»تذوّق تراثي« معرض فريد من نوعه للشهر الكريم

دهوك أمان النازحين.. حياة لا تتوقف وتراث مصان

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مجتمعات النازحين واللاجئين عطاء بلا حدود، وحياة لا تتوقف، وابتكار وإبداع لا ينضب، ولم يأت معظمهم طلباً للأمان فقط، إنما لإثبات ان لديهم ما يقولونه وما يفعلونه في أي زمان وأي مكان، لذلك يحرص النازحون بمحافظة دهوك شمالي العراق، على أداء شعائرهم الدينية خاصة في رمضان من صيام وصلاة، وفي الوقت نفسه إبداء مشاعرهم تجاه الآخرين، والسعي لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم، في شتى المناسبات، وللتعريف بهوياتهم الأصيلة والأصلية وطبيعة مجتمعاتهم التي قدموا منها.

وكالعادة في الشهر الفضيل، تحرص ربات البيوت، وأصحاب المطاعم على تقديم الشهي والمتنوع من الأطعمة، وتفتقت لدى بعض المواطنين فكرة إقامة معرض فريد من نوعه يحمل عنوان «تذوّق تراثي»، الذي يظهر أن الموروث الاجتماعي الثري للاجئين، والذي لا يدخرون جهداً لإبرازه والتعبير عن أمل غير مفقود رغم معاناة الهجرة والبعد، لا يوجد أفضل من الطعام هنا كأقصر طريق للتعريف بالموروث خاصة عبر الأكلات الشعبية الشهية.

فعاليات شيقة

ومع بدء فعاليات المعرض لاحظ الزائرون، أن الشابة أميرة يوسف تعمل على جذب المتذوقين للأكلات الشعبية التي أعدتها، وتثير مادلين سمعان إعجاب الحضور بنكهة وطعم ورائحة الكبة الخاصة بها، بينما تشيد نازدار شاكر «28 عاماً» بمهارة الطبخ، وتعتبره فرصة للتعرف عن كثب على المجتمعات المحيطة بالكُرد، في معرض خاص بالأكلات الشعبية والأعمال اليدوية للاجئين والنازحين الموجودين في دهوك.

وتقف اللاجئة السورية أميرة يوسف متباهية، وهي تصر على جذب زوار المعرض ليتذوقوا أكلاتها السورية في محاولة لتعريفهم بالأطعمة الشامية التقليدية، وتقول: أعددت أكلتي التبولة والفتوش التقليدية، وأحاول تعريف الضيوف بكيفية عمل كل وجبة، ويكفي أن أكلاتي حظيت بإعجاب الزوار باعتبارها من المأكولات النادرة في محافظة دهوك. ومشاركتي في المعرض جاءت للترويج للأكلات الشامية في دهوك، فالأكلات الشعبية جزء مهم من الهوية الوطنية لأي مجتمع، ومن الضروري الحفاظ عليها. وأبدت يوسف استعدادها لإقامة دورات تعليمية خاصة بإعداد الأكلات الشعبية الشامية لنساء المحافظة.

حدث جامع

وكانت المفوضية العليا التابعة لشؤون اللاجئين في دهوك أقامت أخيراً معرضاً خاصاً بالأكلات الشعبية والأعمال اليدوية للاجئين والنازحين الموجودين في المحافظة، وعرضت أكلات كردية وعربية وتركية وإيرانية وسورية وآشورية، فضلاً عن الأكلات التقليدية لمكونات في محافظة الموصل. وأبدت مادلين سمعان، وهي نازحة من سهل نينوى، سعادتها بعرض أكلات منطقتها، مؤكدة أن المعرض وفر لها فرصة جيدة لعرض خبرتها في إعداد الأكل. لقد قدمت أكلة كبة الموصل التقليدية للضيوف والزوار، ما أثار إعجاب الحضور بنكهة وطعم الكبة التي أعددتها. وصراحة فإن أوضاع النزوح أثرت على إمكانياتي في إعداد أنواع المأكولات التي كنت أعدها في السابق.

وفي السياق ذاته اعتبر مواطنون من سكان مدينة دهوك أن المعرض كان فرصة للتعرف على الثقافات الشعبية للمجتمعات التي تحيط بالمنطقة.

ويقول المنسق الميداني لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بالمحافظة أردوغان كالكان، إن النشاط يهدف لعرض تراث وتقاليد المجتمعات التي ينتمي إليها اللاجئون والنازحون الموجودون في دهوك، والمعرض يدعم النازحين بإقامة علاقات تعارف وصداقة مع المجتمع المحلي.

صنع السلام

كشف مسؤول تابع للأمم المتحدة بالمحافظة، أن اللاجئ والنازح لم يأتِ طلبا للحماية فقط، بل جلب معه العديد من الإمكانيات والهوايات والأفكار البناءة وعادات بلده، والواجب يملي علينا إفساح المجال أمامه لإظهار إمكانياته وقدراته حتى لا يشعر بالغربة. والاطلاع على الثقافات المختلفة وتبادلها يسهم في صنع السلام بين المجتمعات.

Email