وجبات الأسرة المصرية.. تعاون وتكافل

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم كثرة الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها المصريون، تبقى سمة الكرم والجود متأصلة بدرجة كبيرة في غالبية الأسر، والتي تتحول مائدتها في رمضان إلى رمز للتكافل والمحبة والتراحم، ولا يرتبط الجود وتظهر المكارم بكثرة الأموال ولا تعدد أصناف الطعام كما تقول »هدى أحمد« ربة منزل، بل كل إنسان يجود بقدر إمكاناته ليحصد أكبر المغانم وهو الثواب.

فهناك من يقيم مأدبة لإفطار الصائمين طوال الشهر الكريم، وهناك من يكتفي بإطعام صائم وأسرته ليوم أو أكثر من الشهر، وهناك من تقتصر إمكاناتهم على إهداء صنف من الطعام أو الحلويات الرمضانية للجيران.

ويتطرق »عبدالرحمن يونس« طالب، إلى صورة أخرى من صور التكافل والتراحم بالطعام في رمضان، موضحًا أن سكان العمارة التي يقيم فيها يتكفل كل منهم بإفطار وسحور حارس العقار وأسرته بالتبادل فيهما بينهم طوال الشهر.

ولا يقتصر إهداء الطعام على الفقراء فحسب، بل يعتبر نوعاً من أنواع المحبة والمودة بين الجيران، فتقول ياسمين محمد: إن المائدة المصرية حافلة بالعديد من الأطباق، والمحشي أبرزها، ويتنوع بين محشي الباذنجان أو الفلفل أو الكرنب أو ورق العنب أو الكوسة، والخضار المطبوخ مع الطماطم بمختلف أنواعه، بجانب الأرز الأبيض بالشعيرية، الذي يعتبر الوجبة الأكثر انتشاراً على المائدة المحلية..

ولأن كل الأسر لا تطبخ الأصناف نفسها، فالنساء يقمن بتبادل أصناف الطعام فيما بينهن، الأمر الذي يحدث تنوعا كبيرا في المائدة، والأهم أنه يزيد من أواصر المودة والمحبة.

أمر محمود

وأوضحت الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي، أن الأمر القائم بين الأسر أمر محمود ويعتبر نوعاً من التعاون والتكافل والتراحم، مشيرة إلى أنه من ثمار الشهر الكريم أن يجود الإنسان بما عنده ولو كان به خصاصة، مضيفة أنه من شأن ذلك أن يزيل العداوة والبغضاء بين الناس، وأن ينمي عرى التراحم والتآلف والتواد.

والطعام ليس هدفًا بحد ذاته، وعلى المسلم الفطن ألا يبالغ في تعدد أصناف الطعام، فهذا يتنافى مع مقصود الشرع من الصوم، وينبغي أن يكون وسيلة لصلة الرحم، وتجمع أفراد الأسرة، دون إفراط ولا تفريط.

وختمت حديثها قائلة: علينا أن نتعاون ونتكاتف ونتكافل، وأن نسارع إلى الخير والتقرب إلى الله بحسن المعاملات بين العباد وبين الإنسان ونفسه وجهادها..لتستقيم حياتنا ونقدر على مواجهة تحدياتها، وهنا يأتي دائماً دورنا كأمهات وآباء بأن نكون صمام الأمان ونضرب بأنفسنا المثل والقدوة لأبنائنا بأن نمد أيدينا لكل فقير ومحتاج لنعينه على سد احتياجاته واحتياجات أسرته ليبارك الله أبناءنا وحياتنا.

Email