سعيد يتغلب على اليتم ويتألق في «الروبوتكس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أربعة أعوام، توفي والد الطفل سعيد، إثر جلطة قلبية مفاجئة، سبقتها معاناة مريرة وطويلة من أمراض الضغط والقلب والسكري، وترك لزوجته 3 أبناء، أصغرهم سعيد الذي كان عمره في ذاك الوقت 9 سنوات، وورّث لها مسؤوليات كبيرة، بحجم رحيله الذي أبكي قلوب زوجته وأبنائه وأهله قبل عيونهم، وعمق في نفوسهم حفرة كبيرة من الألم والحزن على غيابه الذي يصعب الخلاص منه ما بقيت ذكرياته وسيرته ومآثره حاضرة في كل تفاصيل حياتهم.

قبل وفاة الزوج، عملت الزوجة على مدار عدة أعوام، في مجال الترجمة القانونية، لتشاركه مسؤوليات توفير متطلبات الأبناء والبيت، ولكن بعد وفاته، تفرغت بشكل تام لأبنائها، ومن بعدها، تقلد الابن الأكبر زمام الأمور في تأمين الحياة المادية الملائمة لأسرته، فهو يعمل لتأمين لقمة العيش للعائلة، إلى جانب تكملته دراسته في الهندسة.

لم تبقَ الزوجة وابنها الأكبر وحدهما في مواجهة ظروف الحياة ومتطلبات المعيشة بعد رحيل الأب معيلِ الأسرة، بل ساندتهما مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في دبي، والتي أحيت الأمل في نفوسهما، ورسمت الابتسامة على وجوه أفراد الأسرة، وجسدت أسمى آيات التلاحم والتكافل والعطاء الإنساني بتأمين الدعم المادي والمعنوي لها، وإسهامها في توفير المدرسة المناسبة لسعيد، عطفاً على المتابعة المستمرة لدراسته ومدرسيه، كما حرصت المؤسسة على إشراكه في فعاليات الصيف، مثل نادي الضباط ونادي هوايات ونادي الشباب على مدار 3 سنوات لصقل مهاراته، ودمجه في العديد من المناسبات الوطنية والدورات التدريبية.

يدرس سعيد الآن في معهد التكنولوجيا التطبيقية، وتميز في دراسة الروبوتكس، بتشجيع ودعم معلميه للمشاركة في المسابقة الوطنية لـ «مهارات الإمارات»، التي تأسست عام 2006، وتعتبر الجهة الأبرز في دولة الإمارات في مجال رعاية المواهب المواطنة المتميزة في المجالات التقنية والمهنية، وكما تسهم في إطلاع الشباب على مسارات وظيفية جديدة، قائمة على اقتصادات المعرفة، ورفع مستوى الوعي الوظيفي القائم على التعليم التقني والمهني بين الشباب المواطنين، عن طريق تنظيم المسابقات، والبرامج، والأنشطة التدريبية الفنية والمهنية.

في البداية، واجه سعيد بعض التحديات لخوض لهذه المسابقة، وذلك لأن المنافسين معه في المسابقة أكبر منه سناً وأكثر خبرة في مجال الروبوتكس، ولكنه استطاع بفضل اجتهاده وشغفه في البرمجة والكمبيوتر، من الحصول على المركز الثاني في شهر مارس من هذا العام (الميدالية الفضية)، ويطمح في الوصول إلى المهارات العالمية، مثلما يسعى منذ الآن في تكمله دراسته في المجال العلمي والهندسة الإلكترونية.

Email