مطربة تونسية: شهر العائلة بامتياز

صوفية صادق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتذكر المطربة التونسية الشهيرة صوفية صادق أيام شهر رمضان وهي طفلة فتقول : انها كانت رائعة لبساطتها ونحن في مدينة سوسة الساحلية حيث ولدت وترعرعت، وتعلمت تلاوة القرآن وتجويده ، وعشت أيام الصبا في أحضان أسرتي ، وتعرفت على أبجديات الغناء ، واكتشفت موهبتي ، وبدأت خطواتي الأولى في مجال الفن .واليوم أترحم على والدي ووالدتي اذ توفاهما الله ، وأعيش مع ذكريات أيامي الخوالي.

وعن رمضان زمان في أيام طفولتها وخصوصياته ،تشير إلى أنها بدأت الصوم في الثامنة من عمرها ، وكأطفال كانوا يتنافسون على الصوم ، وسط فرح وبهجة أسرنا بذلك . وأجمل اللحظات كانت تتمثل في شعوري عند موعد الإفطار بأنني فعلت ما يفعله الكبار وأنني صمت يوما كاملا.

وقد إرتبط الشهر الفضيل في ذاكرتي بموائده العامرة ولياليه الساحرة، وكذلك بنجوم الإذاعة والتليفزيون المحليين الذين كنا نتابع أعمالهم قبل ظهور القنوات الفضائية ، ولا أنسى مدفع الإفطار ، والمسحراتي الذي نسميه في تونس بوطبيلة الذي يطبل على طبلته داعيا الى القيام للسحور .

عائلي بامتياز

صوفية تعيش اليوم مع زوجها سامي وإبنتها خديجة التي بلغت الخامسة من عمرها ،وتقول : رمضان يعيد الجميع الى الأسرة ،فهو شهر عائلي بامتياز ، وأنا أصرّ على إعداد أطباق الإفطار بنفسي ، وخاصة طبق الكسكسي بلحم الضأن ، وشوربة السمك ، السلطات بكل أنواعها .

وتؤكد أن أجواء رمضان الروحانية لا تكتمل دون قراءة ما تيسر من القرآن الكريم ومتابعة الأعمال الفنية الجديدة ،ومواصلة الارحام وزيارة الاقارب واللقاءات الأسرية .

 ومن عاداتي في شهر رمضان رفضي السفر الى الخارج وأحب أن أكون داخل الأجواء التونسية التي تعبق بالأصالة. ورمضان شهر العودة الى الذات والى الجذور ،وحنين الى الماضي ، والتأمل والتدبّر ، وهو كذلك شهر للقاء الأسري وإجتماع أفراد الأسرة في مكان واحد وفي وقت واحد .

صوفية لا تنسى أن والدها هو الذي اختار إسمها بعد أن رأى في منامه رجلا متصوفا يبشره بقدومها وهي لا تزال جنينا في بطن أمها، وتقول عن ذلك لا تزال الأجواء الصوفية الحميمية تتملكني .والفن الصوفي يشدني ، وأحب قراءة شعر المتصوفين من الشعراء وسماع المنشدين الكبار النقشبندي والكحلاوي وياسين التهامي وفي ذلك الإطار قدمت أغنيتي « إله العرش » التي أعتبرها أيقونة أعمالي الفنية.

Email