مبادرة تُعنى بتدريب وتنمية جيل مبدع واثق بنفسه وبقدراته

«ركن الطفولة».. بصمة أمل في الرعاية المبكرة للنشء

02

ت + ت - الحجم الطبيعي

ناشطة اجتماعية في المجال الإنساني والميداني، ومتطوعة مع العديد من الفرق والجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية في محافظة اللاذقية السورية، وقائدة ومؤسسة مبادرة «ركن الطفولة»، التي تُعنى بتدريب وتنمية ورعاية الطفولة المبكرة.

والتي تهدف إلى دعم ثقة الطفل بنفسه، وتقييم الطفل ومعرفة أماكن القوة والضعف لديه، وتعزيز قيم المواطنة الفاعلة، إلى جانب التدخل لحل المشكلات التي يعاني منها الطفل، والتنسيق والمشاورة بين الأهل والمعلم للتعرف على أهم الحاجات النفسية للطفل، ويتم تنظيم ورشات عمل تتضمن تنمية العادات الصحية السليمة.

هبة عبد اللطيف جولاق استطاعت أن توظف تخصصها في التربية قسم المناهج وتقنيات التعليم وتستثمرها في هذه المبادرة، وكانت البداية في 2016، حيث أنشأت فريق عمل مؤلفاً من إداريتين وطبيبة تشرف بشكل دوري على الأطفال ومدربتي أنشطة ومعلمتي اختصاص لغة انجليزية ولغة عربية ومُستخدمة.

جيل مبدع

تقول هبة التي شاركت بمبادرتها ضمن مبادرة «صناع الأمل»: تتطلّع مبادرة ركن المعرفة إلى بناء جيل مبدع واثق بنفسه وبقدراته ومعارفه، وذلك من خلال إنشاء مساحة صديقة للطفولة في حي فقير جداً على المستوى الاقتصادي والخدمي في مدينة اللاذقية، وذلك بتقديم برامج تستهدف فئة الأربع والخمس سنوات.

حيث تقدم المبادرة سلسلة غنية من المهارات اللغوية والمفاهيم الرياضية والعلوم والمعارف والقيم الإسلامية والأخلاقية والاجتماعية، إضافة إلى رحلات ترفيهية هادفة وفق خطط منهجية مُؤسِسَة لما قبل مرحلة دخول الطفل المدرسة، تُقدَّم للأطفال بطرق مُحببة من خلال منهاج تعليمي وورشات عمل تفاعلية معدّة من قبل متخصصين تربويين.

فكرة

وتضيف: بدأت فكرة المبادرة من حاجة مجتمعية ماسة وتم تنفيذها بأجور رمزية جداً في منطقة «سكنتوري» في محافظة اللاذقية السورية، حيث تتضمن هذه المنطقة سبعة أحياء كبيرة هي: (بستان الحمامي، بستان السمكة، بستان الليمون، عين التمرة، طريق الحرش، مسبح الشعب وجزء من حي الرمل الجنوبي).

والتي تحتوي على عدد كبير من المهجرين المتضررين من الحرب من جميع المحافظات السورية إضافة لسكانها الأصليين، فحاولت جاهدة خلال السنتين الماضيتين طرح المبادرة على المنظمات غير الحكومية والجمعيات الأهلية والفرق التطوعية في المدينة لكن دون جدوى.

جهود شخصية

وبعدها أخذت على عاتقي هذا الأمر وأطلقت المبادرة وبدأنا بتدريب وتعليم 31 طفلاً أعمارهم بين 4 و5 سنوات مقسمين على صفين دراسيين على مجموعة من المهارات اللغوية «عربي، إنجليزي».

والمفاهيم الرياضية وإكساب بعض العلوم والمعارف، وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية من خلال تحفيظ آيات وسور من القرآن وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، إلى جانب تعزيز قيم المواطنة الفاعلة، وذلك بوسائل وطرائق مُحببة للأطفال. وكان من مستفيدي الركن 12 يافعاً أعمارهم تتراوح بين 7 و13 سنة، ونظمنا لهم دورات تقوية رديفة للمنهاج الدراسي.

ومع نهاية العام الدراسي الحالي خرّجنا 43 مستفيداً من برامج المبادرة، لكن فريق المبادرة لم يُنه عمله مع نهاية العام الدراسي المقرر من قبل الحكومة، بل هذه المبادرة مستدامة وسنستمر فيها وهناك برنامج صيفي سيقدمه فريق العمل خلال فترة الصيف تحت مسمى «تسالي صيفية» يحتوي على مجموعة من التدريبات والأنشطة الهادفة والموجهة، إضافة إلى دورات تقوية في اللغة العربية والانجليزية والفرنسية والمفاهيم الرياضية للأطفال واليافعين.

قصص ستبقى منارات أمل تلك التي صاغها أبناء الوطن العربي في تنافسهم عبر امتحان الحياة ليضيئوا شمعة وسط الظلام، ويتركوا أثراً طيباً بين الناس كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..

صفحة «صناع الأمل».. رحلة يومية في تفاصيل تجارب ستبقى خالدة بلا شك، لأنها ترتبط بالقادم الأحسن، وتستند إلى الإيجابية، وتتنسم عبق العطاء المستمر في زمن تسرب فيه اليأس إلى الكثيرين.

 

Email