«بلال بن رباح».. معلم فلسطيني يصارع الاحتلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخوض مسجد بلال بن رباح (قبة راحيل) وسط مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ساحة صراع ومواجهة جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، وتصاعدت حدة هذه المواجهة بعد سيطرته عليه، وإبعاد المسلمين من أنحائه، وتحول إلى كنيسٍ يهودي، ويعاني المسجد التغييب والتغريب والحصار الملتف حول جنباته الأربع، حيث حجبه الاحتلال وعزله بشكل كامل عن مرأى المواطنين في تلك المدينة، التي أصبح الجدار الإسرائيلي يتلوى حولها كأفعى.

ويعتبر المسجد "قبة راحيل" بناء مملوكيا، ومقاما إسلاميا، وهو منسوب إلى راحيل والدة النبي يوسف عليه السلام، وهو يقع على الطريق الواصل بين مدينتي القدس والخليل، وبمحاذاة المقبرة الإسلامية في بيت لحم. ويروي البعض روايات تاريخية تؤكد أن الصحابي بلال بن رباح أذن به أثناء قدومه لفلسطين مع الخليفة عمر بن الخطاب وقت فتح القدس.

وحول المسلمون المقام مع مرور الزمن إلى مصلى، وأطلقوا عليه اسم مسجد بلال بن رباح، وسيطر عليه الاحتلال بعد عام 1967، ولكن دون إحداث تغييرات كبيرة عليه، وبعد اتفاق أوسلو عام 1993 تحول موقع القبة إلى نقطة تماس بين المناطق الفلسطينية وتلك التي تسيطر عليها إسرائيل.

وخلال انتفاضة النفق عام 1996 وانتفاضة الأقصى عام 2000 أصبحت المنطقة ساحة مواجهة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وعلى مسافة قريبة منه سقط العديد من الشهداء والجرحى.

بعد ذلك أجرت قوات الاحتلال تغييرات كبيرة على المنطقة، فعزلتها عن محيطها الفلسطيني، وأحاطتها بالجدران والأبراج العسكرية، وأغلقت شارع القدس الخليل، وأبقتها خارج المناطق الفلسطينية بعد إقامة الجدار الفاصل بين القدس وبيت لحم. ويُشكّل المسجد موقعا استراتيجيا ومكانا مباركا للمسلمين، يقصده الجميع في سفرهم.

وقد جمدت إسرائيل تعاونها مع اليونسكو في الثالث من نوفمبر عام 2010 احتجاجاً على اعتبار المنظمة قبر راحيل مسجداً إسلامياً (مسجد بلال بن رباح). ومحاولة جديدة لنزع الشرعية عن إسرائيل، وتطالب السلطة(اليونسكو) بإضافة المسجد الى قائمة التراث الفلسطيني .

Email