سامي يوسف.. «معلم» الإيجابية وملهم الشباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عالم الإنشاد، حفر سامي يوسف اسماً قلَّ نظيره، حتى تربَّع ملكاً على عرش الكلمة الراقية، ذات الأهداف السامية، انطلاقته في هذا المجال لم تكن عادية، لا سيما أنه يمتلك خبرة ومعرفة في التلحين والإنتاج والتأليف الغنائي، إلا أنه طوَّع كل خبراته تلك في تقديم أناشيده التي حظيت بجماهيرية واسعة على المستويين العربي والعالمي. نشأ سامي يوسف في أسرة موسيقية، ما ساعده على التعمق في هذا المجال، علاقته بالموسيقى أشبه بعلاقة الجسد بالروح، فمن خلالها يُحلق في فضاءات الإبداع، ويخاطب العالم ويطلق رسائل الحب والسلام والأمل، ومن خلال كلمات أغنياته وأناشيده بنى جسوراً من التفاهم والاحترام بينه وبين العالم، وأرسل باقات سعادة وروحانية.

نقطة تحوُّل

مع ألبوم «المعلم» بدأت الحكاية، فقد كان إصداره الأول الذي لفت الأنظار إليه، ونقطة التحوُّل في حياته على الصعيدين الشخصي والفني، وفيه وضع لمساته الخاصة تلحيناً وإنتاجاً وإنشاداً، ولم يمر هذا الألبوم مرور الكرام، بل أحدث فارقاً كبيراً لدى الكثيرين ممن وجدوا أن الإنشاد فناً قائماً بذاته، يحقق المتعة للنفس، ويرتقي بالروح وبالذائقة وبالفكر، ويعمق الروحانية والإيمان في القلب. ورغم روحانية «المعلم» العالية، إلا أن صاحبه كان دائماً ما يؤكد أنه ليس إنشاداً دينياً بقدر ما هو فن موسيقي، ليصف فنه بالغناء الهادف الراقي.

ألبومات

حقق «المعلم» نجاحاً ساحقاً منذ صدوره، ونال على إعجاب كبير من قبل الجمهور في مختلف بقاع الأرض، ولقي رواجاً واسعاً، وظل متربعاً على قائمة الألبومات الغنائية لمدة طويلة في تركيا ومصر، وساهم في إحداث ثورة النشيد وتعميمه وترويجه في العالم الإسلام، وجلب الفرح إلى قلوب العديد من عشاق الموسيقى والنشيد.

وأتبع المنشد العالمي ألبومه الأول بآخر حمل عنوان «أمتي»، ليكمل نجاحه من خلال نسب الاستماع والمبيعات التي حظي بها في مختلف أنحاء العالم.

ولأن روعة النجاح تكتمل بالتقاء القامات العالية، فقد تألق سامي يوسف بأنشودة «تسابيح» المستوحاة من الأشعار الجميلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأطلقها في حفله الذي قدمه في دبي أوبرا قبل أشهر قليلة، وامتازت هذه الأنشودة بروعة مضمونها ومعانيها.

شهرة وتكريمات

وحقق سامي يوسف شهرة كبيرة فاقت التوقعات، وانتشر بشكل هائل عبر وسائل الإعلام وأصبح الصوت الأكثر طلباً، كما تمت الإشادة بفنه للإيجابية التي تحفل بها أغنياته. ولاحقت التكريمات سامي يوسف الذي يعد أول وأصغر مسلم حائز على جائزة الدكتوراه الفخرية في الآداب، تقديراً لمساهمته الاستثنائية في مجال الموسيقى، وشهدت حفلاته حضوراً واسعاً من قِبل الجماهير من مختلف أنحاء العالم، لا سيما أنه يغني بعدة لغات كالإنجليزية والعربية والتركية وغيرها، إلى جانب عزفه على العديد من الآلات الكلاسيكية، وقد خلق التعدد اللغوي الذي يمتلكه، إضافةً إلى سلاسة تعابيره وتلقائيته منه نجماً من طراز فريد.

رسالة

ورغم النجاح الكبير والجماهيرية الواسعة التي حققها، إلا أن سامي يوسف ظل محافظاً على تواضعه الذي امتاز به دائماً، وكان موقفه كفنان صاحب رسالة واضحاً منذ انطلاقته وحتى يومنا هذا، إذ لم يشغله فنه عن دوره المجتمعي والخيري، بل كان مسانداً له في كل خطواته، لنرى أياديه البيضاء وعطاءاته الإنسانية، وزياراته للمرضى ومشاركاته الجادة في مختلف الفعاليات والأنشطة التي ترتقي بالإنسانية، وتساهم في رفع الروح المعنوية لضحايا الكوارث الطبيعية وغيرهم، لتمتلئ سلته بالخير كما امتلأت أغنياته بالرسائل الإيجابية التي تغنى بها الشباب.

ومن أبرز أناشيد سامي يوسف التي حازت شهرة واسعة «حسبي ربي» و«يا أمي» و«اجعلني قوياً» و«يا مصطفى» و«أمتي» و«مناجاة»، وغيرها.

طوَّع سامي يوسف موهبته المتميزة في خدمة دينه وأمته، واتخذ من الإتقان شعاراً له في تقديم إبداعاته التي تمتاز بتكاملها من مختلف الجوانب، الفنية والتعبيرية والإنسانية والروحانية واللغوية، وتعد أناشيده دروساً في القيم ومكارم الأخلاق والرحمة.

ألبومات

5

ملايين نسخة تم بيعها من ألبوم «المعلم» الذي أصدره سامي يوسف عام 2003 وحظي بنجاح غير مسبوق، وأحدث ثورة في عالم النشيد.

2005

العام الذي طرح فيه سامي يوسف ألبومه الثاني «أمتي»، ولاقت أغنية «حسبي ربي» رواجاً كبيراً في العالم العربي والإسلامي.

2009

دعت جامعة روهامبتون في لندن المنشد سامي يوسف لقبول شهادة الدكتوراه الفخرية تقديراً لمساهمته في الموسيقى.

Email