مشاري العفاسي.. بدر في سماء الإنشاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عوالم الإنشاد الراقية، وفضاءات الفن الهادف، حلَّق المنشد الإمام مشاري العفاسي، وفرد جناحيه على آخريهما، لتنبعث من بين ثناياهما إبداعات غنية بمضامين سامية، وتهادى كطيرٍ أنيق، ناثراً باتساع أفقه كلمات ومعاني ترتقي بالنفس والروح، وجاذباً الأنظار نحو فنٍ متفرد بذاته، ليكون بمثابة رسالة خير وحب وسلام.

على عذوبة صوته، لا يختلف اثنان، وعلى قدرته على اقتحام القلوب والعقول بسلاسة كلماته، وحسن انتقائه لأناشيده، لا جدال، فهو يتمتع بصوت عذب وقوة في التحكم بطبقات الصوت وروعة الأداء، وهو ما جعل إصداراته تتهادى بين الجمهور، وتنساب كنبع صافٍ، لتتسلل إليه وتنتشر في الوطن العربي والإسلامي والعالم.

شرارة الانطلاق

بداية مشاري العفاسي الإنشادية كانت في عام 2003 مع أنشودة «أيا من يدعي الفهم»، التي تعد شرارة انطلاقه في عالم الإنشاد، وقوبلت أنشودته الأولى آنذاك بترحيب كبير، وحققت نجاحاً مبهراً، وحظيت بتفاعل جماهيري لافت، ما دفعه لتكرار التجربة مرة أخرى، ولكن على مستوى أكبر، إذ أطل في عام 2004 بألبوم إنشادي أول حمل عنوان «عيون الأفاعي»، استقطب من خلاله الشباب للنشيد، وزاد رصيده من الجمهور الذي التف حوله، ونشر رسائله الإيمانية والروحانية الهادفة من خلاله، متيقظاً لدور الإنشاد كطريقة مؤثرة في الدعوة، ووصوله للقلوب بكل شفافية وسلاسة.

وبعد «عيون الأفاعي»، أكمل العفاسي مشواره في مجال الإنشاد، وطرح ألبومات عدة، منها «ليس الغريب»، و«حنيني»، و«قلبي الصغير»، و«ذكريات»، و«عناقيد»، و«بنات الريح»، و«تراحمي يا قلوب»، و«يا رازق»، و«قمري»، و«قلبي محمد صلى الله عليه وسلم». وحققت أناشيد مشاري العفاسي حضوراً بين الكبار والصغار، وبات الكثير منها محفوظاً عن ظهر قلب، مثل «ذكريات» و«طلع البدر» و«أنت رحماني» و«كن مع الله» و«أرى الدنيا» وغيرها. وحملت أناشيده رسائل إيجابية مملوءة بالخير، تعزز ثقة الإنسان بنفسه وبخالقه، وتحثه على التمسك بدينه، وهويته الإسلامية.

أسلوب متفرد

ويعد الإمام مشاري العفاسي من أشهر قراء القرآن الكريم على الصعيد الدولي، ويمتاز بحضور لافت، كما أنه صاحب أسلوب متفرد في الإنشاد، وصوت قوي رخيم يضفي على قراءة القرآن الكريم لمسة خاصة.

وشارك العفاسي كعضو لجنة تحكيم في مسابقات القرآن الكريم في العديد من الدول، مثل أميركا وفرنسا والشيشان والإمارات والسعودية، وله برامج لتعليم القرآن مثل «رتل مع العفاسي» وغيره، وقدَّم محاضرات كثيرة حول القرآن الكريم وقواعد تلاوته، أبرزها «محاضرة علم القراءات» و«محاضرة القراءات العشر وأثرها في حياتنا» وغيرها. والحديث عن أيادي مشاري العفاسي البيضاء يطول، فهو صاحب مشروعات خيرية كثيرة ومتنوعة، منها مشروع وقفية العفاسي، مشروع حافظ القرآن الكريم، ومشروع الأكاديمية البريطانية لعلوم القرآن.

قنوات

للعفاسي قناتان متخصصتان، هما: قناة العفاسي الفضائية ومحطة القرآن الكريم، وتُصنَّف قناته الفضائية ضمن القنوات الدينية الأكثر مشاهدة، وتمتاز قناته بأهدافهما الراقية، ويسعى من خلالهما لنشر القرآن الكريم، والترويج للقيم النبيلة، وعرض المحاضرات والأناشيد الهادفة.

ولأن التكريم يستهدف المبدعين ويلاحقهم، فقد كان نصيب مشاري العفاسي من التكريم كبيراً، وذلك تقديراً لمواهبه الفطرية وإسهاماته الفكرية والدينية، ليحصل على عدد من الجوائز التقديرية، أبرزها حصوله على جائزة أوسكار المبدعين العرب 2008 تحت رعاية جامعة الدول العربية، ووسام الامتياز من الدرجة الأولى بمجلس التعاون الخليجي لعام 2014، كما تم تكريمه خلال مشاركته في مؤتمر السلام الدولي بدبي عام 2010 وعام 2012، وغيرها.

ألبومات

01

حصلت قناة العفاسي الفضائية على المركز الأول في فئة القناة الدينية الأكثر انتشاراً ومشاهدة، وفق استفتاء أجرته شركة «ايبسوس».

2003

شهدت بداية انطلاق مشاري العفاسي نحو الإنشاد، من خلال أنشودته الأولى «أيا من يدعي الفهم».

04

حصل كليب «طلع البدر علينا» على المركز الرابع كأفضل كليب هادف في مسابقة الأناشيد الهادفة عام 2007.

Email