رمضان شهر الحراك في الكويت

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لشهر رمضان في الكويت خصوصية تختلف عن باقي الأشهر، الهجرية منها والميلادية، فيكثر فيه الحراك الديني، وتنشط أعمال جمع التبرعات الخيرية، ورحلات السفر لأداء مناسك العمرة، وتفيض المساجد بالمصلين. وفيه أيضاً تتسابق المجمعات والجمعيات التعاونية في مهرجاناتها التسويقية للسلع، فتنخفض الأسعار بنسب كبيرة، فضلاً عن الجوائز العينية التي تقدم للمساهمين، ويشتد التنافس بين الجمعيات من حيث تقديمها لأكبر التخفيضات وأفضل السلع، وتخفيض الأسعار يصل نسبة تزيد على 50 في المئة، بينما في باقي الأشهر تزداد 100 في المئة!

ومن الجمعيات التعاونية إلى القنوات الفضائية والحراك الفني، فقد غدت المسلسلات الدرامية وملحقاتها من برامج المسابقات والكوميديا وغيرها جزءاً من هوية رمضان، فطوال السنة تخف وتيرة إنتاج الأعمال الفنية وكأنها والفنانين في إجازة، حتى يأتي رمضان فتنهمر شلالات المسلسلات، فلا تعرف ماذا تتابع!

ولأن للمسلسلات الدرامية والفكاهية وغيرها متابعين، فإن الإعلانات التجارية تنشط كذلك، فهي إنتاج فني من نوع آخر، يجد في رمضان وقتاً جيداً للترويج، فتتسارع الشركات الكبرى إلى إبراز منتجاتها وخدماتها على الشاشة الصغيرة، وتقدم خدمات خاصة وميزات مرتبطة بالشهر الفضيل، حتى الشركات المتعثرة مالياً تجد لها حضوراً مميزاً في إعلاناتها يخالف واقع مركزها المالي!

رمضان غير

ويتفق الجميع على جملة واحدة وهي »رمضان بالديرة غير« ذلك لأن الشهر يتميز بعادات وتقاليد جميلة لا تؤثر على أداء العبادات من صوم وصلاة وتراويح وقيام الليل، ويحرص أهل الكويت على تخليدها جيلاً بعد جيل، ويدأب الكثيرون على إحيائها في رمضان تحديداً، فهي بمنزلة استحضار للماضي الجميل بكل تفاصيله، من أزياء تقليدية وأطباق شعبية واحتفالات رمضانية خاصة لا تزال موجودة حتى وقتنا الحالي فالعديد من العائلات الكويتية لاتزال حريصة على إحيائها في الشهر المبارك، لما لها من وقع محبب لدى الكبار والصغار على حد سواء.

الحصيرة والنقصة

قديماً كانت الأسر الكويتية تعد العدة للشهر الكريم، من تجهيز للقريش وشراء أوانٍ جديدة للطبخ من »جدور« وغيرها من المستلزمات، وكانت المرأة هي المسؤولة عن تدبير المنزل من الألف إلى الياء، إذ نجدها تستيقظ في الصباح الباكر بعد أدائها صلاة الفجر، لإعداد وجبة الفطور، وبعد أن يعلو صوت المآذن إيذاناً بالإفطار، نجدها جهزت »الحصيرة« وقدمت الطعام لزوجها وأبنائها، ليس هذا فحسب فقد كانت آنذاك حريصة على تقديم »نقصة« من طعامها لجيرانها وفي حال جاءتها »نقصة« من إحداهن استوقفت صبيتهم وبادرتهم »بنقصة« من وجبتها.

ولا ينتهي نشاط ربة المنزل إلى هذا الحد فحسب، فقد كانت حريصة على زيارة الأهل والجيران، تطرق الأبواب باباً تلو الآخر لتبارك لأهلها وأحبابها بقدوم الشهر، ومن ثم تعود إلى منزلها لتعد وجبة السحور لزوجها وأبنائها، وكانت دؤوبة تختلف عن ربة المنزل في وقتنا الحالي، التي انغمست مع متطلبات العصر ورتم الحياة الذي اختلف كثيراً عما كان عليه في الماضي، ولكن على الرغم من ذلك نجد الكثير منهن حريصات على إحياء تلك العادات الجميلة عبر تقديم وجبة الفطور وتزويدها بالأطعمة الشعبية »كالتشريب« و»الهريس« و»الجريش« و»اللقيمات« و»صب القفشه«.

Email