مهن وزمن

"الزلابية" .. وصفة سحرية تميز الطعم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحظى مهنة صنع «الزلابية» العسلية التقليدية بسمعة كبيرة في الجزائر، وتبرز في رمضان بوصفاتها السحرية، ما أضفى عليها نكهة ميزتها بطعم لذيذ جعلها متفردة بمائدة الشهر الفضيل. يقول العم أحمد الوهراني صاحب تجربة نصف قرن في صنع «الزلابية»، إنّها إرث عائلي واختصاص رجالي، ويُطلق عليها مغاربيا المخارق والعسلة، وتنجز بتفانٍ على مدار ساعات اليوم وتتطلب جهداً كبيراً، ومبيعاتها تحقق مكسباً مادياً جيداً يصل نحو 150 ألف دينار «1000 دولار» مع نهاية الشهر.

وينتشر ممارسو المهنة بالأحياء الشعبية والأسواق والمدن الكبرى، والمنطقتان الأكثر شهرة هما مدينة بوفاريك شرق العاصمة إذ يتفنّن أهلها في صناعتها، ويقول أحد الباعة إنّ قدماء الأتراك هم من أدخلوا الزلابية إلى الجزائر في أواسط القرن الخامس عشر، إلا أن الحاج عبد الصمد يشدّد على أنّ الزلابية عربية المنشأ، مستدلاً بالروايات العديدة التي أكّدت انتشارها في بلاد الشام تحت مسمى المشبك قبل أن تنتقل إلى بلادنا مع الفاتح الشهير عقبة بن نافع.

سر مدفون

ويقول الباحث آكلي ع إنّ الزلابية هي سر مدفون لدى الأمازيغ الذين جعلوا من الحلوى تاجاً يكلّل ناصية الدولة، فالزلابية كانت زاداً للمجاهدين ولغزاً لجنرالات فرنسا. ويصرّ المعلم رشيد كافي على أنّ أهل ّبوفاريك هم من يمتلكون حقوق الملكية، والسرّ كله في نوعية العسل والخميرة وفترة تخمّير العجينة التي لا تقل عن عشر ساعات، ويشير إلى أن عائلات أكسيل وشبوب والوكيلهي من واظب أفرادها على صنع الزلابية في الحي الشعبي «زنقة لعرب».

تلقين العروسة

ومن التقاليد المثيرة، أنّ عائلات حرفيي الزلابية لا تزوّج بناتها، إلاّ بعد أخذها عهداً بعدم إفشاء سر تحضير صنعة الحلوى، وفي المقابل تحرص العائلات ذاتها على تلقين كل عروس جديدة فن تحضير الزلابية.

Email