"المباركية".. كويت الحاضر بعبق الماضي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 «المباركية».. في وسط العاصمة الكويت، من الأماكن التي تحمل معنى آخر خلال رمضان باعتباره معدناً نفيساً حفره الزمن في النفوس، ففي المكان ترى الزحام الشديد بجميع «الأزقة» المتفرعة منه، بسبب استقطابه المتسوقين والمتجولين من كل حدب وصوب، لقضاء وقت ينبشون فيه ذاكرة التاريخ، للكويت القديمة وسط أجواء شعبية مصاحبة لمكان مليء بعبق الماضي ويزداد ازدهاراً بالشهر المبارك.

ومنذ اليوم الأول لشهر الصوم تتحول منطقة المباركية إلى ملتقى يجمع الأهل والأصدقاء من مواطنين ومقيمين وعائلات، حيث المقاهي والمطاعم والمشروبات والمأكولات الشعبية ويتجاذبون اطراف الحديث في الهواء الطلق ويتناولون الطعام، ويسهرون حتى اللحظات الأخيرة من وقت الإمساك.

والمباركية من المواقع التراثية القديمة، ويقع سوقها في قلب مدينة الكويت (منطقة القبلة)، وتعود تسميته بذلك نسبة إلى الشيخ مبارك الكبير، ويجد الزائر فيه جميع احتياجاته من سلع ضرورية وتراثية وهدايا وتحف ومجوهرات من الفضة والذهب وملابس شعبية وغير شعبية وخزفيات ومشغولات يدوية ومأكولات غذائية بمختلف اصنافها من اسماك ولحوم وخضروات وفواكه وتمور وعسل وعصائر، بجانب البخور والعطور ولوازم التجميل.

ويرى زوار المباركية ان المحلات التي تندمج مع بعضها البعض لتشكل لوحة فنية رائعة، تتميز بتوافر جميع متطلبات اي اسرة من مواد غذائية ومسلتزمات اخرى، الأمر الذي يجعله الأكثر ارتياداً بين الأسواق الأخرى خاصة في ليالي رمضان، لما للمكان من نكهة تراثية خاصة بين اسوار السوق القديمة.

حيث تمثل الحياة البسيطة التي كان يعيشها اهل الكويت في الماضي بعيداً عن التكنولوجيا والحياة المعقدة التي نعيشها هذه الأيام والتكلف والتظاهر بين الناس. ورغم تحديث سوق المباركية ومحيطه، إلا انه حافظ على هويته، إذ لايزال الكثير من الرعيل الأول يأتون إلى المكان لأنهم لا يشعرون بالراحة النفسية، لما تحمله تلك «الأزقة» من ذكريات جميلة تعيدهم إلى الماضي الجميل ببساطته ونقائه.

«البيان» جالت بين جنبات السوق القديم ذي الطابع الهندسي الفريد والمميز، من حيث طبيعة الممرات والمحلات والدكاكين وأسقفها المغطاة بالخشب والجندل والباسجيل، بأشكال هندسية جميلة، وحتى ملابس من يعملون في تلك المحلات، بل وزاره أيضاً الأطفال الذين يحرصون على ارتداء الملابس التقليدية.

بساطة مزدوجة

قال أحمد خليل: أعمل بالمباركية منذ سنوات طويلة، ولا أرغب بالعمل في غير هذا المكان، لبساطته وبساطة الناس هنا، فالناس يأتون إليه عشقاً للتراث القديم، بعضهم يتأمل الماضي والأماكن التاريخية لساعات ويتجول بين أماكنه المختلفة أو يجلسون على مقاهيه ليستمتعوا بالأجواء الرمضانية الجميلة التي لا تجدها إلا في المباركية.

وتقول مها فاضل أنا من عشاق السوق، ولا أفارقه نهائياً، وأحرص على الحضور هنا في رمضان أو غيره من اشهر السنة، الا ان المتعة في رمضان أكبر بسبب لياليه الجميلة، اضافة لمتعة أبنائي، أقضي حوائجي دون عناء لتوفر ما أحتاجه في مكان واحد، وبأسعار مناسبة جدا.

أدعو أخواتي وأقربائي وأسرهم لتناول وجبة السحور، فالمأكولات طعمها لذيذ ما يجعلها تتميز به عن سائر الأماكن، فالجميع يشتاق إلى الموائد الكويتية التقليدية البعيدة عن التكلف. ويشير بائع المسابيح جعفر محمد إلى انه يعمل في المباركية منذ سنوات ويعتبر رمضان موسما يعدل العام كله، ورواد المكان يقصدونه لشراء الأحجار الكريمة وخاصة المسابيح، وانا حريص على أن توفير جميع الأنواع والأحجام والأشكال التي يفضلها الناس.

ويؤكد فيصل الناصر انه يستمتع بوجوده مع عائلته في المباركية والجلوس على المقاهي، بينما الأولاد وامهم يقومون بالتبضع، وقال على الرغم من أنه لا توجد بالمقاهي مكيفات الا ان المراوح الموجودة في الممرات لا تشعر الناس بالحر، خصوصا أنها ذات نظام خاص ترسل مع الهواء رذاذ ماء يجعل الطقس جميلاً وممتعاً.

علامة مميزة

تبقى العلامة البارزة والمميزة للمباركية وعشاقه، الابتسامة التي تعلو على محيا الوجوه، مصحوبة بمباركة وتهنئة خالصة بالشهر الفضيل، متمنية أن يعيده الله على المسلمين بالخير والبركة، وكل عام وأنتم بخير.

Email