الألعاب النارية خطر يتهدد أطفال غزة

بات استخدام الألعاب النارية والمفرقعات في ليالي رمضان بمدن قطاع غزة من العادات المحببة لدى الصغار، رغم أنها تشكل خطراً كبيراً على الأطفال كافة، وفي الوقت نفسه أصبح مصدر إزعاج للمواطنين، فبعد انتهاء موعد الإفطار مباشرةً تبدأ أصوات المفرقعات والألعاب النارية المستوردة من الصين، والتي يطلقها الأطفال ابتهاجاً بالشهر الفضيل، والتي يكثر بيعها في المناسبات والأعياد، ما يثير انزعاج الكثيرين من أولياء الأمور الذين لا يخفون قلقهم على حياة أبنائهم لتسببها بإصابات خطيرة للأطفال.

ولم يكن يعلم والد الطفل أمير محمد أن ابنه سوف يصاب بجروح وبعض الحروق بعد أن اقبل على شراء المفرقعات التي انفجرت في إحدى يديه.

يقول والد الطفل: «لايزال ابني يعاني من الإصابة، وأنا قلق عليه بشكل كبير، وسمحت له بشرائها واللهو بها بعد الإفطار عله يروح عن نفسه بعد فراغه من امتحانات نهاية العام الدراسي».

وتنتشر ظاهرة إقبال الأطفال على شراء المفرقعات في رمضان بشكل كبير، فهم يرون فيها مصدر فرح وسعادة على الرغم من انزعاج المواطنين بسبب أصواتها والضجيج الذي تسببه، الطفل سامي سعد «10سنوات» استطاع النجاة من حريق شب في قميصه، بعد أن سقطتت إحدى المفرقعات عليه. :«كنا نحاول إشعال المفرقعات أنا وأصدقائي وقام أحدهم بقذفها في الهواء لتقع علي ليحترق بعض أجزاء من ملابسي»، وينطبق الحال على غالبية الأطفال خاصة بعد الإفطار، فالطفل سالم أحمد يؤكد أنه يصطحب أصدقائه إلى بداية الشارع الذي يسكنه، ويشترون الألعاب النارية بعد أن يرموها على بعضهم البعض، رغم معرفتهم لخطورتها، إلا أنهم يستمرون بذلك حسب قول سالم.

قلق الأمهات

وترى أم سامر بدير أن الأمر بات مزعجاً والمفرقعات تصدر أصواتاً تسبب ضجيجاً وإزعاجاً، حين تكون على غفلة، فللوهلة الأولى تستذكر صوت إطلاق الصواريخ الإسرائيلية فتصاب بالذعر، مطالبة المسؤولين بوضع حد للظاهرة التي باتت تؤرق الكثير من العائلات.

وتقول أم أحمد عابد إنها لن تنسى تلك اللحظة الذي أتاها ابنها وملابسه ملطخة بالدماء بعد أن أصابته إحدى المفرقعات إثر انفجارها.

«أخشى على ابني الصغير السير في هذا الطريق ولا سبيل إلى منعه من شراء المفرقعات، فجميع الأطفال وخاصة أصدقاءه مدمنون على ذلك،

ولابد من إنهاء هذه المشكلة، لأنها خطيرة ومزعجة بشكل كبير».

مصدر رزق

المواطن أحمد داعور صاحب بقالة بشارع الوحدة في غزة يبيع فيها الألعاب النارية ويمتلك الكثير منها ويبيعها للأطفال يقول: «يوجد إقبال كبير على شرائها، فهي موسمية وتكون في رمضان والعيد وتوفر مصدر رزق كبير لنا، وسبق أن اقتحمت الشرطة محلي فجأة، وقامت بتفتيشه وصادرت كرتونة كبيرة من المفرقعات وحذرتني من شرائها أو بيعها ولكني أشتري غيرها وأبيعها، وسعر الكرتونة كان في العام الماضي 380 شيكلاً أي مئة دولار، وهذا العام بلغ 1600 شيكل وكنا نبيع عشر مفرقعات بشيكل واحد، واليوم نبيع أربع قطع بشيكل، وهي مفرقعات صينية ويوجد منها مصرية ومحلية لكني لا أشتريها».

تنسيق لمنعها

قال مدير حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد زياد أبو شقرة إن هناك بعض التجار الذين يعملون على تهريب المفرقعات إلى غزة سراً بعد قرار الوزارة بعدم استيرادها من الخارج؛ لإضرارها بالمواطن، ولم ينكر وجود العديد من المفرقعات المحلية والتي يتم تصنيعها وتوريدها للتجار وأصحاب المحلات. ويؤكد أن الوزارة تعمل جاهدة بالتنسيق مع كافة الجهات لمنعها بكل الوسائل موضحًا أنه بالفعل تمت مصادرة كميات كبيرة من التجار والمحلات، وأن الوزارة تستقبل أي شكوى وستتحرك على الفور لحماية المواطن من آثار المفرقعات.

تحرك أمني

أوضح مسؤول رفيع بالشرطة أنهم يعملون على مدار الساعة لمنع المفرقعات النارية التي تسبب الذعر والضجيج للمواطنين وأكد أن أوامر صارمة صدرت للتجار بمنع بيعها وسبق أن ألقي القبض على عدد من التجار المخالفين. وهناك حملات تفتيش مفاجئة على مخازن التجار والمحلات وأوامر بمصادرة كافة المفرقعات الموجودة وإتلافها، والتعامل بكل حزم مع المخالفين وطالبت الشرطة بالتبليغ عن المحلات التي تبيع المفرقعات.

الأكثر مشاركة