سمير نصري: أحرزت أغلى أهدافـي في عيد الفطر

 

في إحدى مباريات الموسم قبل الماضي بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، واجه فريق مانشستر سيتي منافسه فريق ساوثهامبتون، في مباراة مهمة وحاسمة تهم نتيجتها الفريق السماوي، وسارت المباراة على طريق التعادل بين الفريقين حتى الدقيقة 80، والتي استطاع فيها اللاعب الداهية الفرنسي سمير نصري إحراز هدف الفوز لفريقه، ليحصد أغلى ثلاث نقاط في أصعب المواجهات، والتي قربته كثيراً من اللقب.

عيد مبارك

ما قام به نصري من تصرف عفوي عقب إحراز الهدف، استطاع أن يتصدر نشرات الأخبار العالمية، وعناوين كبريات الصحف، كانت صورة فرحة اللاعب الفرنسي المسلم سمير نصري، لاعب فريق المان سيتي اهتمام وإعجاب الكثير في مواقع التواصل الاجتماعي عقب تسجيله الهدف الغالي، حيث أظهرت الصورة تهنئة نصري للمسلمين بمناسبة عيد الفطر المبارك، بكتابة عبارة «عيد مبارك» بحروف إنجليزية كبيرة وواضحة، نالت إعجاب كل المسلمين المتابعين للقاء.

انقسام

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يبُدي فيها نصري نزعته الدينية واعتزازه بدينه، فعقب الهجوم الذي تعرضت إليه المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو»، انقسم الوسط الرياضي الفرنسي والذي يضم نخبة من اللاعبين المسلمين إزاء الحدث.

تضامن

الحادث الذي تعرضت له الجريدة الفرنسية، والذي دفعها لاتهام الإسلام بالإرهاب والقيام بردود أفعال قوية ضد المسلمين من خلال نشر صور مسيئة للنبي، محمد صلى الله عليه وسلم، خلقت انقساماً في صفوف اللاعبين المسلمين بالقارة العجوز، والذين لم يتّحدوا على قول كلمة واحدة، فأغلبهم تضامن مع المجلة الفرنسية، بينما فضل البعض الآخر أن يقف ضد التيار، هذا في الوقت الذي اختار العديد من اللاعبين المسلمين الصمت على قول أي كلمة قد تكلفهم الثمن باهظاً في الجانب المهني والمجتمعي.

أنا شارلي

شعار «أنا شارلي» المساند للصحيفة المعادية للإسلام، رفعه الأسطورة زين الدين زيدان، الذي تغنت به الجرائد الفرنسية، مؤكدة أن النجم السابق لمنتخب «الديوك» قرر أن يعترف بالحق ويساند مجتمعه ضد «القتلة والمجرمين». في المقابل، رفض سمير نصري تقليد مثله الأعلى وقرر الدفاع ضد وسم الإسلام بالتطرف والإرهاب، واتخذها فرصة ليظهر لهذا البلد الذي يتغنى بالحريات أنه أكثر موطن للعنصرية خاصة مع المهاجرين العرب، لذا فقد أعلنها صراحة ورفض رفع شعار «أنا شارلي»، كاشفاً أنه من الظلم تلفيق مثل هذه التهم للدين الإسلامي.

أسطورة

هو سمير نصري، لاعب كرة قدم فرنسي، من أصل جزائري من مواليد 26 يونيو 1987 بمدينة مرسيليا، تعود أصول الأب حميد نصري إلى مدينة قسنطينة، بينما تنحدر عائلة والدته «وسيلة» من مدينة بسكرة، الأب سائق حافلة، والأم ربة منزل، وهو الأبن البكر على أخوته الثلاثة سونيا ووليد ومالك.

