طبيبة أسست مركزين خيريين

إكرام أوغليتزرع 3 غرسات أمل في أرض مسكونة بالموت

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤمن بقدراتها على العطاء والتضحية، وزرع الأمل في نفوس من مات في داخلهم بعد سنوات من الضياع والشتات والموت والدمار، ولأنها كذلك سارت نحو أهدافها بثقة المنتصر، وزرعت في بداية الحرب في بلدها ثلاث غرسات أمل، أثمرت نتائج تفوق التوقعات خلال سنوات الدمار.

إكرام عجم أوغلي طبيبة سورية، مختصة في أمراض الروماتيزم بدأت عملها الطبي التطوعي في جمعية الإحسان الخيرية في موطنها صيف 2005، وفي غضون شهر من التطوع، أسست مستوصفا خيرياً لمعاينة الفقراء وتقديم الأدوية لهم بالمجان، مع تمويل عمليات جراحية وأجهزة داعمة، واستمرت في عملها الخيري حتى بداية الحرب في حلب عام 2012، لتخسر فيها عيادتها الخاصة ومصدر دخلها الوحيد الذي كان في منطقة الاشتباكات، مثلما توقف المستوصف عن تقديم الخدمات الطبية للمستفيدين والذي كان في مرمى الموت والدمار كذلك.

ومع دخول الحرب على حلب أيضا بدأت حوادث الخطف والتهديد، بموازاة أزمات الطاقة والمياه، ونفاد المواد الغذائية، مع استهداف قتل الأطباء الذين أصبحت حياتهم وحياة المدنيين غير آمنة.

عروض عمل

وبالرغم من عروض العمل التي انهالت عليها من الخارج، والواقع المرير الذي عاشته في تلك الظروف المدمرة، ومناشدة أبنائها المغتربين من جهة وإخوانها المقيمين في حمص من جهة أخرى مغادرة حلب والانتقال للعيش معهم، أو في أي مكان آخر أكثر أمنا، وبالرغم كذلك من حصولها المسبق على تأشيرات إقامة في دول عديدة، بحكم سفرها الدائم، إلا أنها أصرت على البقاء، وتقديم العون لأبناء بلدها، وعلى زرع ثلاث غرسات أمل هناك، الأولى عمل تطوعي فردي في مراكز الإيواء وتقديم الخدمات الطبية للنازحين، أثمرت تأسيس مركز طبي خيري بعيادات شاملة مرخص باسم الدكتورة إكرام عجم اوغلي وتقوم بإدارته، والثانية «عمل تطوعي بدافع شخصي في دار الصفاء للمسنين والنازحين في شرق حلب»، أثمرت إنشاء مركز طبي خيري ملحق بدار الصفاء للمسنين، والغرسة الثالثة «عمل تطوعي في مشفى جامعة حلب باختصاص أمراض المفاصل والروماتيزم» أثمرت إنشاء شعبة مفصلية متطورة في مشفى حلب الجامعي.

الغرسة الأولى

بعد إنشاء الدكتورة إكرام عيادة صغيرة مجانية في دار إيواء للنازحين، تحت مظلة جمعية الإحسان الخيرية، ومباشرة عملها الطبي التطوعي، تمددت الاشتباكات إلى منطقة الدار، وانهالت القذائف فوق رؤوس المقيمين فيها والمرضى، ليصار إلى إخلائه، لكن الدكتورة، لم تستسلم، وقررت زيارة دور إيواء أخرى تم إعدادها لتستوعب أكبر عدد من النازحين، وراحت تقدم الأدوية المتوفرة في جمعية الإحسان الخيرية للمرضى المحتاجين. ولما وجدت الدكتورة اكرام أن خدمة النازحين بحاجة لعمل طبي منظم، خطرت لها فكرة إنشاء نقاط طبية في كل مركز إيواء، وطلبت من مدير صحة حلب أن يفرز بعضا من أطبائه الذين توقف عملهم لتلك المراكز، بالمقابل تكفلت بالأدوية والمتطلبات الأخرى. وبذلك تم تأمين إشراف طبي منظم لعدد من مراكز الإيواء للنازحين، وصارت تعمل بنشاط كبير وبهمة عالية، مسخرة سيارتها الخاصة لعملها ولشراء الوقود من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدا، لعدم وجود محطات تزوُّد.

وبعد أشهر من هذا العمل الخيري عادت الدكتور إكرام لإنشاء مستوصف خيري صغير باسم جمعية الإحسان، ثم تطور بمساعدة المنظمات الدولية إلى مركز طبي خيري مرخص باسمها، وعملت على إنشاء عيادة العلاج بالأوزون ملحقة بالمركز وهي الأولى في سوريا، فيما تم دعم النقاط الطبية لاحقا من قبل المنظمات الدولية التي قدمت خدماتها لأجزاء كبيرة من مدينة حلب وريفها. ومنها مركز العيادات ا لتخصصية في منطقة السفيرة بالريف.

الغرسة الثانية

وخلال عملها التطوعي، طُلب من الدكتورة إكرام تأمين طبيب من زملائها ليقوم للإشراف الطبي المجاني على دار الصفاء للمسنين الواقعة في شرق حلب، إلا أنهم رفضوا جميعا نظرا لخطورة المنطقة في معبر بستان القصر الذي يفصل غرب حلب عن شرقها ووجود قناصة من الطرفين واشتباكات وقتلى يوميا، عندها قررت أن تتولى المهمة بنفسها، واستمرت بالذهاب إلى شرق حلب أسبوعيا ولمدة عام للإشراف الطبي على المسنين والنازحين والمرضى النفسيين.

الغرسة الثالثة

تطوعت الدكتورة إكرام بشكل جزئي في مشفى حلب الجامعي إثر هجرة قسم من أطبائه بسبب الحرب، وكانت تعالج مرضى المفاصل والروماتيزم، وساهمت في تعليم طلاب الدراسات العليا، وخلال السنوات التي مرت ونتيجة لعملها الدؤوب، وبدعم من مدير مشفى حلب الجامعي تم تأسيس ومن ثم افتتاح شعبة متطورة لأمراض الجهاز الحركي (المفصلية).

 

 

Email