200 طفل بأزياء شرقيّة يجوبون المدينة

بيروت تضيء ليالي الشهر بـ»السيبانة«

 فانوس رمضان في وسط بيروت

ت + ت - الحجم الطبيعي

جرياً على عادتها، استقبل لبنان ليالي الشهر الفضيل بالعادة البيروتيّة العتيقة، بـ«سيبانة رمضان»أو إستبانة بمعنى التبيان لحقيقة حلول شهر الصوم. وأهالي بيروت حرّفوا الكلمة مع مرور الزمن إلى سيبانة، تسهيلاً للفظها. وتخلّلت مسيرة جابت وسط بيروت، عروض مسرحية و«كرمس» للأطفال وأشغال يدوية وفقرات إنشاديّة، تزامناً مع إضاءة فانوس رمضان الذي يرمز إلى شعلة النور التي تحمل الإيمان إلى القلوب، وتبعث الخشية في النفوس، وتحيل أيام الشهر الفضيل برداً وسلاماً على كل القلوب المؤمنة.

وللعام الثالث على التوالي، وبتنظيم من بلدية بيروت وموقع فانوسي، وبدعم من شركة سوليدير أقيم احتفال السيبانة بشكل مبهر، وضمّ فعاليات رمضانيّة للأولاد، منها مسرح إنشادي وأشغال يدوية وسوق رمضاني لعرض الزينة وألعاب تفاعليّة مع الحرفيّين. وتحت شعار نعم للحياة، عرِضت رسومات ووزِّعت الجوائز على الرابحين بمشاركة عدد من الجمعيات الأهليّة. وقدم كل شيء بالمجان، الفانوس وحتى سجادة الصلاة.

وضمّت مسيرة «فانوسي» الرمضانيّة 200 طفل ارتدوا أزياء شرقيّة، انطلقوا من مبنى البلدية مروراً بشارع المصارف، حتى ساحة الشهداء، وتمت إضاءة الفانوس الكبير الذي ارتفع بعلوّ نحو 8.5 أمتار وقطر 4.5 أمتار، بجانب أربعة قناطر شرقية تزيّنه وتضفي عليه جمالاً وروعة.

ويجري تقليد سيبانة رمضان مع بداية أيام الشهر المبارك، وهي عادة بيروتيّة قديمة، تتمثل في القيام بنزهة على شاطئ المدينة ، وتُخصّص لتناول الأطايب والمأكولات في اليوم الأخير من شهر شعبان احتفاءً بدخول رمضان، والعادة مشتركة بين اللبنانيين، وتسمّى أيضاً بـ«سيران رمضان»، باستثناء قلّة لا تزال تعترف به كتقليد لاستهلال الشهر.

استعداد مبكر

وجرياً على العادة قديماً، يبدأ الاستعداد لاستقبال رمضان بشهرَي رجب وشعبان، أو أشهر «الهلّة» التي يترقّب فيها المسلمون ولادة الهلال لبدء الصوم، ما زال كثيرون يستبقونه بصوم يومَي الإثنين والخميس بالشهرين، علّهم يعتادون على الأمر نفسياً وجسدياً. ويتوقف الصائمون في الفترة الفاصلة بين النصف من شعبان وأول رمضان لتوديع الإفطار. ويقوم البعض بنزهة في آخر يوم عطلة أسبوعية من شعبان إلى الحقول والبساتين والحدائق مع عائلاتهم وأصدقائهم وأقاربهم، كتقليد لا يزال يعرف بــ«سيبانة رمضان»، وأصلها «إستبانة»، وينتشرون على شواطئ بيروت، في 29 شعبان، لاستبانة الهلال، وإذا تبيّن لهم توجّهوا إلى المحكمة الشرعيّة للإدلاء بشهاداتهم.

والفانوس رمز رمضان، يذكر المؤرّخون أنه استخدِم أولاً في بلاد المغرب العربي، للإنارة ليلاً أثناء الذهاب إلى المساجد خلال فترات السحور لإحياء ليالي الشهر المبارك، وتحوّل إلى تقليد للزينة في استقبال رمضان ويذكر أن بلدية بيروت، وانطلاقاً من إيمانها بضرورة الحفاظ على الإرث الجميل تعمد كل عام لإضاءته تكريساً للإرث وأحياءً للمناسبة.

Email