مع الديوك

يٌعد سمير نصري لاعب فريق مانشستر سيتي الانجليزي أحد أبرز اللاعبين المسلمين العرب الذين حصلوا على الجنسية الفرنسية ولعبوا لمنتخبات فرنسا بدءاً من منتخب الناشئين وصولاً إلى منتخب الديوك الأول، وتوقع له الجميع أن يسير على خطى مواطنه الأسطورة زين الدين زيدان، لكن الأمور حتى هذه اللحظة لا تسير على خير ما يرام مع الفرنسي الصغير، كما يعتبر من أبرز اللاعبين الذين برزوا من الصغر، ويكفى أنه تم استدعاؤه مع المنتخب الفرنسي الأول وعمره لا يتجاوز الـ20 عاماً، ‬كما‭ ‬أستطاع الفوز مع الديوك الصغار بلقب‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬أوروبا‭ ‬تحت‭ ‬17‭ ‬سنة‭.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

بطولة

بعد إحدى البطولات الكبرى والتي شارك بها المنتخب الفرنسي وخرج منها خالي الوفاض، حيث لم يحقق النتائج المرجوة أو المستوى المتميز الذي يليق باسم المنتخب الفرنسي الكبير، وشاءت المصادفة أن يحل شهر رمضان المبارك في مباريات تلك البطولة، وهي الفرصة التي وجدتها الصحف الفرنسية اليمينية فرصة من أجل شن هجوم لاذع وعنصري على لاعبي المنتخب الفرنسي وبالأخص اللاعبين المسلمين.

ادعاءات

يومها خرج سمير نصري لاعب خط الوسط مدافعاً عن زملائه ونفسه، نافياً أن يكون الصيام سبباً في تراجع النتائج لاسيما أن هناك منتخبات أخرى تضم لاعبين مسلمين أصروا على الصيام وفازوا بل تقدموا نحو الأدوار الحاسمة، وأعلنها صراحة: سنصوم رمضان وعلى الجميع أن يفهم أن ذلك أمر واجب على المسلمين، ما قالته الصحافة المتطرفة العنصرية ادعاءات لا أساس لها من الصحة، وهو اعتداء صارخ على الأخلاق والمعتقدات الدينية.

توازن

وأضاف: شخصياً مرت عليّ سنوات عديدة وأنا أصوم رمضان وألعب المباريات، لقد أصبح أمراً طبيعيا بالنسبة لي لأن جسمي تعوّد على ذلك، ما تعاملت معهم من المدربين لديهم شخصية متفهمة ورائعة، بالطبع تحدث بعض المشكلات إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة، ولكن الأمور تمر بشكل عادي، اللاعبون المسلمون يحاولون خلق نوع من التوازن بقدر الإمكان بين القيام بفريضة الصيام ولعب كرة القدم.

 

#محطات

9

انضم سمير نصري إلى نادي مرسيليا وهو في التاسعة من عمره وتدرج في الفئات السنية إلى ان بلغ الفريق الأول، لعب أول مبارياته في الدوري الفرنسي في موسم 2004 كان يبلغ من العمر 17 عاماً.

11

في الـ11 من يوليو 2008 انضم إلى نادي آرسنال الإنجليزي مقابل 12 مليون جنيه استرليني، ولعب أول مرة رسمية ضد ويست بروميتش ألبيون في البريميرليغ.

2009

في موسم 2009/‏2010 تعرض سمير لإصابة في معسكر الفريق الاعدادي في النمسا وغاب عن بداية الموسم، وعندما عاد سجل أحد أجمل الأهداف في دوري أبطال أوروبا ضد نادي بورتو البرتغالي.

2011

أعلن مانشستر سيتي الإنجليزي موسم 2011 تعاقده مع الدولي الفرنسي سمير نصري بعقد يمتد لأربعة أعوام مقابل 24 مليون جنيه استرليني.

2004

لعب سمير نصري لجميع الفئات العمرية للمنتخب الفرنسي، وحقق كأس أمم أوروبا للناشئين عام 2004، وقرر اعتزال اللعب إثر عدم استدعائه للمشاركة في مونديال البرازيل.