من سورة البقرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما قول العلماء في الحروف المقطعة الواردة في أوائل بعض السور القرآنية؟

البحث في ذلك من ناحيتين: الأولى من ناحية تلك الحروف، والثانية من ناحية المراد بها.

أما الأولى فأقول: إن هذه الحروف وردت في أوائل تسع وعشرين سورة من القرآن الكريم. وبعض تلك الحروف مكرر. وهي مع المكرر ثمانية وسبعون حرفاً. وبدون المكرر أربعة عشر حرفاً.

أما من ناحية المراد بها ففي ذلك أقوال كثيرة منها:

- هي مما استأثر الله بعلمه.

- هي أسماء للسور التي صُدِّرت بها. وهو قول أكثر المتكلمين.

أقول: وهذا واضح في: ﴿طه﴾، ﴿يس﴾، ﴿ق﴾، ﴿ن﴾. لكنا نجد أن أكثر من سورة واحدة مصدرة بـ ﴿ الم﴾ و ﴿حم﴾. ويمكن أن يقال: إن التمييز بينها ممكن، فقد قالوا: ﴿الم﴾ السجدة، و﴿حم﴾ الجاثية، و﴿حم﴾ الأحقاف، و﴿حم﴾ المؤمن. وقد ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ﴿الم﴾ السجدة و﴿هَلْ أَتَىٰعَلَى الْإِنسَانِ﴾.

وروى البزار أن النبي ﷺ قال: «من قرأ آية الكرسي وأول حم المؤمن عُصِم ذلك اليوم من كل سوء».

وللإمام الرازي في تفسيره الكبير (في صدر الجزء الثاني) بحث واسع في ذلك ذكر فيه أكثر من عشرين قولاً. ومما قال: إن بعضهم قالوا: إن الله استأثر بعلم ذلك. والبعض الآخر قالوا: إن معناها معلوم. وذكر أدلة القائلين بأن جميع ما في القرآن معلوم، فأورد أربع عشرة آية، وذكر أخباراً وأدلة عقلية. ثم قال: المختار أنها أسماء للسور.

- قال كثير من المحققين: إن الله سبحانه بدأ بعض السور بهذه الحروف لينبّه العرب إلى أن القرآن مؤلَّف من نفس الحروف التي يؤلفون منها كلامهم، فلو كان من عند غير الله لأتَوا بمثله.

-هي من أسماء الله تعالى، أقسم بها..

- هي من أسماء القرآن.

- قال بعضهم: هي كحروف التنبيه التي يبدأ الكلام بها، مثل «ألا» ونحوها.

- قال بعضهم: إنها تدل على أعداد بحساب.

من كتاب «رسالة في التفسير» للمؤلف الأستاذ الشيخ عبد الكريم الدبان التكريتي

إدارة البحوث- دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

 

Email