تدني الأجور وانفلات الأمور يعمقان المشكلة

اقتصاد فلسطين المتأزم يصادر بهجة الصوم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم المكانة العظيمة للشهر الفضيل في قلوب الفلسطينيين غير ان بهجة رمضان في هذا العام غابت عن الوجوه في الاسواق، وتلاشت الحفاوة بالاجواء الايمانية والطقوس الروحانية التي صادرتها الأوضاع السياسية الصعبة والأحوال الاقتصادية المتأزمة وارتفاع الاسعار المبالغ فيه للسلع الأساسية لاسيما اللحوم والدواجن والخضراوات الامر الذي نغص فرحة المواطنين.

وشكل تدني الأجور في ظل انفلات الأمور في الأسواق والخوف من الحاضر والمستقبل سياسيا واقتصاديا، محور حديث الجميع، ومع مضي الثلث الأول للشهر الفضيل، بات الناس يلتقطون من السلع قليلها، وبما يتناسب مع الأقل من المال الذي في جيوبهم مقارنة بالاسعار الملتهبة، التقت البيان بمواطنين وتجار للسؤال عن أحوالهم في أيام الصوم الماضية وكيف هي أوضاعهم الآن؛ قال الموظف براء طاهر وهو يحاول شراء خضراوات: «رمضان هالسنة أصعب شوي، لانو وضع البلد غير مستقر اقتصاديا، الرواتب متدنية والغلاء مبالغ فيه بأسعار اللحوم والمواطن مثل ما هو. بس الله ما بنسى حدا، الجار بحن على جارو، ويلي بينقص عند حد، الكريم من أهل البلد بيكملوا من عندو، وبلدنا ما تخلا من الخير وأهل الخير».

وضمت آمنة التي تتسوق بصحبة ولديها الصغيرين صوتها لبراء قائلة «ارتفاع الاسعار مش طبيعي خصوصا الدواجن واللحوم، بالنسبة لتوفر السلع كلها موجودة واسعارها مقبولة نوعا ما، بس اللحوم والدواجن والخضار مرتفعة جدا». وقالت الحاجة ام خليل: «احنا عايشين في الذياق – بحالة صعبة، فالاسعار مرتفعة كثيرا، كيلو العنب بعشرة شياكل واللحوم بـ65 شيكلاً للكيلو وكيس الطحين بـ200 شيكل، الله ما قال هيك، بدنا نموت حالنا تعب في الشغل على شان نقدر نعيش، بس احنا ان شاء الله صامدين في بلادنا وبدنا نعيش في هالبلد شو ما تكون».

ابتهاج أقل

واشار الشاب محمد خلال مروره بالسوق «في ظل ظروف اقتصادية صعبة واجواء غير عادية رمضان مش مثل كل سنة، في السنوات الماضية الابتهاج كان اكثر ولكنه عام عن عام بيقل. رمضان صار بالنسبة للتجار شهر الغلاء ورفع الاسعار وتحقيق الربح والتحكم بالناس. والسؤال المهم لماذا اسعار اللحوم والخضراوات مرتفعة مقارنة بالرواتب والأجور؟ طبعا هذا بيزيد الضغط والاعباء على المواطن ورمضان مناسبة دينية الا ان البعض جعلها تثقل كاهل المواطنين بسبب المتطلبات الكثيرة».

ولم تقف الشكوى عند المواطنين فحسب، فالتجار ايضا يتذمرون من الحالة الاقتصادية والأوضاع المترهلة، اذ يقول اياد زلوم صاحب ملحمة في رام الله «ايام زمان مش زي اليوم، كان الاسبوع الاول من رمضان يكون فيه نشاط وحركة وبركة اليوم مش بالمستوى المطلوب، الحركة ضعيفة جدا وارتفاع اسعار اللحوم والدواجن، فالدجاج غال واللحمة والخضرة كذلك، الله يعين الناس، ودخل رمضان في نص شهر، وما في رواتب». وعن مشكلة ارتفاع سعر الداوجن قال «قبل أربعة شهور كان الدجاج رخيص ثمن الكيلو 11 شيكلا والمزارعون اليوم غلوه، احنا بنبيعه بـ18 ونربح فيه نص شيكل بالكيلو وغيرنا بيبيع الكيلو بـ20، ولغلائه قل الطلب عليه، فالمواطن يلي كان يشتري ثلاث جاجات صار يشتري وحدة بس».

لحوم مجمدة

وقال خليل حسونة صاحب سوبرماركت في رام الله «التصاريح لاسرائيل اضرت حركة السوق وهذه ضربة اقتصادية النا، كل الناس بدها تنزل على القدس وتل ابيب واحنا هون بلا زباين وارتفاع اسعار اللحمة حوالي 20 شيكلا جعل اللحوم المجمدة بقيت مثل ما هي، لهيك قل الاقبال على الطازجة وزاد على المجمدة والفرق كبير بالسعر».

غياب البسمة

لخص الخريج الجامعي علاء لدادوة الذي يعمل على بسطة لبيع الفواكه والخضار بسبب البطالة وتردي الاوضاع الاقتصادية، الاجواء العامة بقوله: «اقبال الناس ضعيف جدا، ومش مبين في وجوهم رمضان، لانو الوضع الاقتصادي سيئ جدا، وفي غلاء كبير وخاصىة المواد الاساسية، بسبب احتكار فئة من التجار لأغلب السلع وضعف الرقابة، والامور السياسية مخيفة جدا والوضع المادي مترد، والايام المقبلة لا تبشر بخير أيا كان سياسا أو اقتصاديا لذا أثر على نفسيات الناس، وجعل البسمة تغيب عن وجوهم».

Email