الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي: زايد امتلك حلماً كبيراً وترجمه في دولة عصرية قوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي مستشار صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من الشخصيات التاريخية التي امتلكت حلماً كبيراً نجح في ترجمته على أرض الواقع في دولة عصرية قوية متحدة حققت بتجربتها الفريدة الكثير من النجاحات في مختلف الميادين.

وقال: «إن تكليف المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، طيب الله ثراه، في 10 فبراير 1972 لي بتقديم رسالة انضمام إمارة رأس الخيمة للاتحاد، إلى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت من أهم اللحظات التاريخية في حياتي»، لافتاً إلى أنه حمل الرسالة وتوجه بها إلى قصر الشيخ زايد في مدينة العين، ووجدته مشغولاً بمخططات التعمير والتنمية التي كانت تغطي أرضية المجلس.

وأضاف: طلب مني الشيخ زايد الجلوس بجانبه حتى الانتهاء من جمع الخرائط والمخططات، لقراءة الرسالة وإعلانها أمام جميع الحضور، حيث طلب من أحمد السويدي قراءتها بصوت مرتفع على الحضور، ثم وجه بطلب عقد جلسة للمجلس الأعلى للاتحاد بحضور المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي واستكمال باقي الإجراءات، وإنشاء مفاصل الدولة، وتم خلال الجلسة الموافقة على تعيين 3 وزراء من إمارة رأس الخيمة و3 أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي، حيث شرفت بتعييني كوزير دولة لشؤون المجلس الأعلى للاتحاد.

مع انضمام إمارة رأس الخيمة وإعلان اتحاد دولة الإمارات، قال المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي يومها مقولته: «إننا وإن كنا نبني اتحاداً في هذا الجزء من وطننا العربي الكبير فإنما ذلك لا يعدو أن يكون لبنة في صرح بناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج».

لحظة تاريخية

وكان مشهد إعلان الاتحاد لحظة تاريخية لا تتكرر في الحياة، وشهدت الجلسة اختيار المغفور له الشيخ زايد رئيساً للدولة، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس ورئيساً للحكومة، وفي مشهد تاريخي تجمع الحكام في ساحة القصر لرفع علم الإمارات ليعلو للمرة الأولى على السارية معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، أمام الحشود التي حضرت للاحتفال بهذه المناسبة.

وأشار إلى أن المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما الحكام المؤسسين، انطلقوا بين مناطق الدولة لمتابعة حركة البناء والتشييد وافتتاح المشاريع التنموية مثل المدارس والمستشفيات والمساكن الشعبية والجسور والطرق الحديثة والإنارة، كل تلك المشاريع والجهود الجبارة استلهم منها الشعب قوة الاتحاد وتأسيس الدولة العصرية التي رسم صورتها المغفور له بإذن الله.

اليوم يلمس الجميع نتائج ما وصلت إليه دولة الإمارات في مسيرة النهضة الحقيقية واستكمال طريقها بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والحكام وأولياء العهود.

مشاريع تنموية

وأضاف القاسمي: كان افتتاح طريق الرمس –شعم شمال رأس الخيمة عام 1975 بطول 22 كيلومتراً، باكورة مشاريع البنية التحتية في الإمارة، تلاه افتتاح مصنع اسمنت الاتحاد بمنطقة خورخوير 1976 كأول مصنع يقام في الإمارات في ظل دولة الاتحاد، وقد لبى الشيخ زايد طلبات الأهالي عقب الافتتاح باللقاء معهم داخل نادي الرمس والتي تحولت إلى مهرجان شعبي احتشد فيه الجميع.

كانت جولات الشيخ زايد إلى إمارة رأس الخيمة مناسبات وطنية يسعد بها ويتسابق خلالها الجميع لاستقباله وإلقاء الشعر أمامه تعبيراً عن حبهم له، وحرص الشيخ زايد على ترسيخ وحماية الهوية الإماراتية الوطنية والموروث الشعبي، حيث أمر بصيانة وترميم الحصون والقلاع التاريخية.

كان الخير يحل أينما وجد الشيخ زايد، لم يكن المغفور له قائداً فحسب إنما كان أباً للجميع وقلباً نابضاً بالحب والإنسانية، فتحرك في كل الاتجاهات لتنميتها وافتتاح المشاريع الكبرى لدعم البنية التحتية، وفتح مجالات جديدة لتسهيل الحياة، حيث شهد الثاني عشر من شهر مارس 1976 افتتاح مطار رأس الخيمة تحت رعايته وحضوره.

