تواتر الأزمات يحرم اليمنيين بهجة الصيام

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على غير ما كانت عليه الأيام التي تسبق رمضان في اليمن في السنوات الماضية، فإن قدوم شهر الصوم هذا العام جاء محملاً بالأزمات الاقتصادية المركبة والتي فرضت نفسها على أوضاع الناس المعيشية بشكل عام. فالأسواق في صنعاء وان امتلأت بالمواد الغذائية المتنوعة ومنها المستورد والآخر المحلي، إلا أن الإقبال على الشراء يلاحظ انه جاء ضعيفاً جداً، فالأزمة الاقتصادية التي تمسك بخناق الكثيرين..

وتكاد تفتك باليمنيين جميعاً، ألقت بظلالها على الوضع العام. وما عقد الأمور أكثر، وزاد من حجم المعاناة، الأزمة المتمثلة في الانقطاع المتكرر إن لم نقل الدائم للتيار الكهربائي، حيث تصل ساعات الإطفاء إلى عشر ساعات في اليوم. ولم يفق المواطنون من كابوس تردي أوضاع الكهرباء، حتى انضمت أزمة الوقود إلى قائمة الأزمات التي تزيد أوجاع اليمنيين، وتقلق مضاجعهم المنهكة أصلاً.

وتضاعف حيرتهم في مشاهد الممكن والمستحيل حيث المقارنة بين الدخل الشحيح، والارتفاع الجنوني في الأسعار، ورغبات العائلات خاصة الأطفال في تلبية الاحتياجات الضرورية تحديداً وليس التطلع لمرحلة الرفاهية.

أنواع مختلفة

المحلات التجارية لا يبدو علي أصحابها الاستعجال في توفير متطلبات رمضان بكميات كبيرة، واكتفت غالبيتها بعرض أنواع مختلفة من التمور، والتي ترمز في العادة لحلول الشهر الفضيل. وما يدعو للتأمل عديد اللافتات الخاصة بالجمعيات الخيرية التي تنتشر في شوارع العاصمة والمدن والبلدات القديمة وحتى الأزقة والحواري، حيث تعلم بضائقة الناس الحياتية وظروفهم المعيشية الصعبة، فتبنت مشاريع إفطار الصائم وموائد الرحمن في كل مكان، وتدعو الجمعيات الأثرياء والمحسنين إلى المساهمة في مشاريع الخير، والتي يغلب على الكثير منها الصبغة السياسية لجماعات الإسلام السياسي.

الخيار الصعب

يقف عبد الباسط ع العامل في إحدى البقالات لفترة طويلة أمام باب المحل المكتظ بكميات كبيرة من المواد الغذائية ليراقب حركة البيع، فالزبائن على قلتهم لا يشترون وإن فعلوا ذلك فعلى استحياء ويقول: الناس لا يمتلكون شيئاً ومن كان يشتري بخمسة آلاف فهو لا يقوى الآن على الشراء بأكثر من ألف ريال، فالمرتبات والدخل لم يعد يكفي لشراء المواد الغذائية أو شراء الوقود لمولدات الكهرباء وحتى أنبوبة الغاز.

أسباب مالية

وفي كل عام كان الناس يشترون كميات كبيرة من المواد الغذائية خصوصاً المتعلقة بأكلات محببة في رمضان، إلا أنهم هذا العام قللوا الكمية بشكل واضح لأسباب مالية. والناس بدلاً من الشراء بالجملة باتوا يشترون بالتجزئة لعدم وجود الأموال الكافية لتغطية نفقات احتياجات الشهر الفضيل.

يقول محمد الأهدل وهو موظف حكومي: رمضان شهر الرحمة وليس مناسبة للأكل حد التخمة، وما نأكله في أيام السنة العادية، سوف نأكله في هذا الشهر.

فأوضاعنا لا تسمح لنا بالرفاهية، وشراء ما كنا نشتريه أيام الوفرة في سنوات خلت، فالمرتب حالياً لا يكفي لتغطية نفقات الشهر الكريم ولا لتغطية شراء ثياب جديدة للأطفال عند حلول العيد. ونتمنى من الله أن يخفف علينا الغلاء، فغالبية الناس لم تعد قادرة على توفير الأشياء الضرورية، ناهيك عن الكماليات.

انتهاء الصلاحية

 توفر معظم المحلات مواد واحتياجات صناعة أكلات مثل السمبوسة، وشوربة القمح، والشفوت «رقاق الخبز مع اللبن» والعصائر المتنوعة، بينما تبقى اللحوم عصية على ذوي الدخل المحدود، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير. في ظل غياب تام للرقابة لوقف التلاعب بأسعار السلع. وفي جانب آخر يستغل ضعفاء النفوس فقر الناس وعدم قدرتهم على الشراء، بإغراق الأسواق ببضائع منتهية الصلاحية.

Email