الإمارات تجدد حياة مبتوري الأطراف في فلسطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختزل دولة الإمارات المسافات لإيصال الخير إلى المحتاجين، وتقترب من معاناة الشعوب بيد حانية تخفف من مصابهم، وتنقلهم من وطأة الألم إلى رحاب الأمل، ومن ضغوطات الواقع إلى إشراقة الحياة.. مسافات أمل وخير اعتادت يد العطاء الإماراتي تقريبها والوقوف إلى جانب الشعوب على اختلاف انتماءاتهم ودياناتهم، انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الداعية إلى البذل والسخاء والعطاء، والتزاماً بقيم دولة الإمارات التي تبنتها منذ التأسيس على يد قادة الخير وانتقل لواؤها جيلاً بعد جيل.

قدموا أغلى ما تملك أيديهم واعتبروها رخيصة أمام أن يرسموا ابتسامة على وجوه أناس ظل الحزن يسدل أستاره على حياتهم، فلم يكن غريباً من أهل الخير في الإمارات أن تلين قلوبهم لوضع مسنّ فلسطيني من بلدة اليامون قرب مدينة جنين بطرف صناعي بديل سيتمكن عبره من الحركة والتنقل، وكذلك الحال بالنسبة للشاب الثلاثيني يوسف محمد من مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم في الضفة الغربية، الذي تعرض لبتر يده اليسرى عام 2002 إثر انفجار جسم مشبوه في جسمه إبان اجتياح إسرائيل للمخيم.

وبين المفوض العام للهيئة في الضفة الغربية إبراهيم راشد أن هيئة الأعمال الخيرية عبر مكتبها بالضفة الغربية زودت مسناً فلسطينياً من بلدة اليامون قرب مدينة جنين بطرف صناعي بديل سيتمكن عبره من الحركة والتنقل من مكان لآخر عوضاً عن كرسيه المتحرك الذي استخدمه لفترة طويلة إثر بتر ساقه لإصابته بالغرغرينا.

من جهته، تحدث الشاب الثلاثيني يوسف محمد من مخيم نور شمس لـ«البيان» قائلاً: «لم يكن ذلك اليوم المشؤوم يوماً عادياً في حياتي فقد استفقت قبل 15 عاماً من غيبوبتي على سرير في مستشفى المقاصد في القدس وكل شبر في جسمي يشهد على مدى خطورة الإصابة، وعلى وجع لا يستوعبه جسد هش لطفل في الخامسة عشرة من عمره»، استفاق ليجد نفسه من دون يده اليسرى التي تناثرت في المكان حال انفجار اللغم، ويتابع بحرقة وألم شديدين، لم تكن الحياة طيلة السنوات التي مضت سهلة من دون يدي اليسرى، وتحديت إعاقتي وتخصصت في مجال برمجة الإلكترونيات وصيانتها، صعوبة الوضع المادي كانت عائقاً كبيراً في سبيل تركيب طرف صناعي، طرقت كثيراً من الأبواب ولم أجد الجواب، إلى أن اهتديت إلى السبيل المؤدي إلى باب مكتب هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في الضفة الغربية، فنظروا إلى وضعي الصحي والمادي بعين العطف والمسؤولية، وبعد أيام من مناقشة ملفي الصحي، تكفل أصحاب الأيادي البيضاء في الإمارات بكافة التكاليف اللازمة لتركيب طرف صناعي تجميلي ليدي اليسرى، وبوجوده تجدد الأمل في الحياة، والرغبة في مواصلة المشوار.

Email