شجرة الجنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الله تعالى مخاطباً آدم وحواء: ﴿وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ﴾ [35]، أيّة شجرةٍ كانت؟

هناك أقوال كثيرة في تعيين تلك الشجرة، منها: أنها الكرم، أو النخلة، أو السنبلة، أو التينة. والأَولى عدم الجزم بشيء من ذلك على التعيين، لأن تعيينها لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة الصحيحة، وليس تعيينها مقصوداً، بل المقصود أن الله تعالى نهى آدم وحواء عن قربانها فأكلا منها. أقول هذا بعد مراجعة المصادر التالية:

تفسير الطبري (1/‏‏‏184) والكشاف للزمخشري (1/‏‏‏95) وتفسير الرازي (3/‏‏‏5) وتفسير القرطبي (1/‏‏‏305) وتفسير ابن كثير (1/‏‏‏79) وتفسير البيضاوي (1/‏‏‏141) وروح المعاني للآلوسي (1/‏‏‏234).

والله سبحانه العالم بالصواب.

قـال اللـه تعـــــالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾، ما هي هذه الكلمات؟

قال الله تعالى في سورة الأعراف: ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾، فالظاهر أن هذه هي الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام. وهذا مرويّ عن كثير من التابعين على ما قاله ابن كثير في تفسيره (1/‏‏‏81).

ويُروى أن هذه الكلمات هي: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إني ظلمتُ نفسي فارحمني، إنك خير الراحمين.

وقيل هي: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمُك وتعالى جَدُّك. لا إله إلا أنت ظلمتُ نفسي فاغفر لي،

إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي

Ⅶ تحقيق الدكتور عبد الحكيم الانيس

إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Email