« الكبة » تتسيّد موائد اللبنانيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

من بوّابة التراث الشعبي الذي لم تقوَ عليه الحداثة، لايزال طبق اللحمة المدقوقة على البلاطة «الكبّة»، أحد أشهر الأطباق التقليديّة الذي عادةً ما يُزيّن ويتسيد مائدة الطعام مهما تنوعّت المناسبات، محافظاً على مكانته المميّزة في صدارة موائد اللبنانيين خاصة خلال شهر رمضان المبارك.

«كبّي كــبّــي كــبّــتــنـا/ هــيّــي يــلّـــي ربّــتــنــا/هــيـّــي صــيّـــرتــنــا كــبـار/ ولـــولاهــا كــنّــا مـــتـــنا».. ومن وحي هذه الأهزوجة المتناقلة من جيل إلى جيل، ولا سيما في القرى والبلدات الجنوبية، يعتبر الكثيرون أن مائدة شهر رمضان «تتبارك» بهذا الطبق الشعبي الذي يتوجّب حضوره على رأس قائمة الأطباق الأخرى.

وتُعدّ الكبّة من «اللحمة المدقوقة» بمدقّة خشبيّة، على بلاطة من صخر أو رخام. بداية، يحتاج صحن الكبّة إلى دقّ كيلوغرام واحد من لحم الغنم أو البقر «هبرة للدقّ»، ثم تضاف إليه كمية من الدهن الأبيض «ليّة الغنم».

بعد ذلك، تبدأ عملية «الدقّ»، بهدف إفراغ اللحمة كلياً من الشروش (الشوائب والأوردة)، لتصبح ليّنة وطريّة. أما الخطوة التالية، فتتمثل بتحضير «السميد»، أي البرغل، ووضعه لمدة 5 دقائق ليصبح طريّاً، قبل أن يُمزج مع اللحمة.

وبعد إضافة الملح والتوابل والكمّون والقليل من الماء البارد، يُعجن الخليط باليد، إلى أن تصبح عجينة الكبّة ليّنة ومتماسكة وملساء. وفي الختام، تمدّ في الصحن، ويضاف إليها زيت الزيتون الأصلي، إلى جانب طبق الخضراوات المتنوّعة والخبز المرقوق على الصاج.

والكبة لم تعد لأهل لبنان وحدهم بل طافت أرجاء الوطن العربي لطعمها اللذيذ وباعتبارها فاتحة شهية.

Email