احتقانات السياسة بمصر تنعكس على السوق

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 يُعتبر الياميش، أحد أهم المظاهر والسلع المرتبطة برمضان، وعادة ما يزداد الإقبال عليه خلال الشهرالكريم، ومع أن الأسواق والمحال التجارية امتلأت عن آخرها بالمواد الاستهلاكية الخاصة، وعلى رأسها التمر وقمر الدين وخلافه، إلا أن هناك ركودًا واضحًا عبّرت عنه الحالة العامة في مصر.

وقد تسبب غلاء أثمان السلع في ركود السوق، الذي أرجعه التُجّار والخبراء إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، وزيادة الضريبة الجمركية على الصادرات من الياميش والمنتجات الرمضانية بنسبة 30%.

وأكد رئيس شعبة العطارين باتحاد الشعب التجارية رجب العطار، أن مصر استوردت العام الماضي ما يقرب من 7 آلاف طن ياميش، رغم أنها كانت في عام 2012 استوردت 4400 طن، الأمر الذي أدى إلى تراجع أسعار الياميش في العام الماضي، وتم استيراد 20% فقط في العام الحالي؛ بسبب ارتفاع أسعار الياميش في دول المنشأ، فضلًا عن عدم توافر العملة الصعبة. وكانت مصر تستورد «قمر الدين» من سوريا قبل الأزمة، والمشمشية والبندق من تركيا، وعين الجمل واللوز من أميركا، والزبيب من تركيا والصين وإيران، وجوز الهند من الفلبين.

وأشار نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية جلال عمران، أن أغلب المواد الغذائية شهدت ارتفاعًا بالغًا في القيمة الشرائية، حتى تلك التي لا ترتبط برمضان، وبالطبع فإن التُجار يستغلون «الموسم» ويرفعون أسعار المواد الغذائية، ولذلك حدث الركود في السوق لارتفاع الأسعار بصورة كبيرة.

وأعلنت الغرفة التجارية بالقاهرة، عن إنشاء مرصد لمتابعة السوق، خاصة في القطاعات الأساسية مثل المواد الغذائية واللحوم والدواجن والأسماك والعطارة؛ طوال أيام رمضان؛ للوقوف على مدى توافر السلع.

وبحسب تقرير الغرفة أيضًا، فإن كمية المواد المستوردة من دول المنشأ تراجعت بنسبة 80%، بسبب انخفاض كميات المحاصيل في دول المنشأ، لتتراجع معها تعاقدات استيراد الياميش بنسبة تصل 50 %، حيث تم إنفاق ما يُقارب 150 مليون دولار، في مقابل 300 مليون دولار في العام الماضي، وذلك في إشارة واضحة لعزوف المستوردين عن الاستيراد، وعليه فإن أسعار الياميش سترتفع على المواطن بنسبة بين 30و50 % عن العام الماضي.

مقاطعة جماعية

ووسط تلك الأزمة الطاحنة التي يواجهها المواطن، أعلنت جمعية حماية المستهلك في الإسكندرية، تدشين حملة لمقاطعة ياميش رمضان، احتجاجًا على رفع أسعاره بشكل مبالغ فيه في أسعار هذا العام، وتهدف الحملة إلى تحريك الرأي العام تجاه الفجوة بين قدرة المواطن وأسعار السلع في رمضان وما بعده. وأعرب تجار الياميش عن الخسارة الكبيرة التي تعرضوا لها، نتيجة ارتفاع الأسعار التي يقدرون أنها زادت بنحو 200 % عن سعرها الطبيعي عن العام الماضي.

السيسي يكسب!

وعلى صعيد ذي صلة، واصل التُجّار إطلاق أسماء الشخصيات السياسية البارزة على أنواع البلح المختلفة، استغلالًا للأحداث السياسية الحالية التي تمر بها مصر، وانشغال الجميع بالشأن السياسي، فكان البلح الأغلى هو «بلح السيسي» الذي يبلغ سعر الكيلو منه 20 جنيهًا هذا العام، فضلًا عن أسماء أخرى لأنواع مختلفة منه أطلقها التُجار، مثل بلح عدلي منصور وبلح الثورة، وبلح بشرة خير، وبلح الشعب و25 يناير، وما إلى ذلك، كما أطلق بعض التُجار على نوع رديء ورخيص الثمن اسم بلح الإخوان.

Email