300 جنيه للإفطار على مركب يعبر النيل

خيام مصر تستقطب الجمهور ببرامج ترفيهية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل شهر الخير نفحاته التي لا تحصى، ومن أبرز الظواهر التي ارتبطت برمضان على مدى سنوات طويلة الخيام الرمضانية، وهي كلمة شائعة بين المصريين كانت تطلق على التجمعات الفنية والثقافية والإنشاد الديني وحلقات الذكر ودروس العلم. ثم تطورت في الفنادق والأندية الكبرى إلى ليال فنية واستعراضية، فأصبحت ملتقى العائلات والشباب للسهر والهروب من روتين الحياة اليومية، وتختلف فعالياتها على حسب المكان الذي يقيم الخيام.

وتتنافس كبرى الفنادق والأندية والكافيهات الشهيرة على جذب المصريين والعرب للاستمتاع بوجبات الإفطار أو السحور داخل خيامها الرمضانية، والتى تتراوح أسعارها بين 150 إلى 300 جنيه للإفطار، و150 للسحور، ومنها خيمة «Eat & barrel» بكافيه ومطعم إيت آند بريل التي تقدم وجبات إفطار وسحور، شاملة البرنامج الترفيهي على ضفاف النيل، لاسيما أن الخيمة توجد في مركب يعبر النهر من كورنيش الجيزة.

وهناك أيضا خيمة «ألف ليلة وليلة» بفندق فيرمنت نايل سيتي، وكذلك خيمة «جوز ولوز» بكافية كافيليني بصن سيتي مول، حيث تقدم قائمة طعام لاختيار ما يفضل الصائم منه. وتدخل المنافسة خيمة «فوانيس» بفندق سميراميس، والتي تقدم بوفيه مفتوحا في الإفطار، وتوجد الخيمة بفندق سميراميس إنتركونتينانتل بكورنيش النيل، جاردن سيتي. وخيمة «ليمونادا» بـ the lemon tree& co التي تقدم وجبات إفطار لا تشمل الخدمة والضريبة، أما عن وجبة السحور فهناك حد أدنى للطلبات في أيام الأسبوع العادية.

وتتواصل منافسات الخيم الرمضانية في مصر على جذب الصائمين، وتدخل في المنافسة خيمة «سيكويا» بسيكويا كافيه وخيمة 90، بينما تقدم خيمة «سمعة باشا» بالماريوت بالزمالك سحورا فقط يوميا من التاسعة مساء. وتقدم خيام السرايا بفندق لوباساج بوفيه مفتوحا في الإفطار بخلاف السحور، وحفلات فنية أيام الخميس والجمعة والسبت بحضور الفنانين، وباقي أيام الأسبوع يأكل الصائمون على أنغام الدي جي، بينما يقيم فندق الفورسيزون خيمة تضم فرقة شرقية تعزف الألحان الشرقية داخل الفندق من أجل إضفاء طابع مميز.

وتتعدد أنواع الخيم الأخرى المنتشرة في القاهرة، كخيمة فندق رمسيس هيلتون وخيمة ليالي رمضان التي يقيمها مركز شباب الجزيرة، والأخيرة تقدم عديدا من الفقرات الفنية بالتنورة إلى جانب العروض الغنائية. وتقدم خيمة المصراوية بالأزهر بارك عروضها الفنية وعروضا بالتنورة. وتعتبر خيمة سوليدير الأكبر في القاهرة حيث تتسع لنحو ألفي فرد، وتقدم فقرات فنية وتستضيف كبار المغنين. وتتضمن برامج جميع الخيام خاصة المقامة بالفنادق فقرات فنية، يحييها نجوم الغناء، منهم رامي عياش ووائل جسار وجو أشقر في بورتو كايرو مول، والمطرب الشعبي محمود الليثي.

