أحمد الغنيمي: الإنشاد وسيلة تربوية خلاقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلمة جميلة، ومضمون هادف، ورسالة راقية، هذا ما يحمله الإنشاد بين ثناياه، ليكون البديل الصحي للسمعيات الرديئة، والخيار الأنسب الذي يمزج بين الترفيه والمتعة وبين تعزيز القيم الإيجابية وترسيخها في النفوس. وفي سماء هذا الفن الهادف، تألق المنشدون كنجوم وأقمار، ليصدحوا بأصواتهم في فضاءات روحانية مملوءة على آخرها بالإبداع، ويحلِّقوا في عوالم الإيجابية والسعادة، ويتهادوا على وقع الحب والخير والسلام، معانقين الوطن، وتاركين على جبين كل أمٍّ قبلة امتنان وتقدير.

أن يضعك الشغف على بوابة أحلامك، ويقودك الذكاء نحو تحقيقها، فهذا ما يمنحك السعادة الحقيقية، ولكن أن تنثر تلك السعادة على هيئة إبداعات راقية، فهذا هو الهدف الأسمى الذي يبقى، ومع المنشد الإماراتي أحمد الغنيمي، يتألق الإنشاد بأجمل صوره، ليتمازج مع صوته الجميل ومفرداته الأنيقة التي تخاطب العقول والقلوب، لتسمع مع أناشيده حكايات لا تنتهي، ولا سيما أن التنوع في اختيارات أناشيده ولهجاتها ومضامينها هو ما يتكئ عليه في أعماله.

«البيان» تواصلت مع الغنيمي، الذي يتعامل مع الفن بذكاء، ومع صوته على أنه أمانة يجب صونها والحفاظ عليها وتسخيرها في كل فن راقٍ، مشيراً إلى أن الإنشاد هو الفن الحقيقي الذي يجب أن يركز عليه الأهالي في تنشئة أبنائهم، ولا سيما أنه وسيلة تربوية تعليمية خلاقة يمكن استثمارها بأفضل صورة في توصيل مفاهيم وأفكار إيجابية للأبناء، وخصوصاً أن مساحة الإبداع فيه واسعة.

بدايات الغنيمي في مجال الفن والأدب كانت في المدرسة، وتحديداً مع جماعة الإذاعة المدرسية، إذ تم ترشيحه لإحدى المسابقات الشعرية التي أقيمت على مستوى الدولة، وحقق فيها المركز الأول على منطقته، لتضيف له هذه التجربة حالة من السعادة، ويبدأ معها خطواته في الكتابة والانطلاق نحو عوالم الأدب.

تنوع

وفي ألبومات الغنيمي، يظهر التنوع واضحاً في اللهجات والألحان والمضامين، وعن ذلك قال: أسعى لتقديم فن متميز، أخاطب من خلاله كافة شرائح المجتمع، وأحرص على تقديم أعمال ترقى لمستوى الجمهور، فالمستمع اليوم ذكي جداً، يواكب آخر التقنيات الحديثة، وعلى علم بكل جديد، ولذا يجب أن يكون الفنان حذراً في ما يقدم، لأن احترام عقلية الجمهور أساس نجاح الأعمال. ومن أبرز أناشيد الغنيمي «يا سائلين الله»، و«الحب يا أمي»، و«هذي حياتي»، و«القلب يهواه»، و«ريحة الجنة»، و«طيف الماضي»، و«لؤلؤة الأخلاق»، و«ديار العز»، و«اصبر على الضيقات»، و«يا سامع صوتي»، وغيرها. وتمتاز أعماله بأناقة الكلمة، وجمال الصورة والمعنى، ممزوجة مع جمال الصوت وقدرته على التلون الجميل بين الطبقات العالية والمنخفضة.

فرحة وحضور

ولا تقتصر أعمال الغنيمي على الأناشيد الروحانية، بل تتعداها إلى زفات الأعراس والأناشيد الرومانسية التي تطغى عليها الكلمات والمعاني الجميلة والراقية، وعن ذلك قال: «لزفات الأعراس وقع خاص في النفوس، وخصوصاً لدى العروسين، وبالنسبة لي فأنا أتفاءل بها، كونها تمثل بداية جديدة لحياة جديدة، وأحرص على انتقاء كلمات تبث الأمل والسعادة في النفوس، وتبقى حاضرةً في ذاكرة العروسين للأبد».

ولفت الغنيمي إلى أن زفات الأعراس تشعره بالفرح كونها ترتبط بفرحة الأزواج الجدد، كما تعزز حضوره كمنشد في المناسبات السعيدة، لافتاً إلى أنه يحرص على تواجدها في كل ألبوم، ولا سيما أن الأزواج الجدد يبحثون عن زفات جديدة ومتميزة لا تشبه غيرها.

فنان شامل

ولا يقتصر إبداع الغنيمي على الإنشاد فقط، بل يتعداه إلى التأليف والتلحين، فهو من المبدعين القلائل الذين نجحوا في الجمع بين جمال الصوت وموهبة الكتابة والتلحين، ليؤكد بذلك أنه فنان شامل، ويقدم فناً متكاملاً من خلاصة أفكاره ومشاعره.

ورغم اعتقاد الكثيرين بأن تأثير المنشد يبدأ وينتهي عند حدود صوته وما يقدمه للجمهور، إلا أن الغنيمي ذكر أن المنشد كغيره من الفنانين، يجب أن يركز على مظهره، ويطل بإطلالة أنيقة وراقية، حتى يجذب الجمهور لفنه، وذلك لأهمية المظهر في وصول الفنان لجمهوره.

لا يعترف الغنيمي بتأثير السمعيات الرديئة الكبير، لافتاً إلى أن وعي الجمهور كفيل بإبقائها مهمَلة، وقال: هدف الفن الارتقاء بالنفس والمجتمع، وانتشار بعض الأغنيات ذات المضامين الرديئة لا يسيء إلى الفن، بقدر ما يسيء لصاحبها، كما أن المستمع اليوم قادر على تفنيد الجيد من الرديء. وذكر أن الفنان الحقيقي هو الذي ينجح في الحفاظ على مكانته بين الجمهور، عبر حرصه على تقديم عطاءات متواصلة بمستوى عال من الجودة.

دعم

أشاد الغنيمي بتشجيع الدولة لفن الإنشاد، وقال: دولتنا تدعم كل فن راقٍ وهادف، ولكن على المبدع الحقيقي العمل والاجتهاد وعدم الاعتماد على الآخرين في تحقيق أحلامه، ونحن بحمد الله في دولة تقدم لنا كل الدعم، وتقيم الفعاليات الوطنية بشكل مستمر، وتحثنا على المشاركة فيها، وهذا كفيل بتوصيل أصواتنا للعالم.

ألبومات

06

ألبومات في رصيد أحمد الغنيمي، هي «I Love UAE 1» و«I Love UAE 2» و«I Love UAE 3» و«منوعات» و«دانات الغنيمي» و«هذي حياتي».

1000

أغنية حملت بصمات الغنيمي في مجالي التلحين والتأليف والغناء، سواء بصوته أو بصوت فنانين آخرين كأحمد المنصوري والوسمي وغيرهما.

10

كليبات وطنية أنتجها أحمد الغنيمي بالتعاون مع إحدى المؤسسات الحكومية، بعضها عُرض وبعضها الآخر تم تأجيله للعرض العام المقبل.

Email