية وحتى دينية.

في هذه المساحة الرمضانية، نتطرق إلى أحد الملامح الذكية في رمضان اليوم، ونخص بالذكر مجموعات من الأشخاص »الأًصدقاء« عبر »واتس أب« وسواه من التطبيقات الحديثة، تتلوا القرآن الكريم في جماعات عبر الفضاء الإلكتروني، وتؤدي واجبات دينية وروحية عن بعد، حيث تزداد قناعة الأفراد بها خلال الشهر الفضيل، بدافع التحفيز والتشجيع الذي توفره للكثيرين ممن يلتصقون بصفة دائمة بالأجهزة الحديثة.

تطبيقات

في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير المفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي: »لا مانع شرعاً من أن يستفيد الناس من هذه الأجهزة والتطبيقات في ما ينفعهم ويحملهم على الطاعة، فهي وسيلة من الوسائل، فإذا كان هناك مجموعة من الأشخاص في هذه التطبيقات يتذاكرون ويتدارسون فلا مانع من ذلك، بل ذلك خير من استعمالها في اللهو والباطل..

إلا أن ذلك لا يحقق معنى التدارس للقرآن الكريم، الذي كان يفعله جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم، وحث عليه بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: »ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده«، فإن المراد بالاجتماع هنا الاجتماع بالأبدان حقيقة، فهو الذي ينبغي أن يحرص عليه، وهو الذي يسمى مجالس الذكر، أما هذه التطبيقات فهي لا تعدو عن كونها تذكيراً بذكر الله تعالى لا غير«.

تلاوة

جانب آخر تؤدي فيه التقنية دور البطولة في رمضان، وغيره من شهور العام، حيث تغمر المساجد مشاهد متكررة لأشخاص يتلون القرآن الكريم عبر »الموبايل«، فيما القرآن »كتاباً« لا يبعد عنهم مد اليد، وفي هذا الصدد أضاف الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد: أما قراءة القرآن من جهاز »الموبايل« أو »الآيباد« أو نحوهما فلا حرج فيه؛ لأنه يقرأ القرآن الكريم بصوته ويتلوه من رسمه..

وهذا الجهاز كالورق في الكتابة، من هذه الناحية، سواء في البيت أو في المسجد أو العمل أو الطريق أو السيارة أو غير ذلك. وأكد أن »الجهاز الذي يُتلى منه القرآن الكريم لا يحمل حكم المصحف من حيث وجوب إجلاله؛ لكون الكتابة فيه ممغنطة لا تظهر إلا بالفتح، فلا يحرم حمله مع ما فيه من القرآن الكريم، على الجنب ولا الحائض أو النفساء، كما لا يحرم حمله في بيت الخلاء ونحوه«.

لا حرج

وفي الصلاة؛ أوضح الحداد، أنها إن كانت نافلة وكان الشخص يريد أن يختم القرآن وهو غير حافظ، أو كان حافظاً ولكن يخشى الغلط وليس عنده أحد يفتح عليه، فإنه لا حرج من القراءة من الموبايل أو سواه، كما يقرأ من المصحف فيما يراه الجمهور، خلافاً لأبي حنيفة رحمه الله تعالى. أما في الفريضة فلا، ويكفيه فيها قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن، وذلك خروجاً من خلاف أبي حنيفة، الذي يرى بطلان الصلاة بالقراءة ولو من المصحف أو الجدار، التي قد تكون بسبب لافتات الأدعية ونحوها التي استحدثت في المساجد، وهي من البدع التي ينبغي تلافيها.

Email