الفيشاوي والحرافيش والزهراء الأكثر شهرة

مقاهي مصر.. استراحة نهارية وانتعاشة ليلية بأسعار سياحية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كغيرها من طقوس الحياة اليومية، تتأثر المقاهي في مصر بأجواء رمضان، حيث تشهد حالة من الخفوت النسبي في ساعات الصيام نهاراً، وانتعاشة قوية بعد صلاة المغرب وحتى آذان الفجر، وتكتسب المقاهي الكائنة في الأماكن التراثية والدينية بحي الأزهر والحسين الرواج الأكبر، وتتنافس المقاهي الأخرى على استقطاب الساهرين بشتى الوسائل.

وتلجأ بعضها احترامًا للمشاعر الدينية لإغلاق أبوابها نهاراً، بينما تواصل أخرى عملها على مدار اليوم، بل وتقدم خدماتها لغير الصائمين، سواء من المفطرين أو السائحين أو غير المسلمين، وعادة ما يكون روادها في الفترة الصباحية من السائقين أو المسافرين.

وبحسب العامل أيمن عبدالظاهر الغنيمي فإن المقاهي تحتفي على طريقتها بالشهر الكريم، فتتزين بالنقوش الإسلامية والفوانيس النحاسية الموضوعة أمام الأبواب لجذب الزبائن، وزينة ورقية تثبت على حوائط المقهى، وتتميز بالنقوش الإسلامية التي ترتبط بروحانية الشهر، وترفع الزينة الكهربائية بالإنارة العالية ليميزها في الظلام، مع شكل جمالي يوحي بالبهجة.

ومظاهر الحفاوة تشمل أيضًا الأدوات المستخدمة بتجديد الأكواب والملاعق والأباريق، واستبدال التالف بآخر جديد، إلى جانب زيادة أعدادها من أجل تحمل الزيادة العددية في أمسيات رمضان، وصيانة الكراسي والمناضد التي تعرضت للتلف ليصبح المقهى في كامل حلته.

ويوضح مجدي حسن العامل بمقهى شهير أن استعدادات رمضان تختلف عن بقية أيام العام، إذ تبدأ الأفواج بالتوافد بعد صلاة التراويح بمسجد الحسين وحتى الفجر، ما يجعل المقاهي تشهد زخمًا كبيرًا في تلك الساعات على وجه التحديد. والمشروبات المفضلة هي التمر هندي والعناب والعرقسوس إلى جانب السحلب والشيشة حيث تعد من الأشياء التي لا غنى عنها.

ويلفت سمير محسن أحد رواد المقهى أن أسعار المشروبات زادت بدرجة كبيرة، بل تساوت بين المصريين والأجانب، وصار الجميع يتعامل بأسعار سياحية، ويعد الشاي أرخص المشروبات، واختياري لمقهاي الحسين يأتي من أجل أن تستمتع أسرتي بجو رمضاني في أجواء روحانية ومبانٍ تراثية عتيقة.

مقهى الحرافيش

ويعد مقهى الفيشاوي أشهر المقاهي في القاهرة والذي يشهد دائمًا زيارات مستمرة من قبل الجمهور، ويرجع تاريخ بنائه إلى نحو مئتي عام، وتحديدًا عام 1797، وزاره العديد من الشخصيات الشهيرة والمعروفة مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومجموعة الأدباء يتقدمهم نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، يوسف إدريس، ومن الفنانين كمال الشناوي، وعزت العلايلي، وكمال الطويل، محمد الموجي.

والمقهى الذي سبق أن كتب عنه نجيب محفوظ رواية الحرافيش، من أشهر المقاهي التي يرتادها المصريون في رمضان وغيره، ويتميز بأن كل ركن فيه يحمل اسم أحد الرموز الثقافية، مثل ركن يوسف إدريس، وركن نجيب محفوظ، ومحمود السعدني، إضافة إلى ركن بيرم التونسي، إلى جانب صور أم كلثوم، ومنيرة المهدية، كذلك الركن البدوي الذي يتميز بديكوراته البدوية وطابعه العربي.

مقهى الزهراء

ويعد مقهى الزهراء الأشهر بمنطقة الحسين، وتنبع شهرته من وجود عدد من عازفي الناي والعود داخل جدرانه، لإضافة جو عربي أو شرقي داخله المقهى، وهناك مقهى أم كلثوم الذي يحمل اسمها إلى جانب العناية بأغانيها والحرص على وجودها دائًما.

والمظاهر التي غالبًا ما تنتشر بتلك المقاهي هي الجلوس على المناضد بعد الإفطار، ليتبادل اللاعبون الأدوار في ألعاب مثل الدومينو والكوتشينة والطاولة، وغيرها لأجل التسلية وتمضية وقت ممتع، والاستمتاع بالمشروبات والمكيفات مثل الشيشة والقهوة والشاي.

وتقدم بعض المقاهي الإفطار لجذب المزيد من الرواد، بأكل مصري مميز يجذب السائح الأجنبي والمواطن المصري، وتتواجد بشكل أساسي المحاشي واللحوم والفراخ المشوية والمكرونة والأرز والخضار، وحلويات رمضان مثل الكنافة والقطايف وأيضًا الأرز باللبن.

وتعتبر الشيشة الصديقة المفضلة لكثير من الساهرين والمتسامرين، وتتوفر عدة أنواع منها الجيراك ويفضله السائح السعودي والكويتي، والتومباك للسوريين، والشيشة المعسل فيطلبها الإيطاليون والإسبان، والتفاح يطلبه اليابانيون، والشيشة ذات النكهات الجديدة مثل الموز والمانجو والأناناس فغالبًا ما تطلبها النساء.

سحور وغناء

وفي السحور توفر المقاهي أيضًا الفول والفلافل الذي يعد السحور الرسمي للمصريين في رمضان، من أجل ضمان استمرار الزبائن حتى موعد آذان الفجر. ولم تكتف المقاهي بتقديم خدماتها العادية، بل أضافت ما يجذب زبائنها خلال الليل من أجل تشجيعهم على زيارتها، وفي محافظة أسوان تتفنن العديد من المقاهي بفقرات غنائية وفنية وإنشادية، في بلد يضم أكثر من مليون مقهى، والبداية الحقيقية لها كانت في العصر العثماني، إذ جذبت آنذاك أفراد الطبقة الوسطى والتجار.

Email