التهاب الحرب والأسعار يقلقان صوم العراقيين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 أجواء حرب أهلية تعم معظم أرجاءالعراق، والرعب ينتشر في كل مكان والاستقرار حلم بعيد المنال، والتحسب للمجهول هاجس دائم، وفي الوقت نفسه هناك من يستغلون الأوضاع والطقس الخانق بحرارة الصيف، المفعم برائحة الدم، ليرفعوا الأسعار، وليضاعفوا معاناة الناس في شهر الصيام والقيام الذي بدأت أيامه، بانعدام شبه تام للخدمات الضرورية، ومستلزمات العيش، وحتى الأمن المفقود منذ سنوات.

تلك حال العراقيين في الشهر الفضيل الذين استقبلوا أيام هذا العام بالصدمة والذهول.

وقد أبدى مواطنون مشاعر متباينة حيال أوضاع بلادهم، بين تفاؤل ببركات رمضان لتمنحهم الأمان، ومخاوف من تفاقم العمليات المسلحة التي وصلت إلى الأزقة والبيوت، ومأزق ارتفاع أثمان المواد الاستهلاكية، وتعطل الكثيرين عن العمل وفقدانهم لمصادر أرزاقهم، جراء الأوضاع الأمنية المتردية.

ويقول الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية الدكتور فلاح الربيعي:"أي متغير في البلد يجره إلى اضطراب ويجعله عرضة لصدمة، وفق المصطلح الاقتصادي، وهي تأتي من عوامل خارجية أو داخلية كالحروب والاعتداءات التي يواجهها الناس".

فالمتغيرات بطبيعة الحال تنعكس على جميع الأنشطة الاقتصادية، وتحديدا الإنتاج، ونقص المستلزمات، وتأثر الاستهلاك اليومي للمواطنين بظروف الاضطرابات نتيجة صعوبة وصول المواد الغذائية إليهم".وبوادر الشح بدأت تظهر، وتأثيراتها ستولد "شفت"، أي الانتقال السالب، وموجات تضخم، بفعل نقص المواد.والعامل الآخر للتضخم يأتي بفعل الشائعات التي تروج للشح، وظروف الدولة وقلة الالتفات للشرائح المدنية، وكلها عوامل تثير قلق المواطنين وتخوفهم على أمنهم الغذائي.

استغلال الظروف

ويقول المواطن رعد ناجي، صاحب متجر لبيع المواد الغذائية: يلمزنا المواطنون أحيانا باتهامات مبطنة وإشارات باستغلال حاجة العائلات المتزايدة من المواد الغذائية، وذلك ليس صحيحاً. فمبدأ العرض والطلب معروف في اقتصاد السوق، وكلما زاد الطلب على أي منتج، فأسعاره ترتفع تلقائياً نظرا للحاجة إليه، ورفع الأسعار عادة من بلد المنشأ أو تجار الجملة.

ولا يرى شاكر العلاف، أحد التجار بوادر تهافت من المواطنين على اقتناء ما يحتاجونه من سلع استهلاكية في رمضان، فهناك زيادة على بعض المواد الاستهلاكية الضرورية مع الأزمة الأمنية وما حدث بالموصل ومدن أخرى.

والأزمة أثارت مخاوف المواطنين، وخشيتهم من شح المؤن، إلا أن تأكيد جهات معنية بمعاقبة التجار المتلاعبين بقوت الشعب، والأنباء عن وصول بواخر محملة بالمواد الغذائية، وافتتاح معابر حدودية لاستقبال شاحنات سلع متنوعة، كل ذلك أدخل بعض الطمأنينة في النفوس، وهي بوادر ايجابية .

والمتابع لحركة السوق في بغداد، يرى أن الإقبال على شراء المواد الغذائية الاستهلاكية الضرورية ليس بمستوى الإقبال على سلع رمضان وفق عادة السنوات الماضية، فتخوف المواطنين وانخفاض مستوى دخل الفرد، واضطرابات البلد كلها عوامل تثير عدم استقرار وطمأنينة.

Email