خيام بلدي

ويوضح الموظف سيف جاد أن عائلته تعمل في مهنة الفراشة منذ عام 1994، وتقوم بفراشة الخيام بالأندية أو الفنادق، وكانت تصنع قديما من الخشب، أما الآن فيتم إنشاؤها بواسطة أعمدة حديدية مغطاة بالخيام مزركشة الألوان، وأحيانا تصنع على شكل البرجولات، أما بالنسبة للجلوس داخل هذه الخيام فقديما كانت الجلسة تستخدم الكراسي والمناضد، أما الآن فالجلسة المفضلة من خلال الكنب، موضحا أن الاستعداد لذلك الفرش يكون قبلها بأسبوع أو عشرة أيام لجعلها مكانا مناسبا للزائرين.

ولفت إلى أن هناك عديداً من الخيام البسيطة التي تعد أسعارها في متناول المواطن البسيط الذي يود تناول وجبة بسيطة سواء على الإفطار أو السحور والاستمتاع في الوقت نفسه بصحبة جيدة مع عائلته وأصدقائه، وتتواجد تلك الخيام بشوارع مصر القديمة على وجه الخصوص، وتقدم وجبات تتنوع أسعارها لتتناسب مع مختلف الشرائح الاجتماعية.

ويؤكد رئيس غرفة المنشآت الفندقية بالإسكندرية أن بداية رمضان ليست تماما مثل نهايته، إذ يزداد الإقبال في نهاية شهر رمضان بالتحديد، ومتوسط الإفطار للفرد داخل الخيام يبلغ 100 جنيه، بينما يقل مبلغ السحور عن هذا الرقم.

وتقيم بعض الشركات الكبرى الأخرى خيامها لتحقيق مكاسب او للترفيه عن موظفيها، وشركات الأدوية هي صاحبة نصيب الأسد في تلك الخيام، ورغم الإقبال الجيد على الخيام، إلا أن السنوات الماضية شهدت انخفاضا في أعداد الزائرين نتيجة الأجواء العامة.

طعام مفضل

ويوضح سعيد محمد مسؤول احد الخيام أن الطعام المفضل والأكثر طلبا داخل الخيام هو المشويات، سواء اللحوم أو الدواجن، وتعتبر الشيشة أحد المطالب الأساسية التي لا غنى عنها داخل الخيام، والعصائر الطازجة ويطلبها الأهل لأطفالهم، بينما يطلب الكبار الكابيتشينو والشاي والقهوة.

وهناك التمر الهندي، والسوبيا، والعرقسوس، والحلويات الشرقية والتي يعد أكثرها ارتباطا بالشهر الكريم الكنافة والقطايف، والسحور يحتوي على الفول والبيض والجبن والزبادي الذي يعد الطبق الذي لا يستغني عنه الأغلبية في السحور.

تشديدات أمنية

شددت وزارة الداخلية ومحافظتا القاهرة والجيزة على عدم إقامة أي من الخيام الرمضانية داخل الأماكن السياحية إلا بتصريح، وذلك حرصا على تأمينها، وسلامة تلك الأماكن من التلف، وهو الأمر الذي جعل الحكومة تطالب بوضع عشرة شروط لإقامة السرادق داخل المنشآت السياحية تضمنت أن يكون السرادق بعيداً عن المنشآت البنائية وتتوافر فيه اشتراطات الدفاع المدني والحريق والصحة العامة ووسائل الإطفاء الكافية وفقاً لما تقرره الحماية المدنية والأمن الصناعي.

فتاوى يومية

لم تخل ظاهرة الخيم الرمضانية من فتاوى تحرمها، بينما يوضح الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر السابق أن الخيام يتحدد حكمها تبعا لما فيها، فإن اشتملت على ما ينفع الناس ويعود عليهم بالخير والفائدة، أو كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي حلال ولا بأس بها، أما إن عَجَّتْ بالمفاسد والمنكرات والتبرج والاختلاط المثير للغرائز واشتملت على ما لا خير فيه ولا نفع من ورائه فهي حرام.

Email