رمضان موريتانيا.. الأسعار نار والطقس حار

تتواصل أيام رمضان بموريتانيا في ظل جو خانق وحرارة طقس مرتفعة، خاصة بالمناطق الداخلية للبلاد، ويضاعف الانقطاع المتكرر للكهرباء من معاناة الناس وشكل غلاء الأسعار صدمة كبيرة للناس، كما تعتبر فترة الصوم في رمضان هذا العام من أطول فترات الصوم على الإطلاق، حيث يطول النهار ويقصر الليل وتستمر فترة الصيام لأكثر من 14 ساعة.

وكان سكان مدينة انواذيبو الساحلية قد شهدوا أطول أيام رمضان إذ صام فيه المحليون 15 ساعة، وظهرت فترة النهار عموماً أطول بالمناطق الشمالية من موريتانيا. وجاءت مدينة الزويرات في أقصى الشمال بالمرحلة التالية، حيث قصر نهارها عن مدينة انواذيبو بثلاث دقائق فقط.

ويشكو المواطنون والمقيمون على حد سواء من غلاء الأسعار منذ بداية الشهر الكريم، خاصة بالنسبة للسلع الأساسية، وفي هذا الإطار حذرت المنظمة الوطنية لشباب حزب التكتل المعارض من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في البلاد، وقال رئيس المنظمة الشيخ سيد احمد ولد حيدا إن المواطن لم يعد يطيق ما وصلت إليه أسعار المواد الأساسية من ارتفاع جنوني وغير مسبوق..

وتساءل رئيس المنظمة عن الفائدة إذا كانت الدولة لا تستطيع دعم أسعار المواد الأساسية، حتى يستطيع المواطن الضعيف القاطن في الأحياء الفقيرة، الحصول على قوت يومه وتموين صيامه. وطالب خبراء اقتصاديون بخفض أسعار المحروقات لمواجهة الغلاء وانعكاساته السلبية..

واعتبروا أن تمسك السلطات بموقفها الرافض لتخفيض أسعار المحروقات رغم تراجع أسعارها عالمياً عامل أساسي في تأجيج نار الغلاء وتزايد معدلات الفقر وسوء التغذية وتفاقم مشكلات التضخم والبطالة.

تأثير سلبي

وباتت على حياة الناس في شهر رمضان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وتشير تقارير إعلامية إلى أن العاصمة تشهد انقطاعات متتالية للتيار الكهربائي، ما نتج عنها خسائر فادحة تكبدها التجار، خاصة الذين قاموا بتخزين السلع لبيعها في الشهر الفضيل.

وأثارت تلك القطوعات غضب المواطنين الذين يعيشون معاناة شبه يومية بسبب عدم تمكنهم من تشغيل المكيفات ومضخات المياه التي تعتمد عليها الكثير من الأسر للحصول على الماء.

وأدت الانقطاعات المتتالية للكهرباء إلى تعطل عمل أجهزة مؤسسات حيوية كالمستشفيات والمطبعة الوطنية، حيث تأخر إصدار الصحف بعد تعطل مولد الكهرباء الخاص بالمطبعة، مما أثار حنق وغضب فئات واسعة من المجتمع التي استغرب سعي الحكومة إلى تصدير الكهرباء للدول المجاورة، وتصريحاتها بأن تصدير الكهرباء للسينغال أصبح وشيكاً.

وشملت انقطاعات الكهرباء الولايات الغربية والجنوبية وأجزاء من ولاية نواكشوط الشمالية، ولم يصدر من شركة الكهرباء أي إشعار بشأن الانقطاعات قبل حدوثها،ولم يشر أي توضيح أسباب هذه الانقطاعات.