عبدالله أمين الشرفا مستشار حاكم عجمان:

زايد شيّد صـرح الاتحاد بفكره وحكمته وكان حلمه وحدة العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

العظماء لا يرحلون لأنهم يتركون من طيب ذكرهم ما يبقى خالداً أبد الدهر، وتتناقل الأجيال سيرتهم غضّة حيّة كما لو أنهم يعايشونها لحظة بلحظة..

والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان قامة إنسانية باسقة، يفوح عطره على كل من عاصره، فأصبحت يومياته معهم كنزاً ثميناً يتناقلونه بين أبنائهم وأحفادهم ميراثاً عزيزاً يستقون منه ما يهتدون به في الحياة..

هذه صفحة يومية لأناس عاصروا الشيخ زايد بن سلطان يروون أحاديث الفكر والقلب والوجدان ممزوجة بعبق المحبة الغامر.

بكثير من الحب والتقدير للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يروي الوالد عبدالله أمين عبدالرحمن الشرفا، مستشار صاحب السمو حاكم عجمان فصول أحداث جمعته بالمغفور له الشيخ زايد قبل قيام الاتحاد حيث كان يذهب الى زيارته في مدينة العين وفي أبوظبي كما شهد زياراته العديدة لإمارة عجمان، مؤكداً أن هذه الزيارات كانت تعم جميع إمارات الدولة وكانت اللبنة الأولى لبناء صرح الاتحاد نظراً للالتفاف الكبير حول حكيم العرب الذي كان يجده من الشيوخ والأهالي وكانت هذه الزيارات تفرح الجميع، ويجتمع الناس لاستقباله، كما كان حلمه وحدة جميع العرب.

فقد حرص المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، على زيارة الأهالي كل عام في جميع إمارات الدولة، وذلك قبل قيام الاتحاد وكانت هذه الزيارات تبعث الفرح والسعادة في نفوس الأهالي الصغير قبل الكبير، وعجمان مثل غيرها من إمارات الدولة حظيت بخمس عشرة زيارة، حيث كان يزور الإمارة مرتين خلال العام ويقف على احتياجات الأهالي ويتابع سير العمل في المشاريع التنموية ويفتتح المشاريع المنجزة، وحرص حكيم العرب بتواصل مع الأهالي في أفراحهم وأتراحهم.

واهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، باستقرار الأسرة حيث شيد المساكن الشعبية في العديد من مدن الدولة منها بناء 30 مسكناً للأهالي في منطقة مصفوت قبل الاتحاد بسنوات عديدة، كما حرص على زيارة المنطقة والاستماع الى الأهالي واستجاب لكافة طلباتهم بتوفير الخدمات الاجتماعية والتعليمية التي تحتاجها المنطقة، وملك زايد قلوب الجميع بحبه للوطن والمواطن وتوحيد الصف وتأسيس الدولة.

أهازيج الفرح

لا يزال يذكر الشرفا أول زيارة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان إلى عجمان وكانت في الثلاثين من شهر أبريل في عام 1969 وجاءت استجابة لدعوة من المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رحمه الله، حيث عمّ الفرح إمارة عجمان واحتشد الأهالي لاستقبال الشيخ زايد وسط أهازيج الفرح والسعادة، وتفقد خلال الزيارة المعهد العلمي في مدينة عجمان، وحث الطلاب على النهل من العلوم والتزود بها لإنارة الدرب للآخرين والإسهام في تنمية المجتمع.

وأضاف الشرفا: كانت مشاعر الأهالي تتدفق حباً عند استقبال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ويسعدون بمقدمه، حيث كان بمثابة والد للجميع يحرصون على الإصغاء له.

صرح الاتحاد

ويرى الوالد الشرفا أن نجاح تجربة الاتحاد كانت ثمرة فكر زايد الوحدوي حيث كان همه جمع الصف وبناء وطن شامخ مزدهر ووضع يده مع إخوانه الشيوخ حكام الإمارات، فكانت رؤيته دائما ترتكز على اهمية الوحدة وتقديم كل اوجه الدعم لبناء وطن ينعم بالخير والنماء، لافتاً إلى أن حكيم العرب وظف ثروة النفط لرفاهية المواطن ولمساعدة الأشقاء والأصدقاء.

وكانت الزيارة الثانية لحكيم العرب لإمارة عجمان في السابع والعشرين من شهر أبريل في عام 1972 وكانت جولة رافقه خلالها الرئيس السوداني جعفر محمد نميري، رحمه الله، حيث استقبلهما الأهالي بفرح غامر وكانت عقب إعلان تأسيس الاتحاد وقيام الدولة، واحتفل الشيوخ والأهالي بالزيارة وبعدها بعام استقبل الأهالي المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث تفقد سير العمل في المشاريع التنموية وكان ذلك في يوم التاسع والعشرين من شهر مايو عام1973، لافتاً بأنه كان يحرص على متابعة كافة المشاريع التي توفر الحياة الكريمة للأهالي.

زايد الخير

وأشار الوالد الشرفا إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد كان لديه بعد نظر إلى مستقبل الوطن والأجيال المقبلة، وأن الشعب الإماراتي محظوظ بأن وهبه الله عز وجّل قائداً ملهماً يعمل جاهدا لرفاهية شعبه وإسعاده وتسخير كافة الإمكانيات لبناء الوطن، وشهدت عجمان في تاريخ الثامن من شهر مايو عام 1974 زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وإطلاقه إشارة البدء في تنفيذ مشروع الحوائط البحرية الذي بلغت تكلفته 9 ملايين درهم، واطلع على سير العمل في مشاريع شملت كلاً من محطة الكهرباء والمستشفى والمدارس الجديدة وكانت السعادة تغمره بهذه الإنجازات التي أسعدت المواطنين في عجمان وأسهمت في استقرار ورفاهية المجتمع.

