أسواق وأذواق

الأسعار تنافس حرارة الطقس في صيف الخرطوم

تراجع الدخل وارتفاع الأسعار يصيب أسواق رمضان بالفتور

ت + ت - الحجم الطبيعي

 رغم حالة الركود وضعف القوة الشرائية التي تعيشها الأسواق السودانية، إلا أن الارتفاع المتواصل للسلع الاستهلاكية، يمثل هاجساً لمرتادي الأسواق من شريحة الأسر محدودة الدخل أو بالأحرى من هي تحت خط الفقر. ورغم مرور أيام من الشهر الفضيل فإن الأسعار لا تقل سخونة عن طقس البلاد الحار جداً. وفي ظل المعاناة التي يعيشها الصائمون، ارتفعت الأصوات مطالبة السلطات الحكومية بالتدخل لكبح جماح الأسعار وإطفاء لهيبها. وفي الوقت نفسه أكد مسؤول اقتصادي في ولاية الخرطوم أن تجربة أسواق الأحياء المدعومة أسهمت في تخفيض أسعار بعض السلع الضرورية بشكل كبير.

وكشفت جولة «البيان» في أسواق العاصمة الخرطوم حركة خجولة، والملاحظة التي لا تخطئها العين، تراجع موجة الشراء وقلة مرتادي المحال التجارية، بعكس ما كان في السابق. الأمر الذي عزاه التجار إلى ارتفاع الأسعار وارتفاع قيمة الدولار خصوصاً مع بداية العام الدراسي الجديد الذي يتطلب من العائلات بحسب أحد التجار ميزانية خاصة لتجهيز مستلزمات التلاميذ والتي لا تقبل التأجيل..

وعند سؤالنا عن الأسعار في ظل حالة عدم الشراء التي تعانيها أغلب المحال كانت الإجابة مدهشة.. حيث أشار أحد التجار إلى أن موجة غلاء إضافية اجتاحت الأسواق بسبب السلع الاستهلاكية التي تضاعفت أسعار بعضها مقارنة بالأشهر القليلة الماضية، وكان النصيب الأوفر للزيوت، حيث ارتفعت أسعارها بشكل خيالي بلغ خلاله سعر عبوة زيت الفول 36 رطلاً 325 جنيهاً، مقارنة بـ170 جنيهاً في بداية العام الجاري. وشهدت أسعار الزيوت المستوردة ارتفاعاً ملحوظاً بلغ فيه سعر العبوة 36 رطلاً 260 جنيهاً.

وعزا بعض التجار في الخرطوم الارتفاع المطرد لأسعار الزيوت إلى ضعف إنتاج المحاصيل الزيتية للموسم الماضي، بسبب شح الأمطار في كثير من المناطق الزراعية إلى جانب تأثر مناطق الإنتاج بالنيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور بالأوضاع الأمنية المتدهورة. وطالت زيادة الأسعار الألبان الجافة وكذلك أسعار الشاي الذي بلغ سعر الرطل 28 جنيهاً مقارنة مع 17 جنيهاً العام الماضي، وكيلو العدس 20 جنيهاً مقارنة مع 10 جنيهات خلال الأشهر القليلة الماضية.

تطبيق القوانين

وطالب المواطن علي أحمد الذي التقته «البيان» في سوق أم درمان السلطات بتطبيق القوانين وفرض رقابة على الأسواق منعاً للمزيد من التلاعب بالأسعار، وإجراء إصلاحات اقتصادية من شأنها معالجة الخلل الذي تعاني منه الأسواق، وإحداث استقرار في سعر صرف العملة الأجنبية وأضاف «حتى لو أردت أن تشتري صحن فول تجده غالياً وعندما تسأل عن سر زيادة قيمته يكون الرد حاضراً ارتفاع سعر صرف الدولار».

وقال مدير القطاع الاقتصادي في ولاية الخرطوم الدكتور عادل عبدالعزيز: إن السلطات ابتكرت فكرة الأسواق المتحركة في الأحياء، لتخفيف الضغط على المستهلكين، وقد أسهمت بالفعل في خفض أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 15 إلى 25% مقارنة ببقية الأسواق. وقال إنها عملت على خفض أسعار السكر والزيوت والأرز والعدس واللبن الجاف والشاي بنسبة تصل إلى 25% والخضراوات واللحوم البيضاء والبيض بنسب تتراوح بين 25 و40%، وغاز الطبخ بواقع 25 جنيه للأنبوبة، وأشار إلى أن أكثر من 600 ألف أسرة قد استفادت بصورة مباشرة وغير مباشرة من تلك الأسواق.

Email