أَيَّام مَعْدُودَة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (80)، لماذا زعم اليهود ذلك، وما عدد تلك الأيام؟

أما لماذا قالوا ذلك فهو زعم منهم ودعوى لا دليل عليها. فقد رُوِيَ أنهم زعموا أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وقالوا: إن الله لا يعذبنا إلا سبعة أيام، عن كل ألف سنة يوم واحد. وواضح أن ذلك زعم باطل، إذ لا علاقة بين عمر الدنيا وتعذيب هذه الطائفة أو تلك. ورُويَ أنهم قالوا: لن تمسنا النار إلا أربعين يوماً، وهو عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل. وهذا أيضاً لا دليل عليه، ولهذا رد الله زعمهم فقال: ﴿ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً﴾ الآية.

قال تعالى: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)، ما المقصود بصبغة الله؟

وردت هذه الآية بعد قوله تعالى: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰوَعِيسَىٰوَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا *وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ *فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ (137).

فالإيمان بما تقدم هو صبغة الله، أي دين الله، أو فطرته التي فطر الناس عليها. أو تطهير الله، لأن الإيمان يطهر النفوس. والنصارى يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه «المعمودية»، ويقولون هو تطهير لهم وتحقيق لدخولهم في المسيحية.

فأمر الله المسلمين أن يقولوا: إن صبغة الله هي الإيمان به وبأنبيائه، فتلك صبغة لا مثيل لها.

من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي

Ⅶ تحقيق الدكتور عبد الحكيم الانيس

إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Email