وفي نفس الشهر بتاريخ الحادي والعشرين زار منطقة مصفوت ورافقه خلال الزيارة المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي، طيب الله ثراه، حيث التقى بالمواطنين وأكد لهم المغفور له الشيخ زايد بأن الخدمات الاجتماعية والتعليمية والإسكانية سوف تصل إلى كل فرد في الدولة وشملت الزيارة تفقد بعض المدارس، لافتاً إلى اهتمام المغفور له الشيخ زايد بمسيرة التعليم وتوفير المدارس للمواطنين في جميع الإمارات لإيجاد سواعد إماراتية تسهم في دفع عجلة التنمية والتطوير.

مشروعات عمرانية

وأكد الوالد الشرفا اهتمام المغفور له الشيخ زايد، بتوفير المشروعات العمرانية والبنية التحتية في جميع أنحاء الدولة ومتابعة إنجاز هذه المشروعات وإبداء التوجيهات بالإسراع في عملية التنفيذ، مشيراً إلى زيارته لعجمان في السادس من شهر أبريل عام 1978 حيث افتتح مشروعات طرق جديدة وتفقد سير العمل في مشروع تطوير ميناء خور عجمان وفرح الأهالي بهذه المشروعات وكان يسعد باستقبال الأهالي له ويستمع للشعراء ومنهم الشاعر ربيع بن ياقوت الذين ينشدون الشعر الشعبي والكلمات المعبرة عن الحب والولاء ومعاني الخير والعطاء.

كما زار المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، عجمان في الأول من شهر يونيو عام 1980 وقام بجولة تفقدية في منطقة مشيرف وافتتح استديوهات عجمان للإنتاج التلفزيوني وكانت زيارة حافلة كسابقاتها حيث قدم حكام الإمارات للقاء بالمغفور له في عجمان.

إحياء ليالي رمضان

وأشار الشرفا إلى اهتمام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بإحياء ليالي الشهر الفضيل بالقرآن الكريم واستضافة العلماء من الدول العربية وتوزيعهم على كافة الإمارات لإلقاء المحاضرات الدينية ويجد العلماء مكانة وتقديرا عند المغفور له ويشجعهم من أجل نشر العلم والمعرفة بين الناس، لافتاً إلى أن هذا الأمر استمر إلى أيامنا هذه بمقدم العلماء إلى الدولة خلال شهر رمضان بفضل سير القيادة الرشيدة للدولة على نهج الوالد المؤسس الذي غرس حب العلم والعلماء والاهتمام بتعمير المساجد.

كما زار المغفور له عجمان في تاريخ السابع من شهر سبتمبر عام1981 لتشييع المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن حميد النعيمي، طيب الله ثراه، حيث أعلنت الدولة الحداد وتنكيس الأعلام لمدة أسبوع وتعطل العمل في الدوائر الحكومية لمدة ثلاثة أيام، مؤكداً حرص الشيخ زايد على التواجد في الأتراح والأفراح وكان بمثابة الأب الرحيم للجميع واحتضن الجميع وقدم كل ما يملك من اجل الوطن.

الحب الكبير

ومن الزيارات التي يذكرها الوالد الشرفا للمغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات في السابع من شهر أبريل عام 1984 حضور مأدبة عشاء أقامها صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، حيث سادت مشاعر الفرح وسط الأهالي بمقدم المغفور له والشيوخ، مشيراً إلى اهتمام الشيخ زايد الدائم بتلبية الدعوات وتواجده وسط الأهالي حيث كان قريباً من الجميع بعطفه ورعايته وحبه الكبير للوطن. كما حرص على المشاركة في جميع المناسبات، فقد زار في الرابع والعشرين من شهر فبراير صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي للاطمئنان على صحته وتهنئته بسلامة العودة إلى أرض الوطن، وكانت هذه الزيارات تجد كل حب وتقدير عند الشيوخ والأهالي نسبة للمكانة الكبيرة التي احتلها المغفور له الشيخ زايد في قلوب الجميع الصغير قبل الكبير. ويظل هذا الحب الكبير له في قلوب أبناء الإمارات يتوارثونه جيلاً عن جيل للدور الكبير الذي قام به من اجل تحويل الصحراء إلى أرض خضراء وارفة الظلال وواحة غناء ينعم الجميع فيها بالأمن والسلام.

حلم زايد

وأكد الوالد الشرفا بأن المغفور له الشيخ زايد كان قائداً فريداً من نوعه، حلمه وحدة الأمة العربية وجمع الصف العربي، وتسخير كل الإمكانيات لبناء وطن شامخ ويسعى دائماً إلى لمّ الشمل وإن الإنجازات التي تحققت خلال مسيرة الاتحاد إنجازات لا يمكن حصرها وزايد وضع بصمته في كل شبر من الوطن بجهده وعرقه وحبه للمواطنين ولرفاهيتهم ونجح في توظيف ثروة النفط لصالح بناء الإنسان الذي اعتبره الركيزة الأساسية للتنمية.

عام العطاء

أكد الوالد الشرفا أهمية الاحتفال «بعام زايد» وقال: أنا شهدت عن كثب ما قام به المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من أجل بناء صرح الاتحاد وجولاته في الدولة من أبوظبي إلى الفجيرة ووقوفه في بناء المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد إضافة إلى المشاريع التنموية التي تصب في خانة رفاهية وسعادة المواطنين لا يمكن حصرها ومهما تحدثنا لا نستطيع الوفاء بجزء منها.

Email