قرار تاريخي

وفي جلسة تاريخية اتخذ المجلس الأعلى للاتحاد برئاسة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد قرار توحيد القوات المسلحة في السادس من مايو 1976، تحت قيادة واحدة وعلم واحد، وكان الإيمان راسخاً لدى أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد بأن مرحلة البناء والتنمية تحتاج إلى قوة تحمي وتدافع عن سيادة الوطن، حيث لاقى القرار تأييد الشعب.

وفي 1977 افتتح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، بحضور المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، المحطة الجديدة للاتصال عبر الأقمار الصناعية في منطقة الأشقر برأس الخيمة، حيث أجرى الشيخ زايد وقتها اتصالاً هاتفياً مع المغفور له الملك خالد بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وأكد القاسمي، أن المغفور له الشيخ زايد كان يمثل مدرسة منفردة هيأ لمن بعده الطريق لاستكمال مسيرة الاتحاد، فقد كان رحمه الله حريصاً على زيارة مدن الدولة ومتابعة المشاريع التنموية وخاصة المشاريع التي توفر السعادة والحياة الكريمة لأبناء الدولة، وكانت زياراته تتخللها اللقاءات المباشرة مع المواطنين لتلمس احتياجاتهم وتلبية طلباتهم.

دعم البلدية

وأضاف: امتلك الشيخ زايد الحكمة والنظرة الثاقبة بعيدة المدى في بناء مفاصل دولة الإمارات، حيث يدين الجميع له بالفضل بعد الله، لما نعيشه اليوم من نمو وازدهار وتطور وحفظ كرامة الإنسان، لافتاً إلى أنه أوصى إلى مسؤولي بلديتي أبوظبي ودبي باعتبارهما الأكبر من حيث الإمكانيات والخبرات وقتها بضرورة دعم بلديات إمارات الدولة وتوفير احتياجاتهم، وهذا يؤكد نظرته الثاقبة للمستقبل بتطوير جميع الدوائر والهيئات في الدولة.

وتابع القاسمي: خلال الفترة التي توليت فيها رئاسة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، شهد قطاعا التجاري والصناعة قفزات نوعية خلال فترة السبعينيات مع توجيهات المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بأهمية تطوير القطاعين في الإمارات، وأهمية ربط وتواصل غرف التجارة والصناعة في الدولة وتنسيق الجهود فيما بينهم لرفع معدلات التنمية تماشياً مع رؤيته المستقبلية للاعتماد على التجارة والصناعة مع محدودية النفط.

وكان من أهم أولويات الشيخ زايد مشاريع تطوير البنية التحتية للدولة، فأدرك مع بدايات تأسيس الدولة أهمية إنشاء الطرق والجسور الحديثة لربط جميع مناطق الدولة، ونتيجة لهذه الجهود كانت تظهر كل يوم مدن جديدة حيث أثبتت الأيام نظرته المستقبلية، مع إنشاء المناطق الصناعية والموانئ البحرية والمطارات الدولية التي ربطت دول العالم وأبرزت دور دولة الإمارات في النشاط التجاري والصناعي العالمي.

مسيرة التعليم

وقال الشيخ عبدالملك، خلال فترة السبعينيات كان أولياء الأمور يرفضون إرسال أبنائهم إلى المدارس للتعلم، مفضلين وجودهم معهم لمساعدتهم في أعمال الصيد أو الزراعة، لكن المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ صقر بن محمد القاسمي قاما بدور كبير في إقناع الأهالي وتشجيعهم على إرسال أبنائهم إلى التعليم، واليوم نجني ثمار إيمانهما بأن الحضارات لا تبنى إلا بالعلم، وأن الأمم تنهض وتتقدم بأبنائها المتعلمين، لنرى هذا الكم من أبناء الدولة المفكرين والأدباء والمسؤولين الذين يشغلون الآن المناصب القيادية والإدارية.

وأشار إلى أن علاقة الشيخ زايد بالبيئة كانت علاقة قوية مع إيمانه بالتنمية الزراعية وتوزيع الأراضي الخاصة على المزارعين المواطنين، وتقديم كل أشكال الدعم الذي كان يحتاجونه سواء كان مادياً أو مستلزمات مزارعهم، بالإضافة لدوره في توفير المياه لري المحاصيل.

زايد وراشد

صنع المغفور له بإذن الله الشيخ زايد مع أخيه المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما حكام الإمارات، دولة عصرية حديثة نباهي بها العالم ويشار إليها بالبنان، وصنعوا واقعاً ملموساً من خلال قوة الاتحاد الذي توفر له كل مقومات العزيمة، واليوم نجني ثمار ذلك التخطيط وسنظل ما حيينا نحن والأجيال القادمة مدينين للمغفور له وإخوانه الحكام، الذين واجهوا التحديات.

Email