علي النقبي: الإنشاد فن الأسرة والوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلمة جميلة، ومضمون هادف، ورسالة راقية، هذا ما يحمله الإنشاد بين ثناياه، ليكون البديل الصحي للسمعيات الرديئة، والخيار الأنسب الذي يمزج بين الترفيه والمتعة وبين تعزيز القيم الإيجابية وترسيخها في النفوس. وفي سماء هذا الفن الهادف، تألق المنشدون كنجوم وأقمار، ليصدحوا بأصواتهم في فضاءات روحانية مملوءة على آخرها بالإبداع، ويحلِّقوا في عوالم الإيجابية والسعادة، ويتهادوا على وقع الحب والخير والسلام، معانقين الوطن، وتاركين على جبين كل أمٍّ قبلة امتنان وتقدير.

طاقة إيجابية متنقلة، هذا ما يمكن أن يوصف به المنشد علي النقبي، فأعماله تنثر باقات من السعادة والأمل، وأناشيده ترسخ القيم والمبادئ في النفوس، وتعزز ثقة الشباب في نفسه وإمكاناته، وأغنياته تغازل الوطن وتعانق أمجاده. مع برنامج «منشد الشارقة» في نسخته الثالثة كانت بدايته، ليمثل الإمارات بأجمل صورة، من خلال أدائه المحترف، وصوته المتميز، وحضوره الجميل.

«البيان» تواصلت مع علي النقبي، ليؤكد بأن الإنشاد فن الأسرة، لمدى توافقه مع أهدافها وطموحات الأهالي في تربية أبنائهم، إذ يمكن استثمار هذا الفن في تعزيز القيم الإيجابية والأخلاقيات العالية والمبادئ السامية بأفضل صورة.

عن بداياته في هذا المجال، قال: بعد مشاركتي في «منشد الشارقة»، والانطباعات الرائعة التي خرجت بها من البرنامج، شاركت في عدة ألبومات إنشادية، منها «صلاتي نجاتي» و«إماراتي حياتي»، وبعدها انتقلت للأناشيد المنفردة «السنغل» التي لاحظتُ انتشارها سريعاً بين الجمهور، وتحقيقها للأهداف التي أسعى لها.

في حب الوطن

ولوطن السعادة، غنى النقبي عدداً من الأغنيات المملوءة بالحب، ولاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور الذي بات يحفظها، وأبرزها «إماراتي» و«أنا الإمارات» و«يا وطن» و«سور الوطن» وغيرها، وعن ذلك قال:

«ليس هناك أغلى من الوطن لنتغنى به، ودائماً ما نسعى لمواكبة أهداف ورؤى الدولة في أناشيدنا وأغنياتنا، فهذا أقل ما يمكننا القيام به، ولذا، فأغنياتي وفني رسائل حب وانتماء لوطن أعطى ولم يبخل، وقدَّم الغالي والنفيس لإسعاد أبنائه، وفاق عطاؤه حدود أراضيه ليصل للعالم».

وفي المناسبات الاجتماعية، كان النقبي حاضراً بإبداعاته، وكان صوته عالياً في طرح القضايا المجتمعية، إذ خاطب الأسرة في «أسرتي جنتي»، وأشعل همم الشباب في «عملة فريدة» و«سجِّل حضورك» وغيرهما، كما تهادى صوته في «رمضان» بأجمل الكلمات والمعاني.

وعن ذلك قال: دور الفن يتمثل في التعبير عن قضايا المجتمع، وكوني جزءا من مجتمعي، فهذا يلقي على عاتقي مسؤولية توصيل الرسالة المجتمعية، وفي أناشيدي وأغنياتي أركز على الأهداف النبيلة التي ترتقي بي وبالشباب وبكل من حولي.

وإلى جانب الغناء، يمتلك النقبي موهبة التلحين، ليلحن لنفسه ولغيره من الفنانين والمنشدين، وأكد في حديثه عن الإنشاد، أن هذا الفن نجح في حصد جماهيرية كبيرة، من خلال اتجاه أصحاب المواهب نحوه بكل حماس، إضافةً إلى اهتمام المؤسسات ووسائل الإعلام به.

وأشار النقبي إلى ضرورة استثمار الغناء الهادف في توصيل القيم النبيلة للجيل الجديد، وقال: يكتسب الأطفال المعارف الجديدة بطريقة أفضل في حال كانت طريقة التوصيل ممتعة، ولهذا السبب، يمكن استثمار الأغنيات الهادفة في تعزيز هذا الهدف، فمن خلال أغنية أو أنشودة تتحدث عن الصدق مثلاً، يتعلم الطفل معنى هذه القيمة ويطبقها، وذلك للمتعة التي شعر بها في تعلمها.

مسؤولية

وذكر النقبي أن هناك بعض التقصير من شركات الإنتاج فيما يتعلق بالإنشاد، وقال: رغم ذلك، تقع المسؤولية الأكبر على عاتق الفنان نفسه، فالإنشاد يتطلب من المنشد أن يسعى ويبحث بنفسه عن الإمكانات والطرق التي يمكن أن تساعده في تقديم فنه، فالاكتفاء بالجلوس وانتظار الفرص لن يثمر عن شيء، كما أننا في دولة الخير التي تدعم كل الفنون، ولكن على الفنان الاجتهاد وإثبات حضوره ليحظى على الدعم المطلوب الذي يستحقه.

أحلام

وعبَّر النقبي عن سعادته بما حققه حتى الآن، وقال: حققت جزءاً كبيراً من أحلامي، إذ شاركتُ في أوبريتات مهمة في الدولة، واشرفتُ على أخرى كان لها وقعاً متميزاً، ولا يزال لدي الكثير من الأحلام والطموحات.

وأضاف: شاركتُ في أوبريت «حكاية وطن» بمشاركة نجوم الإمارات حسين الجسمي وفايز السعيد وجاسم محمد وعبدالله الشحي، كما أشرفتُ على الأوبريت الذي قدم أخيراً في افتتاح مهرجان الشعر العربي في الشارقة. وأكد أنه يعمل حالياً على أعمال جديدة سترى النور قريباً.

 

 

Email