بعضهن يتخذنها فرصة للبحث عن عريس

تراويح المصريات بين فضائل الدين وحوائج الدنيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكثير من المصريات لا يجدن الفرصة الكاملة لأداء الصلوات الخمس بانتظام في المسجد، إلا أن الغالبية منهن يغتنمن فرصة شهر رمضان لأداء صلاة التراويح والتهجد، تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى، لاسيّما في الأيام العشر الأواخر من الشهر المبارك، ومع ذلك لا تخلو المصليات النسائية في جلسة الاستراحة بين التراويح أو بعد الانتهاء منها من جلسات سمر وتعارف وأشياء أخرى.

فهناك الفتيات اللاتي يتخذن الموقف فرصة للتعرف على خاطبات بحثاً عن عريس وأخريات يأتين متبهرجات وان كن غير متبرجات للفت الأنظار إليهن، وخلال التراويح التي تحولت من عبادة إلى عادة، إذ اختلط الأمر لدى كثيرات بين صلاة تعزز فضائل الدين، وفسحة من الوقت تقضي حوائج الدنيا.

"أحرص على المداومة على صلاة التراويح وفعل الخيرات في شهر الخير لأعوض تقصيري في بقية شهور العام".. بتلك العبارات بدأت الصحافية الشابة آيات عابدين، مضيفة: تضطرني طبيعة العمل ودوامة الحياة، بجانب سلبياتي الشخصية وأبرزها التقصير في طاعتي لربي، لذا أنتهز فرصة الشهر الكريم لزيادة الطاعات، وأجد في المداومة على صلاة التراويح في المسجد راحة نفسية تزيل عني ثقلاً رهيباً يجثم على صدري. وتتحسن حالتي النفسية كثيراً، وأشعر بانشراح وأنا أرى كثيرات يتسابقن على أداء الصلاة، إلا أن ما يضايقني أن البعض يتخلين عن الروحانيات وينهمكن في أحاديث جانبية وكأنهن في نادٍ رياضي أو في حفلة سمر.

روحانيات وحلويات

وتقول ريهام ممدوح: أحرص كثيراً على أداء صلاة التراويح في المسجد وليس البيت، لأنني أعيش أجواء روحانية تكسبني قدراً كبيراً من الخشوع، بخلاف صلاتي في البيت التي كثيراً ما أقطعها لأسباب مختلفة. وحرصي يكون كبيراً على الذهاب مع صديقاتي لأداء الصلاة، ويحرصن على الاستماع أيضاً إلى حديث الإمام في جلسة الاستراحة بين الركعات، والتي تتحول أحياناً إلى مناقشات فقهية توجه خلالها النساء تساؤلاتهن المكتوبة إلى الإمام الذي يجيب عليها سريعاً وبما يتناسب مع زمن الاستراحة.

وتعرب ريهام عن ضيقها من بعض النساء اللواتي يصلين معها، لانشغالهن بالحديث عن أحوالهن الأسرية، وما قمن بطبخه على مائدة الإفطار، أوما يتأهبن لإعداده في السحور! بينما تلفت المحاسبة مروة محمود إلى جانب آخر في التراويح، يتمثل عند الانتهاء من أداء الصلاة، إذ تبدأ كل مجموعة من النساء في الاطمئنان على بعضهن البعض، والحديث عن أحوالهن، بل وفي كثير من الأحيان تحضر كل واحدة منهن بعض الحلوى التي قامت بإعدادها بنفسها، ومن ثم تدعو زميلاتها في المسجد لتناولها، فيتحول المصلى النسائي إلى كرنفال للحلويات الشهية.

ضجيج وبكاء

وتبدي سمر محمود انزعاجها من بعض الأمور التي ترى أنها تفقد صلاة التراويح أجواءها الروحانية، فغالبية النساء يحضرن أطفالهن معهن، لاسيما الصغار والرضع تحديداً، ومن ثم فإن الأطفال غالباً ما يثيرون جلبة وهرجاً أثناء الصلاة، بينما ينفجر كثير من الرضع بالبكاء حينما تضطر أمهاتهن لوضعهن على الأرض لأداء الصلاة، الأمر الذي ترى "سمر" أنه يخرجها من الخشوع ويفقدها التركيز.

ولا يقتصر انزعاج سمر على الأطفال، بل يمتد أيضاً إلى كبيرات السن، اللاتي يمتعضن لأي سبب، بجانب خلافاتهن الدائمة مع أخريات حول طريقة الوقوف أو غيرها من المسائل الدينية، ولا يطقن ذرعاً أخطاء غيرهن، ويطالبهن بحسن الوقوف ومساواة الصف، بينما تعلن الباقيات عدم اهتمامهن لذلك.

وتشير منى شاكر إلى أنها لا تمتلك القدرة على صلاة التراويح وحدها في المنزل، قائلة: يغلبني شيطاني دائماً، وأظل أؤجل الصلاة حتى الفجر، أو يشغلني المنزل فأنسى الصلاة، لذا أحرص على أدائها في المسجد. وبعض النساء يعتبرن الصلاة نزهة تخرجهن من جو المنزل، ومن ثم يحولنها إلى جلسات سمر ودردشة، وربما نميمة، وهذا بالطبع أمر غير مقبول، ويتنافى تماماً مع صلاة التراويح ومع فضائل الشهر الكريم.

أخيراً توضح منال زكريا أنها ترتبط بأداء التراويح في المسجد بخلاف أي صلاة أخرى تؤديها بالمنزل، حيث تحضر مصحفاً لتقرأ مع الإمام حتى تختم القرآن مرتين الأولى مع الإمام والثانية وحدها. وتنتقد منال حضور بعض النساء للصلاة بثياب لا تتناسب مع وقار المكان، إضافة للبهرجة في الملابس، حيث إن العديد من الفتيات يعتقدن أن الصلاة لجذب العرسان، وتتحاور العازبات مع السيدات الكبيرات أملاً في الحصول على عريس مناسب، وهو ما يحول المسجد لمكان آخر ويفقده روحانيته التي نبحث عنها بين أركانه.

 

مآرب أخرى

تنتقد منال حضور بعض النساء للصلاة بثياب غير مناسبة، تتسم بالبهرجة اللافتة للنظر، وبعض الفتيات يعتقدن أن في الصلاة مآرب أخرى بل وفرصة للظفر بعريس، والعازبات يتحاورن مع السيدات الكبيرات بحثاً عن عريس مناسب، وكل سفاسف الأمور لتفقد المسجد روحانيته ومكانته.

Email